بسم الله الرحمن الرحيم
ممثل فخامةَ رئيس جمهورية فرنسا
معالي وزير الثقافة
سعادة ممثل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
سعادة ممثل رئيس الوزراء الكويتي
أصحاب الفخامة الرؤساء
الأستاذ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية
سعادة المدير العام لليونيسكو
سعادة رئيس معهد الثقافة العربي
الأخ عبد العزيز البابطين
أصحابَ المعالي والوزراءُ والفضيلة والسماحة
يا أصدقاءَ الفكرِ والضمير..
فـي باريس المضيئـةِ بالثقافـةِ والحضـارةِ والإبــداع نجتمعُ اليوم.
وقَدَرُ الثقافةِ أن تكونَ جسراً لا سداً، أن تبني ما تَهدِمُهُ السياسةُ والمصالح.
السياسةُ شوهَّت وجهَ الإنسانيةِ، والإبداعُ جَمّلَها بأحلَى القصائدِ واللوحاتِ والمسرحياتِ والسيمفونيات..
إن الثقافةَ هَي آيةُ العقلِ وخُلاصَةُ الحكمة، والسياسةُ هَي خُلاصةُ الميكيافلية والتشويه.
الثقافـةُ أيهـا الأصدقـاء هَـي السؤال، والإنسانُ الـذي لا يَسـألُ يأخذُ شكلَ الحجر، والمثقفونَ همُ الطليعةُ المقاتلةُ التي تَشقُّ الطريقَ أمامَ الملايين من الذينَ لا يعرفونَ كيفَ يعبُّرونَ عن أنفسهم، أو يخافونَ التعبيرَ لأن سيفَ القمعِ مرفوعٌ فوقَ رؤوسهم.
المثقفُ هـو الناطـقُ الرسمـي باسمِ الناس، يُعِّبرُ عـن أحزانِهم وأفراحِهم ومُعاناتِهمُ اليومية.
إن الوظيفـةَ الأساسيةَ للكلمة هي المواجهةُ والتصدي وتأسيسُ عالمٍ جديد.
فالثقافُة أسلوبٌ مُتحضّرٌ للدفاعِ عن وجودِ الإنسانِ وعن هُويته، وعن كرامتِهِ وحريته. لذلك لا تنفصلُ الثقافـةُ عـن الموقفِ الأخلاقي وعن إطار المُثُلِ العُليا.
المثقفُ هو حارسُ القيمِ وحارسُ الضمير..
إنني أيها الأصدقاء أدعو أهلَ السياسةِ إلى مائدةِ الفكرِ والعقلِ والضمير، حتى نبنيَ لأبنائِنا وأحفادِنا عالماً ملوّناً بالسلام، مُتدَثّراً بالطمأنينة، مُغرّداً بالحب.
لبـاريسَ التي أحب والتي عَلّمتـني الكثيرَ الكثير والتي عنها لا أغيب.. شكراً.
وللصديقِ الأستاذ عبد العزيزِ البابطين ومؤسستهِ الجادّةِ الفاعلةِ في تعميقِ حوارِ العقولِ والكلمات.. شكراً من القلب لهذا الاختيار، وشكراً على الجائزة المالية التي أتقدم بها لجمعية المعاقين الكويتية تقديراً ودعماً لدورها في زراعة الأمل.
ولكم أيها الأحباء باسمي وباسم جميع الفائزين المبدعين كل الشكر والامتنان.
وسلامُ الله عليكم يا أصدقاءَ الفكرِ.. ورحمةُ الله وبركاتُه.