إلى (روبوتْ) عرَبيِّ عاشِق
1
مُشكِلتُكَ الكُبرى، يا صديقي
أنّكَ تختزِنُ في ذاكرتِكْ
كلَّ الأفكارِ السلفِيَّةْ
وكلَّ الكلمِاتِ المأثورةْ
وكلَّ ما ورثْتَه عنْ أجدادِكْ
منْ نَزَعاتِ التملُّكْ..
والسِّيادةْ..
والتَعَدُّديّةِ النِّسائيَّةْ..
2
مُشكلتُكَ الكُبرى
أنَّكَ رغمَ كلامِكَ عنِ الحَداثةْ
لستَ حَديثاً..
ورغمَ كلامِكَ عنِ المعاصرَةْ..
لستَ مُعاصراً..
ورغمَ كثرةِ أسفارِكْ
فإنَّكَ لم تبارِحْ خَيْمَتَكْ..
3
مُشكلتُكَ الكُبرى
أنَّكَ لا تزالُ إقطاعيّاً
في العُصور الماركسيَّةْ..
ولا تزالُ قَبَليّاً..
في العُصورِ الليبراليِّةْ
ولا تزالُ مُتمسِّكاً بناقتِكْ
في عصرِ حربِ النُّجُومْ..
4
مُشكلتُكَ الكُبرى
أنّكَ لا تتخلّى عن شَعْرَةٍ واحدةْ
منْ نرجسيَّتِكَ التّاريخيّةْ
فأنتَ تدعو النِّساءَ إلى الرقصْ
ولا تدورُ إلّا مع نفسِكْ
وتنامُ مع المحترِفاتْ
ولا تنامُ إلّا مع نفسِكْ
مشكلتُكَ الكبرى
أنَّكَ مصفَّحٌ ضدَّ الحبّ
وضدَّ الشِّعرْ
وضدَّ الحَنانْ
وأنّكَ لم تفْتَحْ – منذُ عرفتُكْ –
نافذةً واحدةً لدخولِ الشَّمسْ
ودخولِ العَصافيرْ..
5
مُشكلتُكَ الكبرى
أنّك تشتري الكُتُبَ.. ولا تقرؤُها..
وتدخُلُ المتاحِفْ..
ولا تتذوَّقُ زواجَ الخطوطِ والألوانْ..
وتنـزِلُ في فنادقِ الدَّرجةِ الأُولى..
ولكنَّكَ لا تعيشْ..
وتُغيِّرُ النِّساءْ
كما تُغيِّرُ قُمصانَكْ..
ورَبْطاتِ عُنُقِكْ..
وتمارِسُ الحُبّ
كما تخلَعُ حِذاءَكْ..
6
مُشكلتُكَ الكُبرى
أنَّ جميعَ معلوماتِكَ عنِ الحُبّ
مأخوذةٌ منْ كتابِ (ألفِ ليلةٍ وليلةْ)
فاحتفظْ بذاكرتِكَ المعدنيَّةِ كما تُريدْ..
فإنَّ آخرَ اهتمامَاتي
أنْ يُحبَّني (كومبيوترْ)..