كشف حساب صغير للاغتصاب الكبير
بجرة قلم، محا النظام العراقي نصف قضايا المنطقة، إن لم يكن محاها جميعاً.
1- القضية الفلسطينية، أسقطها بالضربة القاضية.
2- الوحدة العربية الكبرى، أعطتكم عمرها.. وتقبل التعازي في القصر الجمهوري في بغداد.
3- سمعة العرب أمام الرأي العام العالمي.. صارت زفتاً وقطراناً.
4- منابع النفط.. صارت في قبضة الولايات المتحدة الأمريكية.. وطوبتها في السجلات العقارية.
5- الاقتصاد العراقي، رجع إلى نقطة الصفر.. والثروة العربية، أكلت النار نصفها.
6- التضامن العربي أصيب بذبحة قلبية.. نقلوه على إثرها إلى غرفة العناية الفائقة..
7- جامعة الدول العربية أشهرت إفلاسها.. وبدأت تبيع طاولاتها.. وكراسيها.. وملفاتها.. في المزاد العلني.
8- الشارع العربي مضروب على دماغه.. فهو لا يعرف بأي اتجاه يمشي.. وباسم من يهتف.. ومن هو بطل الرواية، ومن هو مخرجها ومن هو ممولها.
9- الأجيال العربية (الصاعدة).. أصبحت أجيالاً هابطة، مسحوقة، ضائعة، مشمئزة، قرفانة، كافرة بكل ما تسمعه.. وما تقرؤه.. عن مروءات العرب، وشهامتهم، وعدالتهم، ودفاعهم عن حقوق الجار، وماله، وعرضه.
10- الثقافة العربية.. تحولت إلى (سوبر ماركت) كبير، يباع في المسيح بثلاثين من الفضة.. والمبادئ الثورية بنسبة مئوية من واردات النفط الكويتية.. ويباع فيه كارل ماركس بكيلو سمك (مسقوف) ويباع فيه الكلاشينكوف مع الكوفية والعقال لقاء وعد بتحويل دولة الكويت.. إلى (وطن موعود) لأبي عمار.
11- انقسمت اللغة العربية إلى اثنتين وعشرين لغة.. لكل لغة منها مفرداتها، وأسماؤها وإعرابها.
***
الله.. ما أفظع وما أبشع ما شاهدناه على خشبة المسرح العربي خلال شهر واحد..
بعض الثوار تحولوا إلى بائعين متجولين..
وبعض الأحرار أطلقوا الرصاص على الحرية..
وبعض القوميين العرب، أثبتوا أنهم غير قوميين.. وغير عرب..
وبعض فلاسفة الثورة.. امتطوا الدبابات، ودخلوا الكويت في ركاب النظام العراقي.. ظناً منهم أنها تل أبيب.
***
مشاهد.. تراجيكوميدية.. مرت أمامنا، حتى خيل لي أننا في سيرك متجول.. أو أننا نشاهد عرضاً من عروض أراجوز..
أقنعة شمعية..
ومواقف زئبقية..
وبطولات وهمية..
ومقالات صحافية مدفوعة الأجر..
وأيديولوجيات.. بلا أيديولوجيا..
ومتدينون.. بلا ديانة..
ومناضلون ربطوا قضيتهم بحنفية النفط التي سيفتحها النظام العراقي لهم.. بعد استيلائه على حقل الرميلة.