قِصَّةُ شَعري
شَعري الذي تعشقُه.. مهدَّلاً وثيراً..
عاندْتُ نفسي، وغزوتُ ليلَه الأثيرا
قصفْتُ أمسياتِه.. جعلتُه قصيرا
غدرتُ بالنبْتِ الذي ربَّيتُه صغيرا
وكان ظِلّاً وارفاً، يبدّدُ الهجيرا
وكانَ لي خميلةً، تُبعثِرُ العبيرا..
وكانَ يلهو في الهواء ثائراً.. مُثيرا..
يَهيمُ باللهوِ كطفلٍ لم يزلْ غريرا
وكانَ فوقَ كَتِفي.. يداعبُ الحَريرا
يكادُ من فرحتِه بالحبِّ أنْ يطيرا
وكنتَ إنْ ضممتَه مُلملَماً غَزيرا
نامَ على يديكَ جذلاً، حالماً، قَريرا
كمْ ليلةٍ قبَّلتَه.. قبَّلتَه كثيرا
فغارَ من شَعري فؤادي وانثنى كَسيرا
وكم جعلتَ صدرَك الحاني له سَريرا..
وكم لففْتَه على يديكَ مُستثيرا
كأنّه سلاسلٌ تُقيّدُ الضّميرا
كأنّما يا آسري أصبحتَ لي أسيرَا..
وكم نفثتَ فيه من دُخانِك السَّعيرا
دوائراً تكتبُ في الحبِّ لنا نذيرا
فانتفضَتْ موجاتُه تُواجِهُ المصيرا
كيفَ نسيتَ حُبَّنا، وعهْدَنا النضيرا؟
ألم أكنْ أميرةً.. وكنتَ لي أميرا؟
ألم أكنْ غرامَك الأوّلَ والأخيرا؟
وهل تُحبُّ أنْ أقولَ نبأً خطيرا؟
قصصْتُ شَعري إذ عرفْتُ غدرَك الكبيرَا
قصصتُهُ.. إذْ لم أجدْ حُبّاً به جَديرا..