عن المناضل الراحل فتحي رضوان
مات كبير من كبار معلمي الحرية في هذا القرن الذي افتقد فيه الريادة.. مات فتحي رضوان. مات الشجاع والمصرفي والعربي ورجل القانون ورجل المواقف الصعبة..
مات الصديق الإنسان.
كان رئيسنا في المنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان.. وكنت أتأمله خلال جلسات العمل فأجده أكثرنا جدية.. وأكثرنا شباباً.
سبعة وسبعون عاماً وهو منتصب كالسيف في وجه الظلم والشر والانحراف وتجار السياسة.
سبعة وسبعون عاماً وهو يقاتل القبح بجميع أشكاله.. والخيانة بجميع أسمائها.. والديكتاتورية بجميع أقنعتها..
سبعة وسبعون عاماً وهو إلى جانب الإنسان العربي يرد عن جسده القهر والإرهاب والتعذيب.
سبعة وسبعون عاماً وهو يقاتل كل سلطة بوليسية تحاول إطفاء قنديل الحرية.. وفرض الرقابة على عقل الإنسان وعلى شفتيه..
منذ أن فتحنا أعيننا على الدنيا كان فتحي رضوان في مخيلتنا شبيهاً بأبطال الإغريق الذين لا يهزمون، فمنذ حركة (مصر الفتاة) إلى (ثورة يوليو) وهو يخوض معارك التحرير حتى انتقل إلى جوار ربه في مستشفى المقاولين العرب.
د.سعاد محمد الصباح