ثلاث برقيات عاجلة إلى وطني
1
سوف نظلُّ دائماً..
أهلَ الندى، والعفوِ، والسماحْ
لو جرحونا مرةً
نطلعُ كالأزهارِ من ذاكرةِ الجراحْ
أو كسروا جناحنا
كنا لهمْ،
أكثرَ من صدرٍ، ومن جناحْ
أو دخلوا بيوتنا
نطعمهمْ من خبزنا، وتمرنا
نشركهمْ برزقنا
نحيطهمْ بحبنا..
ونفرشُ الوردَ في موكبهمْ
وننثرُ الأقداحْ..
2
نحنُ الكويتيينَ.. من عاداتنا
أن نستضيفَ الشمسَ في بيوتنا
وأن نجيرَ الجارْ.
نحنُ الكويتيينَ.. من طباعنا
أن ننبذَ العنفَ،
وأن ندعوَ العصافيرَ إلى مائدةِ الحوارْ
نحنُ الكويتيينَ.. من أخلاقنا
أن نرفضَ الظلمَ على أنواعهِ
ونكرهَ الطغاةَ والطغيانْ.
نحنُ الكويتيينَ.. من تراثنا
أن نعصرَ القلبَ لمن نحبهمْ
وأنَ نكونَ دائماً في جانب الإنسانْ
3
يا منْ زرعتمْ في ضلوع شعبي الرماحْ
كيف بوسع عاشقٍ أن يرفعَ السلاحْ
في وجه من يحبهمْ؟
كيف بوسع العينِ أن تقاتلَ الأجفانْ
نحن الكويتيينَ.. لا تخيفنا
مفاجآت البحرِ، أو زمجرةُ الرياحْ
فنحنُ عشنا دائماً في داخل الإعصارْ
ونحنُ ندري جيداً ما قلقُ البحرِ، وما أسئلةُ البحارْ
فلملموا خيولكمْ.. وانسحبوا..
ولملموا أشياءكم وانصرفوا..
لا أحدٌ يقدرُ أن يغيرَ التاريخَ..
أو يستعمرَ الأرواحْ
لا أحدٌ يقدرُ أن يطفئَ نورَ الشمسِ
أو يصادرَ الصباحْ..
لندن 8/10/1990