سأبقى أُحبُّكَ..
1
أُحبُّكَ..
رَغْمَ ألوفِ العُيوُبِ الصغيرةِ فيكَ
وأعرفُ أَنَّكَ لا تستحقُّ عطائي.
وأرمي بنفسي على ساعِديْكَ
ولا أتذكّرُ أينَ أمامي..
وأينَ ورائي..
2
أُحبُّكَ..
حتّى حدودِ السذاجةِ
حتى حدوُدِ الغباءِ..
وأعرفُ أنّي سأغرقُ في آخرِ الأمر،
في شِبْرِ ماءِ..
فسامِحْ غبَائي..
3
أُحبُّكَ جداً..
وأعرفُ أنَّ مزاجَكَ
غيْمٌ.. وبرقٌ.. ورَعدٌ،
وأني تزوّجتُ فَصْلَ الشتاءِ
وأعرِفُ أنَّ التقدُّمَ صعبٌ
وأنّ التراجُعَ صَعبٌ
وأنَّ بحارَك دون ابتداءٍ..
ودونَ انتهاء
أحبُّكَ جداً..
وأعلَمُ علمَ اليقين
بأنّي أؤَسِّسُ مملكةً في الهواءِ..
4
أحبُّكَ جداً..
وأعرِفُ أنّي سأقتحِمُ المستَحيِلْ
وألمِسُ سَقْفَ السماءِ
أُحبُّكَ حتى التَّهوُّر
حتى التّبخر
حتى التَّقَمُص فيكَ
وحتّى فنائِي..
5
أُحبُّكَ.. من دونِ قيدٍ.. ومن دونِ شرطٍ
وأعرفُ أنّي تجاوزتُ كلَّ الخطوطِ
وأحرَقْتُ نِصفَ البلادِ ورائي.
أحِبُّكَ، من دون أيِّ حسابٍ
وأعرفُ منذُ البدايةِ
أنّي سألقى جَزَائِي..
6
أحبُّكَ جداً..
وكم كنتُ أرغبُ ألّا أُحبُّك
لكنّها نُقطةُ الضَّعفِ عندَ جميِعِ النساءِ
فَفِي حالةِ العشْقِ..
لسنا نفرِّق بين السُّفوحِ
وبين الهضابِ
وبينَ السطورِ وبينَ الكتابِ
وبينَ الثوابِ وبينَ العقَابِ
وفي حالة الشَّوْقِ..
لسنَا نفرِّقُ بين الكريم وبينَ المُرابي
أحبُّكَ جداً..
فهَل يا تُرانِي، أحبُّ خرَابي.
7
أيا أيُّها الديكتاتورُ الصغيرْ
أنا لا ألومُكَ مهما فعلتْ
ومهما قمعتَ شُعوري
ومهما كسرتَ خيالي..
ومهما بطشتْ
فلم تكُ يوماً قويّاً
لكنَّ ضَعفِي خلّاكَ تُحسَبُ في الأقوياءِ
ولَم تكُ يوماً كبيراً
ولكنْ أنا..
قد رفعتُك بالحبِّ نحو السَّماءِ..
8
أيا سيِّدي..
لا تؤاخِذ جُنوني
فإنّي بدائيَّة النزواتْ
وعشقيَ – مثلي – بِدائي
سأبقى أحبُّكَ
مهما ضجرتَ
مهما صرختَ
ومهما احْتَجَجْتَ
ومهما أردتَ التحرُّرَ من كُحْليَ العربيِّ،
ومن شَعرِيَ الكستنائيّ
سأبقى أحِبّك
حتى تسيلَ دماكَ
وحتّى تسيلَ دمائي..