للمرة الثانية، يتأجل هذا اللقاء الشعري معكم، والحق في هذا التأجيل، ليس عليّ ولا عليكم.. إنما على الطليان.
في المرة الأولى، لم نلتق بسبب انقطاع الكهرباء فالكهرباء أصبحت سيدة الإنسان في هذا العصر، فبدونها لا المكيفات تعمل.. ولا الثلاجات تبرد.. ولا المصاعد تصعد.. ولا التلفونات تثرثر.. ولا النساء يعرفن كيف يجففن شعورهن..
أما الميكرفونات فتصاب بالسكتة الصوتية.. وحين تتوقف الميكروفونات.. لا يبقى أمام المحاضر إلى أن يجمع أوراقه وينصرف.. إلا إذا كان يملك حنجرة مغني أوبرا…
أما التأجيل الثاني.. فسببه جغرافي، حيث اصطدم المكان بالمكان، واصطدم الشعر بالنثر.. واصطدمت الخطابة بالقصيدة.. وتداخلت القاعات في بعضها.
ولما كان الشعر طفلاً شديد الحساسية، ويحب الجلسات العائلية الأليفة.. فقد اختار أن يختار منبره وأن يختاركم..
أيها الأحباء الأحباء..
إننـي أعرف أنني سببت لكم كثيراً من التعب والإرهاق، فسامحوني إذا أخلفت مواعيدي لظروف لم تكن بيدي، فلا أنا مسؤولة عن مولدات الكهرباء.. ولا أنا مسؤولة عن تفاصيل الجغرافيا الثقافية.
كل ما أود أن أقوله، هو أنني مشتاقة إليكم كثيراً وكلماتي مشتاقة إليكم كثيراً.. كثيراً..
فمواعيد الشعر، كمواعيد الحب، تبقى رغم كل العقبات، وكل العواذل والحساد، أحلى المواعيد..
أيها الأصدقاء الأصدقاء..
أرجوا ألا تهتموا بمشكلة الكهرباء كثيراً، ففي الشعر من الطاقات الروحية ما يكفي لإنارة كل ليل الخليج.