الأحبّاءُ الأحبّاءُ..يا أصدقاءَ اللون والفكرة والحلم الجميل..أيها المُبحرون في عالم اللون والجمال..لقاء جديد يجمعني بكم في سلسلة احتفاليات جمعية الفنون التشكيلية.. التي تشرفت أن أكون راعية لها قريبة منها.. وجزءاً من تفاصيلها.وها قد مرّ خمسون عاماً على تأسيس هذا البيت الدافئ الذي وجدت فيه الطيور المحلقة ملاذاً آمناً لأعشاشها..فالفن مثل الحب يبحث دوماً عن مكان آمن لكي يعيش وينمو ويطلق شموسه وأقماره كي تضيء العالم وتنبّه السائرين وتُؤنس الحائرين.وفي هذا الضجيج السياسي والاجتماعي والإلكتروني والركض العالمي نحو كل شيء.. نبحث عن شرفة هادئة تطل على شاطئكم النقي غير المزدحم بالأيدي التي تكسِر كلَّ حلم وتلوِّث كلَّ جمال..بل بأيديكم التي تصنع من الريشة قارب سفر.. ومن الفكرة طوق نجاة، ومن الحبر بحراً وشمساً وأغنية..وتظلّ اللوحات التي أنتجها الفنان الكويتي على مدى نصف قرن مضى سجِلَّ تاريخٍ لإنسان هذه الأرض.. تتحدّث عن حلمه وألمه وشغفه وتميزه،ولتبقى الكويت رمز تقدم وإبداع وتميز..كنت أتلهف للحضور في هذه المناسبة الغالية على قلبي، وأنتظر هذا اليوم، ولكن أقدار الله كتبت أن أفقد أخي، وأحرم من لقائكم، فلّله الحمد على كل حال..مبارك هذا الجمع..ومباركة جهودكم..ولكم مني ألف ألف تحية..