مِثاليَّة
لو جعلْتَ الليلَ ظُهرا.. وعرضْتَ الشّمسَ مَهرا
وملأتَ الجوَّ والأبحرَ والأنهارَ عِطرا
وفرشْتَ الدَّربَ ألواناً وأضواءً وزهْرا
ونظمتَ الكونَ لي ماساً وياقوتاً ودُرّا
ستراني لستُ بالمال.. ولا بالجَاهِ أُشْرى
كلُّ ما أرجوهُ أنْ تجعلَ لي قلبكَ وَكْرا
أيُّها المفتونُ، ليس الحُبُّ بستاناً وقَصْرا
أيُّها المغرورُ، ليس الحُبُّ أمجاداً وتِبرا
أنا بالدُّنيا، وما فيها جميعاً، لستُ أُغرى
أنا لا أقبلُ أنْ أغدو لأهوائِك جِسْرا..
أنا لا أقبلُ أنْ أحيا على أشلاءِ ذِكرى
لا تقلْ إنّك تَهواني، فإنّي ضقْتُ صدْرا
لا تقلْها.. إنَّ قلبي لم يعُدْ يملِكُ صَبرا
أنتَ مَن تُسعِدُه يوماً.. لكي تُشقيهِ دَهْرا
أنتَ منْ تستعرِضُ الأحلامَ في كَفّكَ أَسرى
وأنا البدرُ صفاءً.. وضياءُ الشّمسِ طُهرا
وأنا الوردُ عبيراً.. وأنا الجنّةُ سِحرا
وأنا أغنيةُ الأيّامِ إيناساً وبِشرا
وأنا من أنظِمُ الآمالَ، والأحلامَ، شِعرا..
أنا في حُبي حديثٌ، لا أراهُ اليومَ سِرّا
أنا وجدانيَ فردوسٌ، ووجدانُك صَحْرا
تعبَثُ الأهواءُ فيها، وهي بالأهواءِ سَكْرى
كُلّما مرَّتْ عليها قصّةٌ.. حنَّتْ لأُخرى
يا أميري، إنّني مِن زمني أرفعُ قَدرا
أنا لا أملِكُ إلا عزَّةً فيَّ وكِبرا
أنا للحُبّ المثالي، وهبْتُ العُمر نَذْرا
فإذا أخلصْتَ.. خُذْ عمري، وكنْ بالحُبِّ أَحرى