مقدمة
أيُّ بُشرى! قلمي لاغى، وناغى، وتكلم..
بعدما استسلم لليأس وأغفى وتأزم
خلته مات، ولكن كان في صمت ملثم
ثم وافى بعد عامين بشجوى يترنم
***
أي بشرى، عادت الآمال في أفق حياتي
وانتشت روحي وغنى قلمي بعد سبات
ها أنا أمطره اليوم أحر القبلات
قلم الشاعر لا يعرف معنى للممات؟
***
قلمي بلسم همّي وضماد لأنيني
يبعث النشوة والآمال في قلبي الحزين
كلماتي نفثات من حنان وحنين
وحروفي لمحة من طلعة الحق المبين
***
هاك شعري، وسأتلوه لروح ابني الحبيب
ولأهلي ولأحبابي وللحق السليب
سوف أرويه بدمعي الثاكل الثر الصبيب
وأنا في غربتي، أواه من عيش الغريب..
***
قلمي، وهو حبيبي، كان في شوق إليّ
آه إذا عانقته مشتاقة في إصبعيّ
خلت أن الحبر يبكي فرحة بين يديّ
ويغني بحروف من رضا الله عليّ
***
قلمي، يا ولدي الروحيِّ، يا أحلى عطاءْ
قلمي، يا راحة النفس ويا لمح السماء
لم تزل في محنة العمر كبير الكبرياء
تمسح الجرح بما تصهر من مر الرثاء
***
قلمي، أنت صديق العمر، يا نعم الصديق
أنت لي خير رفيق أينما عز الرفيق
كلما شب أوار القلب أطفأت الحريق
وإذا لجت بي الموجات أنقذت الغريق
***
أنت أنت الفعل يجري صُعُداً في كلماتي
أنت من تعرف آلامي وأسرار حياتي
يا أمين العهد، كالأبرار، والرسل الهداةِ
يا ملاكاً يغمر النفس بفيض الرحمات
***
أنت قبل ابني وبعد ابني خِدْنِي
وشريكي في الذي تسمع مني..
أنت في المأساة تحتمل الآلام عني
وإذا ما ابتسم الدهر أغنى فتُغنّي..