يا أيها الأصدقاء…
يا أصدقاء الفكر…
هذا يومٌ من أسعد أيام عمري..
لأنني كُـرٍّمت بجائزة للثقافة وللمعرفة وللإبداع.. وهي في نظري أجملُ ما يُهديه إنسان لإنسان.
إن الهدايا المادية قصيرة العمر.. وتنتهي بانتهاء المناسبة.. أما الهدايا الثقافية فهي مُثمِرةٌ تعطينا في كل عام.. زهراً جديداً.
الهدايا الأخرى قابلة للنسيان، أما هدايا الثقافة فهي تُشبه النقوش القديمة لا تمحى ولا تفقد مع الزمن ألوانها.
أنا مواطنة من الكويت تحاول أن تضع ثقافتها ومعرفتها في خدمة التطور في بلادها..
فالكتابة هي وسيلتي للدفاع عن نفسي وعن وطني وعن الإنسان في كل مكان.
أنا امرأة عربية تؤمن بثقافة العقل والعمل. إن شعري المنشور في دواوين كثيرة هو ليس صوتي منفرداً. فحين أقرأ شعري أشعر أن جميع النساء يُولدن في حنجُرتي ويُخرجن من بين شفاهي.
فالحب الذي أكتب عنه ليس حبي الخصوصي فحسب. والحزن الذي أعبر عنه ليس حزني الذاتي. والدمع الذي أسكبه يهطل من جميع نساء العالم..
إن صوتي هو صوت المرأة في كل مكان..
نعم.. إنني كل هؤلاء النسوة معاً..
أيها الأحباء..
إن الثقافة شجرة لا جنس لها، والمعرفة لا جنس لها. وكتابة الشعر لا جنس لها، ومع ذلك يصرون على تذكير الوردة والنجمة والحرية..
إن الحديث عن ظلم الإنسان للإنسان حديث لا ينتهي.
وتاريخ المرأة مع القهر والابتزاز طويل طويل، وملف التفرقة العنصرية بين الذكر والأنثى مازال موجوداً في عقلنا الباطن.
المثقف هو حارس القيم، وحارس الحريات، وحارس الضمير الإنساني، ووظيفته أن يضع كتابته في خدمة الإنسان والدفاع عن حريّته وعن وجوده ومستقبله.
ألف تحية لهذا البلد العظيم الذي يزرع وردة الثقافة إلى جانب وردة التكنولوجيا والاكتشافات العلمية.
شكراً للقائمين على هذه الجائزة العالمية القيمة التي تفتح طريق الفكر والإبداع.
وسلام لبلدكم العظيم من وطني وطن الحرية والحب والسلام.