جَوادٌ عَربيّ
إنّ في قلبي جواداً عربيّا
عاشَ طولَ العُمرِ في الحُبّ أبيّا
فإذا عاندْته، ألفيتهُ
ثارَ كالماردِ جبّاراً عتيّا
وإذا لاينْتهُ، ألفيتهُ
باتَ كالطِّفلِ رقيقاً، وحييّا..
لمسةٌ تجرَحُ مِن عزّتِه
يستحيلُ الطفلُ وحشاً بربريّا
همسةٌ تأتيهِ عنْ غيرِ رضا
يملأُ الكونَ ضجيجاً ودويّا
هكذا قلبي الذي أُكبِرُه
عاش فيه الدّمعُ مكتوماً عصيّا
مِرجلٌ يَغلي بخاراً ثائراً
وأنا أكتمُه في شفتيّا..
هكذا قلبي كما روّضْتُه
هكذا عاشَ كريماً وشقيّا
فإذا ما شئتَ أنْ تُسعدَني
فاسقِني الحُبّ، حناناً سرمديّا
واجمعِ الأشواقَ من نورِ الضُّحى
وابنِ لي مِنْ نسجِها عُشّاً هنيّا
وأنلْني قُبَلاً معسولةً
أتَّخِذْ منها عُقوداً وحُليّا
وأنا أغزِلُ شَعري بُردةً
تبعَثُ الدفْءَ حواليكَ شهيّا
وأحييكَ بشِعري نغماً
رائقَ الأوتارِ سلسالاً شجيّا
وبِروحي وخيالي أَبْتني
في الحنايا لك فِردوساً جَنيّا
لا تعاندْني.. فأغدو حُمَماً
تهدمُ الدُّنيا عليكَ.. وعليّا
لا أبالي، إنْ تحطمتَ معي..
ودفنَّا قصّةَ الحبِّ سويّا
فحنانَيك.. وحاذرْ غضْبَتي
إنّ في قلبي جواداً عربيّا..