أَيهُّا الأحبــّاءُ.. الأَجِلاَّء..
يا سفراءَ دولةِ اللونِ، والحُلّمِ، والأُمنيات،،
يا أصدِقاءَ النقاءِ، ويا ربيعَنا المتجدّد.
تحيةً إليكم.. بقدر ما حَمَلتُمُونا إلى الأفقِ الأبعدِ، والغيمِ الأَقصى، والبهجاتِ الأعلى..
وبقدرِ ما أدخلتـُمُونا إلى بساتين اللوحةِ.
أحييكُم باسمِ امرأةٍ من هذا الوطن حاَرَبت طويلاً وهي تحملُ القلَمَ سيفاً والريشةَ درعاً.. والحَّريــــةَ قضيــةً..
باسم امرأةٍ كم من مرّةٍ سمعت ضجيجاً في دمِها ينبئ بولادة قصيدة..
ولكن فكرةً تخطفها إلى ساحل الألوان
إنها لعبة القلم والريشة التي لا تنتهي..
سيمفونية الدموع السوداء
والأمطار الملونة
تُعزَفُ على أعصابها
إنه الفن الذي يوجعك ألفَ مرةٍ ويحييك ألف مرة
ولا أخفيكُم أنني – في هذهِ المرحلة – كلما طرقت بابي فكرةٌ..
فتحتُ لها بوابة اللونِ..
وكم من مرةٍ وقفتُ تحت شلالات الشعرِ.. وخرجتُ مُبللةً بعلبِ الألوان المائية والزيتية، وقد تبَّدلت عندي لغةُ أوزان الخليل بلغةِ التشكيلِ.
وكم أشعرُ بالحبّ والانتماء، وأنا أقف بينكم.. يا أصحابَ الإحساسِ الأرهف.
يا اقتراحنا الأجمل لدُنيا أفضل، وشاطئنا الذي نسافرُ إليه هرباً من ضجيج آلاتِ الصناعةِ والطباعةِ والتصريحاتِ ودهاليز السياسةِ.. أنتم تؤرخون لأوطانكم كما فعل بيكاسو، ومايكل أنجلو، وفاتح المدرس، وعبد الهادي الجزار، وكل من جعل من فنِه سماءً مفتوحة وسريراً من الألوان وفضاء من الحرية..
كم أشعر بالحب والانتماء وأنا أقف بينكم..
يا أصحاب الإحساس الأرهف..
أَيُّها المُبدعون الرائعون…
يذهبُ السياسيونَ، وصُنّاعُ الحروبِ.. وتذهب الجيوشُ، والمؤتمراتُ.. وتفنى التصريحاتُ..
وتصرخ اللوحةُ والقصيدة:
تقول لهم:
(إنكم زائلون.. وإني أنا الباقية)
كل عام وأنتم الذاكرة الخضراء التي تحفظنا من التصحر.
شكراً لحضوركم.. وشكراً للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية..
وإلى اللقاء..