إيمــــان
يُحبُّ أنْ يلمحَ شِعري كالرّبيع مُزهِرا
وكالصّباح مشرِقاً.. وكالرياضِ أخضرا
وكالغِناء مُسعِداً.. وكالسُّلافِ مُسكِرا
وكالشُّعاعِ ضاحكاً.. وكالنجومِ نيّرا
لا يطبعُ الحزنُ عليه سمةً أو أثَرا
يُحبُّه مدلّلاً.. منمّقاً.. معطّرا
يريدُه مزغرِداً.. مهلِّلاً.. مستبشِرا
يقول لي: أنتِ من الضياءِ أصفى جوهرا
وأنتِ أنقى من غمائمِ السَّماءِ عُنصرا
ففيمَ هذه الدموعُ تستحيلُ أنهُرا؟
وأنتِ أحلى ما جلا اللهُ لنا وصوّرا
فلْتطرحي من قلبك العَناءَ والتطيُّرا
وتنظري لليأسِ نِظرةَ النجومِ للثرى
وتُطْلقي في شِعرك السَّلامَ والتحرُّرا
وتزرعي في ضفَّتيه الأملَ المنوَّرا
وتجعلي الفرحةَ في رُبَاه تجري كوثرا
وتنشُري لحنَ الهوى على السُّفوحِ والذُّرى
قولي لمَن كان هواكِ وهواهُ قدرا
أحبُّك الحبَّ الذي تريدُه وأكثرا
أقولُها وأزدهي بقولِها بينَ الورى
فإنّما الحبُّ من الإيمانِ إنْ تطهَّرا
يباركُ اللهُ به الأرضَ، ويهدي البشَرا