المعرفة… المفتاح الحقيقي لدخول العصر..
هذا يوم يكسوه الفرح.. وأيـام الفرح في حياتي القومية تُعَّدُ على الأصابع فالثقافة والمعرفة هي في نظري أجملُ ما يهديه إنسان لإنسان فالهدية الثقافية المعرفية التي يقدمها صاحب السمو أمير قطر والشيخة الجليلة قرينته لشعب قطر الحبيب ولمنطقة الخليج العربي إنما هي شجرة تعطينا في كل عام زهراً جديداً، و ثمراً جديداً.
إن عقـل الإنسـان العربي الـذي اعتـبره البعض أرضاً مهملة يتفجر ياقوتاً و ذهباً
إذا وجد من يعنى به.
إنـني مؤمنـة بأن أرض الخليـج لا تنام على بحيرات من النفط و لكنها أرض معرفة
وثقافة وإبداع.
فالأرض العربية حبلى بالمواهب، وحبلى بالإمكانيات كما هي حبلى بالنفط لكنها دائماً تبحث عن مستثمر طموح يحول الصحراء إلى جنات معرفة وارفة الظلال..
إن زراعة بذور المعرفة هي أنجح أنواع الزراعات وأكثرها بركة. فمن يزرع سنبلة يقطف حقل سنابل، ومن يوقد شمعة يساعد على ولادة الفجر.
إن الاستثمار في مجال العلم هو أكثر الاستثمارات مردوداً، والرهان على حصان العقل هو رهان رابح لأنه رهان على المستقبل.
وقطر اليوم تدخل باب المعرفة من أوسع أبوابه، والمعرفة هي المفتاح الحقيقي لدخول العصر..
في مـارس قبل ثمانية عشر عاماً جئت إلى هنا بدعوة كريمة للقاء المرأة القطرية. خاطبت المرأة العقل، لا امرأة شانيل وباقي دور الأزياء التي تُسقط عقل المرأة وتتعامل معها كعروس من السكر لأن الرجل لا يستطيع أن يتفاهم مع امرأة تنفق الآلاف على لياقتها الجسدية ولا تنفق شيئاً على لياقتها الفكرية.
فالمرأة الفسفورية التكوين، تلمع بسرعة، وتحترق بسرعة، ولا يبقى في راحة الرجل بعد ساعة سوى حفنة من الرماد.
أما المرأة العقل، فهي ذات الديمومة، وذات الرؤية، والقادرة على تجاوز قشور الأشياء إلى جوهرها، وهي المرأة التي تثير الرجل بموسيقى أفكارها لا بموسيقى أساورها.
في ذاك اليوم الربيعي أَعلنتُ في قطر، ولادة المرأة العقل، وها هو الرجل الخليجي اليوم يرسو في مرفأ العقل ويفتح النوافذ على المدى الأزرق.
فكما أن المرأة العقل والرجل العقل شيء واحد فإن كلاً منهما يساهم في فتح الآفاق على الفكر غير المحدود وفي صياغة الإنسان، ويعمل كل منهما على صياغة الزمن الآتي، والاثنان يشتركان في تعمير الأوطان.
تابعت بكل الفخر والاهتمام ما تؤسسه الأخت والصديقة حرم صاحب السمو الشيخة موزه المسند منذ كان حلماً كافحت وصبرت وثابرت وتحملت الصعاب حتى حققت اليوم حلمها النبيل وفي عينيها ترتسم الفرحة والزهو والكبرياء.
في هذه الأيام تمشي أم جاسم بين ضوء مشاعل العلم وإلى جانبها يمشي كل الشهود من أهل الفكر والمعـرفة ليشهدوا على ولادة هذا المشروع الإنساني الضخم…
شكراً لسمو الأمير الرجل الذي أعطى ثقته للمرأة…
ومبروك للشيخـة مـوزة المرأة التي أثبتت للعالم أن المرأة الخليجية قد دخلت القرن الواحد والعشرين بامتياز.
تحية للإنسان القطـري الشقيق وألف تحية لهذا البلد الشقيق الذي يزرع وردة المعرفة.