وحــدي
أنا وحْدي أتردّى في متاهاتِ الطريقْ
أثقلتْني قسوةُ الأيّامِ بالقيدِ العتيقْ
ورمَتْني وسطَ أتونٍ من النارِ سحيقْ
ثم ألقتْ بي إلى بحرٍ من اليأس عميقْ
لِأقاسي نهمَ الضّدّين: بحرٍ وحريقْ
في وجودٍ ليس لي في جوِّه الباكي صديقْ
والظلامُ العابسُ الوجهِ بآمالي مُحيقْ
ونجومُ الليلِ سوداءُ امَّحى منها البريقْ
يا أميري أنتَ يا من كنتَ للروحِ شقيقْ
أنتَ يا كنزي من الرّحمةِ والحبِّ الرقيقْ
قمْ تأمَّلْ وَحدتي اليوم، وقلْ كيف أُطيق؟
أنتَ.. حتى أنتَ.. لم تعطفْ على قلبي الغريقْ
أنتَ.. حتى أنتَ.. قد خلَّفْتَني دون رفيقْ
وجعلتَ العالمَ الواسعَ، كالقبر يضيقْ..