القمر.. والوحش
1
تتصارعُ في أعماقي رغبتانْ
رغبتي في أن أكون حبيبَتكْ..
وخوفي من أن أصبح سجينَتكْ.
يتصارعُ القمر.. والوحشْ..
والأبيضُ.. والأسود..
والوُجُودِيَّةُ.. والصّوفِيةْ..
والثورة.. والثورة المضادة..
والرَّغبةُ في وصالِكْ..
والرَّغبةُ في اغتيالِكْ…
2
يتصارعُ في داخلي بَحْرانْ..
بحرُ أنوثتي المتوسِّطْ
وبحرُ رجولِتكْ..
المزروعُ بالألغامِ والقراصِنَةْ..
والأسماكِ المتوحِّشةْ..
تتصارعُ أمواجُكَ.. وشواطئي الرّمليَّةْ..
وغاباتي..
وأمطارُك الاستواٍئَّيةْ..
3
أواجه في حُبِّي لكْ..
خيارين لا ثالث لهما..
خيار الدخول ِ إلى زنزانةِ صدرك النحاسيّ..
وخيار الخروج إلى شمس الحرِّيَّة..
خيار الامتثالِ للتاريخْ
وخيار التصادُمِ مَعَهْ
خيار القبولِ بخطابِكَ السُّلطَويّ
وخيار التمرُّدِ على كلامِكَ الُمْنْزَلْ..
4
تختلطُ في أعماقي
مشاعرُ الغضبْ..
بمشاعرِ الأمومَةْ..
وإحساسُ الأمانْ
بإحساسِ العاصفةِ القادمَةْ..
وأعيشُ أيامي مَعَكْ
وأنا مُعَلَّقةٌ..
بين أشجار النّار على شَفَتيْكْ..
وبين الهاويةْ…
5
يهاجمني صوتكَ في وحدتي
كذئبٍ مُشتعلِ العَينَيْنْ..
يتركُ جرحاً في الرَقَبةْ
وجرحاً في الذاكرة ْ
وطعنةً في خاصِرَتي..
وطعنة في شراشِفي..
ويعجنني كلَّ ليلةْ..
بالقرْفَةِ.. والزَّعفران..
والبهاراتِ الحارِقَةْ..
6
أتمزّقُ أَلف قِطعَةْ..
بين حضارتكَ على الوَرَقْ
وعدوانيَّتكَ على النساءْ..
بين حرائق ِ كَلمَاتِكْ..
وصقيع قُبُلاتكْ..
بين مواقفكَ الأبويًّةْ..
ومواقفكَ النَّرجسيَّةْ..
بين ليبراليَّتِكَ التي لا حدودَ لها..
ورجعيَّتِكَ التي لا حدودَ لها..
7
في داخلي..
مسيراتٌ نسائيَّةٌ طويَلةْ
تبدأ من طَنْجَةْ..
وتنتهي في حَضْرَموت
وشعاراتٌ مكتوبةٌ بأحمرِ الشفاه..
وأعلامٌ مصنوعةٌ
من خيوطِ جوارب قديمةْ..
واحتجاجاتٌ ضدَّ نظام الحزْبِ الواحدْ..
والرجل ِ الواحدْ..
والفراشِ المتعدَّدِ الجنسيَّاتْ…
8
وعندما تنتهي الُمظاهَرهْ
وترجعُ الأمشاطُ إلى أغمادها..
وترجعُ الخواتمُ إلى جواريرها..
وتعودُ العطور إلى قواريرها..
أرمي لافِتاتي..
وأنسى احتجاجاتي..
وأبحثُ عنك في أي مقهى قريبْ
لأشرب القهوةَ معْكْ…