اعْتِذار
يا مُنى القلبِ، مِن القلبِ اعتذارا
إنْ طغى الشّوقُ بجنبيَّ وثارا
فهُيامي بكَ ما كانَ اختيارا
أنتَ مَن تجعلُ ليلاتي نَهارا
أنتَ مَن تملأُ أيّامي اخضرارا
أنتَ مَن تُسعِدُ أحلامي العَذارى
أيُّها الطيرُ الذي رفَّ وطارا
وأنا أبني لهُ في القلبِ دارا
كيف أمسى حبُّنا نُوراً ونارا؟
أنا أهواكَ.. وأهواكَ.. جِهارا
وأُغنّي بكَ زهواً وافتخارا
أيُّها التائهُ كِبراً واقتدارا
أيُّها الشاهِقُ كالشّمسِ مدارا
قلْ.. ولا تُشفِقْ، ولا تخشَ اعتبارا
أتُرى تذكُرُ أيّامي الحَيارى
كُلّما شطَّبك الدّهرُ مزارا
فإذا طافَ بك الشّوقُ غِرارا
فتذكَّرْ أنّني ذبتُ اصطبارا
وترفَّقْ بأمانيَّ السّكارى
لا تدعْ طيفَك عنّي يتوارى
لا تدعْني أسأل الغيبَ مرارا
وأنا أعتصرُ الدمعَ اعتصارا
أنا كمْ أفنى وكمْ أحيا انتِظارا
بل دعِ الشّوقَ لِرُوحَينا شِعارا
والرسالاتِ لِقلبَينا حِوارا
إنّما بالحبِّ تخضلُّ الصّحارى
فهو عارٌ أنْ نرى في الحُبِّ عارا