وَلدي في المدْرسة
هَذهِ دارٌ وأسْوارٌ ورَوْضٌ وأَريجْ
وَصَدىً مِنْ ضَحِكاتٍ وصُراخٍ وضجِيجْ
ودُموعٌ في مَآقي جَمْعِ أطْفالٍ صِغارْ
وحَكايا أُمَّهاتٍ فِي هُدوءٍ وَوَقارْ
كُلُّ أمٍّ في يَدَيْها فَلْذَةٌ مِنْ كَبِدِ
وَأنا أَرْنُو إِلَيْهِنَّ وَجَنْبِي وَلَدي
جَمَعَتْنا صَيْحَةُ الخَيـرِ لِهذا المَوْعِدِ
نَرْسُمُ الدَّرْبَ الّذي يُرْجَى لِآَمالِ الغَدِ
سَألُوني: ما اسْمُهُ؟ عاشَ وأَوْفَى وَتَبَاركْ
قُلْتُ: هَذَا وَلَدي مَعْـقِدُ آمالي مُبَاركْ
سَألُوا: ما عُمْرُهُ؟ قلْـتُ: تَخَطَّى الخَامِسَةْ
كَبِرَ البُرْعُمُ عَنْ حِجْـري وَجاءَ المَدْرَسةْ
وَرَنا الطِّفلُ بعينَيهِ إلى الجَوِّ العجيبْ
ضَحكاتٌ، ودموعٌ، وغناءٌ، ونحيبْ
وبَدا لي أنَّه يحمِلُ عِبئاً وينُوءْ
بعد جَوِّ البيتِ.. والبيتُ سكونٌ وهُدوءْ
قال: يا أُمّي إلى البيتِ خُذِيني، فأَنا
قدْ تعوَّدْتُ حياةً لسْتُ ألقاها هُنا..
دارُنا تحْفِلُ يا أُمّي بآلافِ الكُتبْ
غُرفَتي تزخَرُ يا أُمّي بأصحابي اللُّعَبْ
قلْتُ: لا يا ولَدي، دَعْني.. وقُمْ شاركْ لِدَاتِكْ
أنتَ في المُجتمعِ الصّاخبِ، لا تَحيا لِذاتِكْ