من أوراق المقاومة الكويتية
1
صار عمر المقاومة الكويتية شهراً وبضعة أيام..
أي أنها لا تزال طازجة، ويافعة، وطرية العود..
ومع هذا فهي تضرب بقوة..
تضرب في الليل، وتضرب في النهار..
وتضرب فوق الأرض، وتضرب تحت الأرض..
وتضرب بقضبان النوافذ، وتضرب بسكاكين المطبخ..
وإذا اضطرت فسوف تضرب ببيبرونات الأطفال، وحقائب تلاميذ المدارس.
2
الذين يقولون إن الحوت العراقي، ابتلع الكويت، وانتهى الأمر.. لا يعرفون شيئاً عن حركة البحر، ولا عن حركة التاريخ..
فالكويتيون أساساً من سلالات بحرية..
وهم يعرفون جيداً أحجام الحيتان، وعدد أسنانها، وطرق صيدها.
عندما تشبع الحيتان، يصبح بإمكان أية سمكة انتحارية صغيرة، أن تلتصق بها، وتفجرها بكل غطرستها وجبروتها.
3
لا تخافوا علينا..
فنحن –الكويتيين- ولدنا من زبد البحر..
والصراع مع أسماك القرش، بعض هواياتنا.
4
لا تخافوا علينا..
فالأسماك الصغيرة تتناسل بسرعة، وتتكاثر بسرعة، وتتجمع أمام العاصفة بسرعة.
أما الحيتان الكبيرة، فإنها تحمل شيخوختها وموتها، في أمعائها الغليظة.
5
الذين يقولون إن المقاومة الكويتية لن تستطيع أن تجابه 150 ألف جندي عراقي مسلحين حتى أسنانهم، نقول لهم:
إن العصفور يدافع عن عشه..
والنحلة تدافع عن خليتها..
والنملة تدافع عن مسكنها..
والحصان يدافع عن أنثاه..
والدّيك يدافع عن دجاجاته..
فلماذا لا يتعلم الكويتي من النمل، والنحل، كيف يدافع عن بيته، ورزقه، وعياله؟
أما قضية القلة والكثرة، فلا تلعب دوراً كبيراً في حرب العصابات:
“تعيرنا أنّا قليل عديدنا فقلت لها: إن الكرام قليل”.
6
ليس أمام الكويتيين سوى المقاومة..
فالحوار مع الحيتان، كالحوار مع الطرشان، عبث، وسراب، ومضيعة للوقت.
7
قد نكون مبتدئين في علم المقاومة..
ولكن العلوم مهما كانت صعبة، فإنها لا بد أن تعطي أسرارها للذين يدرسون جيداً، ويذاكرون جيداً، ويعرفون ربهم ووطنهم جيداً.
قد نكون في مرحلة طفولتنا الثورية..
ولكننا مع الوقت سنكبر، وننضج، وتزيد معرفتنا القتالية، وسنتخرج في جامعة المقاومة بدرجة جيدة جيداً.
8
كان الكويتي، قبل الاجتياح، يفلسف الأشياء ببساطة وشاعرية، ويقول -كما كان يقول اللبنانيون في عصرهم الذهبي-: إن قوة الكويت في ضعفها..
كلام فارغ.. فارغ.. فارغ..
بعد أن دخل الخنجر في خاصرتنا، صار الكويتي يؤمن، كنيتشه، بفلسفة جديدة تقول: إن قوة الكويت هي في أظفارها.. وأنيابها.. وقوة عضلاتها.. وممارستها (لعبة الكاراتيه)، في السلم والحرب..
9
زمان (الوصل في الأندلس) أدى إلى سقوط الأندلس..
وزمان الدلال والاسترخاء في الكويت، أدى إلى سقوط الكويت..
وأرجو ألا تجرحكم تشبيهاتي الجارحة..
فإنني، ككاتبة كويتية، لا بد أن أبصق الحصاة.
10أبأ
عندما سيتحرر تراب الكويت من الغزاة.. ونرجع إلى منازلنا بإذن الله، سيكون على رأس أولوياتنا:
1- ممارسة النقد الذاتي، وفتح ملفات حسناتنا وسيئاتنا، وإعادة تقييم أنفسنا بشكل علمي وموضوعي.
2- أن نرفع أسوار الكويت عالياً عالياً.. حتى لا يستوطي العالم حائطنا.. فندعو إلى الخدمة الإجبارية، ونشكل جيشاً شعبياً، ونشتري (الكيميائي المزدوج).. إذا لزم الأمر.. بعد أن ثبت لنا أن الكيميائي المزدوج.. أحرقنا نحن، ولم يحرق إسرائيل..
3- يجب ألا نتخلى عن منهجنا الديمقراطي، بل على العكس، علينا أن نزيد شجرة الديمقراطية ارتفاعاً واخضراراً، وأن نتيح لكل مواطن كويتي أو عربي أن يكون شريكاً في الرأي، وشريكاً في الحوار، وشريكاً في الحكم.. فالديمقراطية هي مصدر قوتنا وبقائنا.
4- أن نتعامل مع الأقوياء بقوة، ومع الغرباء بحذر، ومع الأصدقاء بواقعية، لأن الرومانسية الكويتية أثبتت فشلها.
5- أن نغير سياستنا الإعلامية، بسياسة أكثر ديناميكية، بعد أن ثبت ذلك من خلال تجربتنا المأساوية.
مرة ثانية.. أرجو ألا تتضايقوا من قسوة كلماتي.. فإنني ككاتبة كويتية لا أستطيع أن أكتب بنصف أصابعي.