خِطـــاب
مولاي، إنْ جاءكَ هذا الخطابْ
أوراقُه من شوقِ روحي لُباب
حروفُه من ذوبِ قلبي المُذابْ
مِدادُه من أدمعٍ وانتحاب
وعِطرُه من كأسِ حبي رضابْ
مُقبِّلاً عينيك بعدَ الغياب
مُغرِّداً بالأمنياتِ العِذاب
فلا تكنْ مِن لهفتي في ارتيابْ
ولا تظنَّ القلبَ أغفى وتاب
مولاي، قلبي في انتظارِ الجواب
حتى تفي الأقدارُ لي بالمآب
أوّاه لو تدرِكُ هذا العَذابْ
وما أعاني منْ أسىً واكتئاب
وأنَّ روحي في جَوىً واغتراب
وأنَّ مِلْءَ الكأسِ مُرّاً وصابْ
وحَوْلَ دُنياي يغيمُ الضّبابْ
والقمرُ العابسُ رهْنُ اضطراب
يُرسي سوادَ النّور فوقَ الهضاب
ويرسمُ الخوفَ على كلِّ بابْ
وكلُّ ما أخشاه بعدَ الإياب
والشوقُ عاتٍ، والهوى في التهابْ
أنْ تفجَعَ القلبَ بحُلم الشبابْ
ولا أرى حبَّك إلا سَرابْ
وأنّ آمالي الخوالي كِذَابْ