أيُّها الأصدقاء
بـدأت مسابقـاتُ الشيخ عبد الله المبارك للإبداعِ العلمي، ومسابقاتُ سعاد الصباح للإبداع الفكـريِ والأدبـي تُؤتي ثمَارَهـا بعـدَ عشرينَ عاماً من انطلاقِها.
فالغايةُ التي قامت من أجلِها قد تحققت، إذ شكّلت تحريضاً ثقافياً لدى ألوفِ المبدعينِ العربِ الشباب لإعدادِ الدراساتِ العلميةِ والأدبيةِ والفكرية وكان الهدفُ ولا يزالُ فتحَ آفاقِ التنويرِ والشهرةِ أمامَ هذا الجيل، وضخِ الدماءِ الجديدةِ في شرايينِ الثقافةِ العربية أملاً في أن تتدفـقَ الجـداولُ وتتألـقَ المواهـبُ وتمتلئ الحقولُ العربيُة بالورودِ والرياحين.
أيُّها الأحبـاء..
إذا كانتِ الزراعةُ تحتاجُ إلى الماءِ والشمسِ والعناية، فلماذا لا نُطبقُ هذا المبدأَ الزراعـيَ على الثقافة؟ وإذا كانتِ الاستثماراتُ التجاريةُ والصناعيةُ والماليـةُ هـي حلمُ جميعِ المستثمرين، فلماذا لا نجربُ الاستثمارَ في الثقافة؟
إننا بحاجـةٍ فـي دولنا النامية إلى استثمارِ كل شيء. . في أرضنِا.. أو عقولِنـا.. ورأس مـال العربـي مطـالب بالتنقيـبِ عن كنوزِ العقلِ العربي، لأن هذا القرنَ هو قرنُ المعرفَة، والتكنولوجيا، والاكتشافاتِ الباهرة. وأعتقـدُ أن العطـاءَ للثقافـةِ هـو أجملُ العطاءات، ومحاولةُ البحثِ عن المواهـبِ المطمورةِ تحتَ الترابِ وإطلاقُها هي أَنبلُها…
أيُّها الأحبـاءُ… الأصدقـاء
إنني مؤمنةُ أن أرضَنا العربيةَ حبلى بألفِ ربيعٍ وربيع، وأن على كلِ مقتدرٍ أن يزرعَ في الأرضِ بعضَ البذور، بانتظارِ مجـيء الربيع..
لذلك فإن ما قمنا به زوجيَ الشيخ عبد الله المبارك وأنا، هو تقديمُ قسطٍ صغيرٍ جداً لتكريمِ العقلِ العربيِ الخلاق. إذ لا يمكنُ مواجهةُ العصرِ إلا بتحديثِ العقل، وتجديدِ المعارف، لإيمانِنا أن أفضلَ استثمارٍ هوَ الاستثمارُ في العقل.
إنني مدينةُ للفائزين بالفرحةِ التي تملأُ قلبي…
كلَّ عامٍ.. وأنتم بخيـر..
والإبداعُ والفكرُ بخيـر…