التلفون
أيُّها الأبكمُ الأصمُّ تكلَّمْ..
وترنَّمْ، ولا تحطِّمْ غروري
أنا عانقْتُ فيك لهفةَ روحي
أنا قبَّلتُ فيك فيضَ شعوري
أنا رقرقتُ فيك حُرقةَ قلبي
وجوى خاطري، وحرَّ سعيري..
لتدبَّ الحياةُ فيك فتصحو
من سُبات الرَّدى، وصمتِ القبور
لتذوبَ الثلوجُ عنك، فتجلو
بالرَّنين الحبيبِ.. صوتَ أميري..
في حديثٍ أرقَّ من نغَمِ النَّاي
وهمسِ الصَّبا، ونجوى الطيورِ
أيُّها الأبكمُ الأصمُّ تحرَّكْ..
يا جماداً يحيا بغيرِ ضميرٍ
لا تُثرِني بلونِك الأسود..
الجهمِ، وتهديدِ صمتك الموتورِ
لا تدعْني أهوي عليك بسُخْطي
ثم أذروكَ كالهشيمِ النثيرِ
لا تُثرْني، فطالما كنتَ سَلواي
وعوني، ومُنقذي، ومُجيري
كم تلقَّيتَ لي سطورَ حنانٍ
مُشتهاةً، حروفُها من نورِ
كم ترفَّقْتَ بي، وأسعدتَ عُمري
بلقاءِ الحبيبِ عبرَ الأثير..
فإذا بي أستغفرُ الحبَّ للماضي
وأصحو على نداءِ البشيرِ
وأُلبّي سمّاعتي وهي تدعوني
وأنسى هواجِسي وغُروري..