القاهرة..
بقلم: سعاد محمد الصباح
منذ ربع قرن أو نيف لاحظت أن أبواب النشر تكاد تكون مغلقة أو هي مواربة في أحسن حالاتها، أمام مواهب الإبداع الكامنة في صدور الجيل العربي الجديد، فقلما تجد هذه المواهب مكانها تحت شمس الكلمة المنشورة. فكان قراري باستحداث جوائز الشيخ عبدالله مبارك الصباح للإبداع العلمي، وجوائز د. سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، ومع تجدد المسابقة سنوياً لاحظنا أنها أصبحت بوابة أمام عشرات المبدعين في العلوم والآداب والفكر والفنون.. إذ نالت الأعمال الفائزة ما تستحق من اهتمام بالنشر ومن تكريم مادّي ليكون حافزاً لجيلنا الجديد على الاسهام في مسابقات الإبداع العربي.
لقد تم تحديد شروط المساهمة بعروبة البحث، وفاء للغة العربية وإخلاصاً لإنجازاتها وريادتها ، دون النظر إلى الهوية الجغرافية لأن الجوائز خصصت للإبداع العربي ولم يدخل، ولن يدخل في اعتبارها، الدولة التي ينتمي إليها المبدع.
ولدت المسابقة عربية وتبقى عربية، تتبدل فيها الموضوعات المقترحة، كعناوين للمساهمات، ويتغير أحياناً شرط السن باعتبار أن هذه المسابقة تهدف إلى تشجيع المواهب التي قلما تتاح لها فرص البروز التي تستحق. إن تشجيع الجيل الجديد هو هدفنا لذلك لابد من أخذ عمر المساهم والمساهمة بالاعتبار وإلا فاز الفرسان المبرزون بها كل عام.
إن “دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع” تفتح بوابة ضوء أمام المواهب العربية الطالعة سنوياً، معلنة عن مسابقاتها في الصحف والمجلات، مستقبلة المساهمات منذ الإعلان عنها. وتقدم الدار جوائز لكل مسابقة مع احتفاظها بحق طبع وتوزيع الأعمال الأولى ولمرة واحدة فقط، خلال ثلاث سنوات من تاريخ فوز المبدع بجائزته، وبشرط أن تنشر الأعمال الفائزة خلال عام من تاريخ الإعلان عن أصحابها وإلا كان من حق الفائز طباعتها.
إن هذه المسابقة تظلّ، حتى اليوم، متميّزة في اختيارها عطاء الجيل الجديد منبراً للمنافسة النبيلة في ميدان الكلمة العربية. ومن هذا المنطلق يصدر هذا الكتاب الذي يتناول تاريخ مدينة القاهرة العريقة، تأكيداً لالتزامنا بنشر الأعمال الأولى، مفسحين الطريق أمام الأسماء الجديدة لتأخذ موقعها الذي تستحق في مسيرة النشر العربي الهادف لخير الأمة ولفلاحها ولتقدمّها المأمول..
الطبعة الأولى 2014