أنتَ أَدرى
يا حبيبي، لو فرشتُ الدربَ من أجلِكَ زهْرا
وملأتُ الجوَّ أضواءً، وألحاناً، وعِطرا
ومددتُ الهُدبَ في غابةِ أحلامِك جِسْرا
ونسجْتُ الأمسياتِ البيضَ للأشواقِ وَكرا
هانئاً يقطرُ طِيباً.. دافئاً ينبِضُ سِحْرا
لَبَدا الكونُ لنا من نفحةِ الفردوسِ قَصرا
نحنُ فيه وحدَنا للحُبِّ، أحرارٌ وأسرى..
يا حبيبي، كم ترامَتْ لهفتي بَرّاً وبحرا
كم زرعتُ الأرضَ شوقاً، وسقيتُ النَّبتَ خمرا
وسمعتُ الرِّيحَ تحكي آهةً في الصَّدرِ حَرّى
أنا لو فجَّرتُ دمعي، ما غدَتْ في الكونِ صَحرا
أنا لولا حبُّكَ الملهِمُ ما حرَّرْتُ سطْرا..
حبُّكَ الملهِمُ خلَّى همَساتي لكَ شِعرا..
يا حبيبي، إنَّ قلبي ليسَ يَعصي لكَ أمرا
كلّما هيّأتَ لي تضحيةً.. هيّأتُ عشْرا
لو طلبتَ الشمسَ، والزهرةَ، والأنجمَ طُرّا
لترامَتْ حولَ أقدامِك بالفرحةِ سَكْرى
مُرْ.. تجدْني أجعلُ الليلَ إذا ما شئتَ فجرا
والخريفَ الجهمَ، نَيساناً، وألواناً، وبُشرى
يا حبيبي، لا تسلْ ما لونُ حُبّي.. أنتَ أَدرى