كيفَ أنساهُ
أختَ روحي.. أَوَعَنْ لوعةِ قلبي تسألينْ؟
أنا همّي ما لهُ في كتُبِ الهمِّ قرينْ
ليتكِ اليومَ بناري واحتراقي تشعُرينْ
بعد أنْ غابَ الذي كان لي الرُّكنَ الركينْ
والذي كانتْ ضلوعي وَكْرَهُ الحاني الأمينْ
كلُّ يومٍ ينقضي، أكبُرُه عشرَ سنينْ..
كيفَ أنسى وهو أدنى لي مِن حبلِ الوتينْ؟
كيفَ أنسى وهو الحُرقةُ في دمعي السّخين؟
وبقلبي عصفُ إعصارٍ وبركانُ أنينْ
وصداهُ لم يزلْ في السمعِ خفّاقَ الرنينْ
وسناهُ لم يزلْ في العينِ وضّاح الجبين
وعُلاه لم يزل في الكونِ كالفجرِ المُبينْ
وأساهُ في فؤادي ماثلٌ في كلِّ حين
إنّما الذّكرى عذابٌ، ووقودٌ للحنينْ
إنّه مَن كان، بعد الرُّوحِ، لي دُنيا ودين..