أُنْثى 2000
قدْ كانَ بِوُسْعي
-مثلَ جميعِ نِساءِ الأرضِ-
مُغازلةُ المِرآةْ
قدْ كانَ بِوُسْعي
أنْ أحتسِيَ القهوةَ في دِفْءِ فِراشِي
وأُمارِسَ ثَرْثَرتي في الهاتفِ..
دونَ شُعورٍ بالأيامِ.. وبالسَّاعاتْ
قدْ كانَ بِوُسْعي أنْ أتجمَّلَ..
أنْ أتكحَّلَ..
أنْ أتدلَّلَ
أنْ أتحمَّصَ تحتَ الشَّمسِ..
وأرقُصَ فوقَ الموجِ ككُلِّ الحُوريّاتْ
قدْ كانَ بِوُسْعي
أنْ أتشكّلَ بالفيروزِ، وبالياقوتِ،
وأنْ أتثنَّى كالمَلِكاتْ
قدْ كانَ بوُسْعي ألّا أفْعَلَ شيئاً
ألّا أقرأَ شيئاً
ألّا أكتُبَ شيئاً
أنْ أتفرّغَ للأضواءِ.. وللأزياءِ.. وللرِّحلاتْ..
قدْ كانَ بوُسْعي
ألّا أرفُضَ
ألّا أغْضَبَ
ألّا أصْرُخَ في وجْهِ المأساةْ
قد كانَ بوُسْعي
أنْ أبتلِعَ الدَّمْعَ
وأنْ أبتلِعَ القَمْعَ
وأنْ أتأقلمَ مثلَ جميعِ المَسجُوناتْ
قد كانَ بوُسْعي
أنْ أتجنَّبَ أسئلةَ التاريخِ
وأهرُبَ من تعذيبِ الذَّاتْ
قد كانَ بوُسْعي
أنْ أتجنَّبَ آهةَ كلِّ المحزُونينَ
وصَرْخةَ كلِّ المسحوقينَ
وثورةَ آلافِ الأمواتْ..
لكنّي خُنْتُ قوانينَ الأُنثى
واخترْتُ مُواجَهةَ الكَلِماتْ..