الرجل البحار
يذكِّرُني صوتُكَ
بصوتِ المطرْ..
وعيناكَ الرماديّتانْ
بسماء سبتمبرْ
وأحزانُكَ..
بأحزانِ الطيورِ الذاهبةِ إلى المنْفَى
يذكِّرني وجهُكَ
ببراري طفولتي
ورائحتُكْ..
برائحةِ البُنِّ في كافتيريات روما..
ماذا أستطيع أن أفعلَ من أجلِكْ؟
أيّها الرجلُ
الذي شقّقَ شَفَتَيْه مِلْحُ البحرْ..
وطاردتْهُ سفُنُ القراصنَةْ
وتناثر جسدُه على كلِّ القارّاتْ
ماذا أستطيع أن أفعل من أجلِكْ؟
أيها المسافرُ..
من الشَّتاتِ إلى الشّتاتْ
أيها الغارقُ في أمواجِ البحرِ الأسودْ
والمصلوبُ على وَرَق الكتابةْ..
والمطلوبُ حيّاً أو ميَّتاً
من كلِّ دكتاتوريّي العالَم ِ الثالثْ..
أريدُ أن أدخُلَ
في قميصِكَ المفتوحْ..
وجُرْحِكَ المفتوح..
وأكون جُزْءاً
من قَلَقِكَ..
ودُواركَ..
وموتِكَ الجميلْ
أريدُ أن أذهبَ معك..
إلى آخرِ الجنونْ..
وإلى آخر التحدِّي..
وإلى آخرِ أنوثتي..
أريد أن أصعد إلى ظَهْرِ سفينَتِكْ
التي لا تعترفُ بالمرافئْ..
ولا تعترفُ بالجزُرْ..
ولا ترسُو في أيّ مكانْ
أريد أن أخَبِّئَكَ في صدري
عندما تشتدُّ الرّيحْ
وتعصفُ العاصِفَةْ
فإمّا أن أنْجُوَ مَعَكْ..
وإمّا أن أغرقَ معكْ..