أيها الأحباءُ الأحباء
ليسَ من ساعةٍ تملأُ قلبي بالفرحِ كهذهِ الساعةِ التي أَتطلعُ فيها إلى كلِ هذهِ الوجوهِ لأرى السعادةَ كاملةً في العيون؛ سعادة الذين عملوا السنواتِ الطوال لَيَروا الحصادَ المبارك يمَتدُ أمامَ أعينهمِ جيلاً من الفتيـةِ والفتيـات، يحمـلُ في صدرهِ العلمَ والإيمان وفي جَبينهِ الحلمَ بحياةٍ أفضل.
وسعادةُ الأهلِ الذينَ زَرعوا الحياةَ بذوراً جميلةً لِيَروها اليومَ وروداً تفتحت وعبيراً يُبَّشرُ بالخيرِ والنجاح.
أما المتخرجونَ فقد قَضَوا ساعاتِ الليلِ والنهار يبحثونَ عن ضوءِ العلم وقـد وجَـدوه وصَرَفـوا بواكيرَ سنـواتِ العمرِ في الاهتمامِ ببناءِ ذَوَاتِهِم والتَّسلِحِ بالإيمانِ والعلمِ لمواجهةِ الحياةِ ومسؤولياِتِها الصعبة.
أنتم هذا الجيلُ الجديدُ الذي إليه تتطلعُ الكويتُ بالأملِ وبالثقة في أنه سوف يُعطيِ بأكثرَ مما يَأخذ، وسوفَ يعملُ بأكثرَ مما يرتاح. لقد بَنى أهلُكُم ومَدرَستكم عليكم حلماً كبيراً يختصُر كل التطلّعاتِ وكل الأحلامِ ولا أشكُّ لحظةً واحدة في أنكم سوف تحُققونَ هذه التطلعاتِ وهذه الأحلام لِوَطَنكم ولِشَعبكم ولأَنفُسِكُم.
لِيكن التفوقُ غايَتكم فــي الدراسةِ وفي الحياة لأننا نعيشُ عصراً يبقى فيهِ المتفوقونَ والمبدعونَ على صدرِ الحياة.
لا تَقبلوا لأِنفسكُم بما هوَ دونَ التفوق حتى تكتملَ بكم دائرةُ التقدمِ لوطنٍ يستحقُ منا كُلَ الجهدِ وَكُلَّ التضحيةِ وَكُلَّ العَطاء.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.