بَعْدَ العَودة
عُدْتُ بقلبٍ ضائعٍ.. محطَّمٍ بعدَ السَّفرْ
كطائرٍ تقذِفُه الرِّيحُ.. وينعاهُ المطرْ
تغتالُني في وَحدتي الخرساءِ، أشباحُ الضّجَرْ
فلا ازدهار في الرُّبى، ولا حياة في الشَّجَر
وليسَ في أفْق رجائي، نجمةٌ ولا قَمرْ..
كأنّما كلُّ الرُّؤى تحوَّلتْ إلى حجَر
كأنَّ كلَّ أملٍ، في غابة اليأس انتحَرْ..
الناسُ حولي ينعُمون بالكؤوسِ والسَّهر
إلّا أنا وحدي أسيرُ نحو عُمقِ منحَدرْ
أمضي له، وما قضيتُ للشبابِ مِن وطَر
ما قيمةُ الصّبا الغريرِ والشّبابِ والحوَر؟
إذا قضتْ بلا هوى، ولا مُنى، ولا ثمَرْ
أعيشُ في منفى من الحرمانِ أسألُ القدرْ
أليسَ لي حقُّ الحياة مثل سائرِ البَشرْ؟