نعم.. كويتيون حتى نخاعنا
لم يعد إخضاع الشعوب بقوة الآلة الحربية أمراً سهلاً في بدايات القرن الواحد والعشرين.
فالشعوب، حيثما كانت، ومهما كانت صغيرة، وقليلة العدد، اكتسبت مناعة روحية تجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها أمام أي محاولة لاقتحامها أو لاحتلال إرادتها.
والنموذج الكويتي في المقاومة الشعبية، يدعو إلى التأمل والإعجاب لأنه نموذج الشعب الصابر، الأصيل، الأخلاقي، الذي رفض أن يكون لقمة بين أسنان الحوت الكبير.
ولو أن كل الحيتان الضخمة، تفكر أن الأسماك الصغيرة لها الحق بأن تعيش وتتوالد، وتشكل مجتمعات ديمقراطية حرة، لعاش البحر في طمأنينة وسلام.
ولقد أثبتت التجربة المأساوية التي تعرض لها الوطن الكويتي الصغير أخيراً، أن سمكة “الزبيدي”، الرقيقة، اللطيفة، المسالمة، تستطيع أن تقطع حبال صياديها، وأن تقلب مراكبهم وسفنهم الحربية.
إن السمك الصغير لا يموت بسهولة، وهو قادر دائماً على الدفاع عن وجوده عندما يرتفع الموج، وتنفجر العاصفة.
كل الأسماك الكويتية، داخل الوطن وخارجه، انضمت إلى حركة المقاومة، فلم يتخلف النساء، والأطفال، والمرضى، عن الالتحاق بالمسيرات العفوية والغاضبة التي انفجرت في كل عاصمة من عواصم الدنيا.
كان الالتحام مدهشاً بين أعضاء الأسرة الكويتية، وكان الغضب ساطعاً، بحيث لم يستطع العدوان أن يجد في الجسد الكويتي ثغرة واحدة يستطيع أن يتسلل منها.
طبعاً.. إن الشعب الكويتي له أيضاً كسائر الشعوب، مشكلاته وقضاياه الداخلية، ولكنه في اللحظات التي يتعرض فيها مصير الكويت كوطن، وأمة، وتراث، وتاريخ، إلى الخطر.. فإن كل الخلافات الداخلية توضع على الرف.
كل قضايا العائلة الكويتية مؤجلة.. في الوقت الحاضر، ولا يوجد على جدول أعمالنا في هذه الأيام سوى بند وحيد وواحد: “ارفعوا أيديكم عن الكويت”.