اعترافات امرأة شتائية
1
ما لجنوني أبداً حُدودْ..
ولا لعقلي أبداً حُدود..
ولا حماقاتي على كَثْرِتها
تحدُّها حدودْ..
يا رجلاً يُغْضِبُهُ تطَرُّفي
منْ الذي يغضبُ من تطرُّفِ الوُردْ؟
هذا أنا.. من يوم أنْ خُلِقْت
أنوثتي ساحِقةٌ..
شواطئي تضربُها البرقُ الرّعودْ..
هذا أنا من يوم أن عشِقْت..
أشرِعَتي مَفْتوحةٌ
ضفائري مفتوحةٌ
أوردتي مفتوحةٌ
وأنهُري تهزأُ بالسُّدودْ..
فلا تقفْ مُرْتبكاً.. وذاهلاً..
أمام إعصاري.. فإنّي امرأةٌ..
ليس لما تريدُه حُدودْ..
2
هذا أنا.. يا سيِّدي
هذا أنا..
بغير أصباغٍ، ولا طِلاءْ
حُبّي شتائيٌّ..
ولا أشعرُ أنيّ امرأةٌ
إذا انتهى الشتاءْ..
حُبّي جنونيٌّ..
ولا أشعرُ أنيّ امرأةٌ
إذا لم أحطِّمْ قشرةَ الأشياءْ..
حبِّي انتحاريٌّ..
فلو رميتني في البحر، ذات ليلةٍ
وجدتني.. أسيرُ فوق الماءْ..
حبِّي طُفوليٌّ..
فلو لمستَ خصري مرةً
حلَّقتُ بين الأرض والسّماءْ..
فلا تعاقبني على طفولتي
فإننّي من دونِها،
فراشةٌ من خشبٍ..
وزهرةٌ من ورق..
ولوحةٌ بيضاءْ..
3
يا أيُّها الجالسُ..
سُلطاناً على أوراقِهِ
يا أيّها السُّلطان..
اكتبْ على إسْوارَتي..
اكُتبْ على دَشْداشتي..
اكُتبْ على الأجفانْ..
أكتبْ على الرّياحِ..
والأمواج..
والأمطار..
والخُلْجانْ…
أمنيتي..
بأن أكون فتحةً..
أو ضمَّةً..
أو كسْرَةً..
أو زهرةً صغيرة
في ذلك البُسْتانْ..
لو كان بالإمكان، يا صديقي
لو كان بالإمكانْ…
4
يا رجُلاً حرَّرني..
من سُلطةِ الزّمانِ والمكانْ..
لو كنت تدري، كم أنا مَبْهورةٌ..
وكم أنا سعيدةٌ..
وكم أنا أشعُرُ بالأمانْ
يُثيرُني..
في بيتك الأليف، كلُّ شيءْ..
البُسُطً الحمراءُ..
والأزهارُ..
واللوحاتُ..
والتِّبغُ الذي يرفضُ أن يفارق الحيطانْ…
تثيرني..
حتى الكراسي عندما تُحسُّ بالأمانْ…
5
يا أيُّها الغارقُ في مقعدِهِ الجلديِّ..
هل تبُصِرُني؟.
في زحمةِ الأوراقْ
يا أيُّها المزروعُ كالوردةِ في الأعماقْ..
أغارُ من يديكَ.. يا صديقي
حين على الأوراق تعْزِفانْ..
أغارُ من رائحةِ الحِبْرِ..
ومن رائحةِ الصَّمتِ..
ومن رائحةِ الأحطابِ..
والنّيرانْ..
أغار من رسائل الحبِّ..التي تكتبُها..
وقطَّةِ البيتِ التي تحضُنُها..
وقبضَةِ الفنجانْ…
6
يا سِّيدي..
الجالس في نهاية الدّنيا..
ألا تذكُرني؟
أنا التي شكَّلتني
من رغوةِ البحر..
ومن حجارة الياقوتِ..
والمرْجانْ…
أنا التي..
كنت تناديني، إذا أرَدْتني:
يا قمرَ الزَّمانْ..
يا منْ على يديه قد تشكَّلتْ أنوثتي
يا أيّها المسؤولُ عن هَنْدَسةِ الخَصْر ِ..
وعن تموُّج الشَّعْرِ..
وعن مواسم الُمشمُشِ، والزَّمانْ..
يا رجلاً عوَّضني بحُبِّهِ..
عن أجملِ الأوطانْ…