عـادَ الرَّبيعُ
مرَّ يومي مُسرفاً في الطولِ، موصولَ العذابْ
كُلّما أقبلْتُ ظمْأى.. لم أجدْ غيرَ السَّرابْ
وإذا قلتُ متى ألقاكَ.. فالصَّمتُ جوابْ
الربيعُ الآن في نفسي شجونٌ واكتئابْ
يضحكُ الموسمُ للناسِ، وينهلُّ السَّحاب
وربيعي دون لقياكَ، ظلامٌ وضبابْ
وكأنَّ الأرضَ ماتتْ.. وكأنَّ العمرَ ذابْ
وكأنَّ الريحَ ولَّت.. بأمانيَّ الكِذاب
يا حبيبي.. هل لماضينا من الوصلِ إيابْ؟
أَنتشي منه وأشدو بأغانيهِ العِذابْ
وأغنّي بالذي يُسكِر أوتارَ الرَّبابْ
وأُمنّي نفسيَ الحَيرى بأحلامِ الشَّبابْ
وأرى الأشجانَ ولَّت.. والربيعَ الطلْقَ آبْ
والعناقيدَ تدلَّت.. بأباريقِ الشرَابْ
والأزاهيرَ تحلَّت.. بأفانينِ الثيابْ
والعصافيرَ تجلَّت.. في الرُّبى بعد الغيابْ
وصفَتْ روحي وصلَّتْ.. وسمَتْ فوق الترابْ
لم يعدْ بيني وبينَ الله في الحبِّ حجابء
فإذا ما سمِعَ اللهُ أدعيتي استجابْ