أسئلة ديمقراطية في زمن غير ديمقراطي
(1)
هل تستطيع امرأة
تركب فوق هودج يجره الأعراب
أن تتهجى اسمها..
أو اسم من خلفها..
أو اسم من ثقفها..
أو اسم من علمها التاريخ والحساب؟
هل تستطيع امرأة
تعيش في قارورة الإرهاب
تموت في قارورة الإرهاب
أن تطلق النار على تاريخها الطويل في أقبية العذاب
هل تستطيع امرأة
في مدن الزواج بالمتعة والطلاق بالأربع
والغرام بالأنياب
ألّا يكون لحمها تفاحة
حمراء في مائدة الذباب؟
(2)
هل تستطيع امرأة
في زمن الإحباط والكآبة
أن تدّعي الكتابةْ
وكل شيء حولها مذكّر
السيف في قاموسنا مذكّر
والفكر في تاريخنا مذكّر
والشعر في أدبنا مذكر
والقمر الجميل في سمائنا مذكر
والحب في حياتنا مذكر
والظلم منذ نشأته مذكر.. مذكر
وهل تستطيع امرأة أن تعلن احتجاجها
وفي اليمين عسكر وفي الشمال عسكر
هل تقدر المرأة أن تسكب في أوراقها ما تشعر؟
هل تقدر؟؟
(3)
هل تستطيع امرأة
يجلس فوق رأسها السيّاف
أن تحلم الحلم الذي تريد
أو تعلن الرأي الذي تريد
أو تعبر البحر لأي مرفأ تريد..
من غير أن تخاف..
ودون أن يتبعها أعمامها في الليل، أو أخوالها
ليذبحوها مثل أي نعجة
ويأخذوا ثأر بني مناف
هل تستطيع امرأة
أن تتمنى حجرة صغيرة
في زمن الإقطاع
أو أن تقول رأيها
أو أن تبوح باسم من تحبه
من غير أن تأكلها الضباع؟؟
4))
هل تستطيع امرأة
أن تتخطى منطق الأبواب والأقفال
نازعة من عقلها عباءة الرمال
هاربة من آخر القبول.. حتى آخر السؤال؟
هل تستطيع امرأة
أن تضرم النيران في ثياب المتلون الدجّال
وتكتب التاريخ
فالتاريخ عادة يكتبه الرجال
هل تستطيع امرأة في هذه البلاد
ألّا تكون سلعة تباع في المزاد
ولا يكون دورها
تسلية السلطان حتى مطلع الفجر..
كشهرزاد؟..
(5)
هل تستطيع امرأة مقيمة في مدن الغبار
أن تتحدى مرة واحدة سلطة شهريار
وتكتب الشعر على دفاتر من نار؟
هل تستطيع امرأة
تعيش تحت رحمة الأموات أن تختار
في مدن ليس بها حرية
ولا بها حوار؟؟