إلى تَقدُّمِيٍّ منَ العُصورِ الوُسْطى
1
لو كُنتَ تعرِفُ كمْ أُحِبُّكَ
لمْ تُعامِلْني كفرعَونٍ..
ولمْ تفرِضْ شُروطَكَ مثْلَ كُلِّ الفَاتحينْ..
لو كُنْتَ تعرِفُ كمْ أُحبُّكَ..
لمْ تُكرِّسْني كَأرضٍ للفِلاحةِ..
شأنَ كُلِّ المالِكينْ..
لو كُنْتَ تعرِفُ كمْ أحبُّكَ..
لمْ تعامِلْني ككُرسيٍّ قَديمٍ..
أو كنَصٍّ في تُراثِ الأَقْدَمينْ..
لو كُنْتَ تعرِفُ كمْ أحبّكَ..
ما قَمعْتَ..
ولا بَطشْتَ
ولا لجأْتَ لحدِّ سَيفِكَ..
مِثلَ كُلِّ الحَاكِمينْ..
2
يا سَيِّدي..
إنْ كنْتَ تعتبرُ الأُنوثةَ وصْمةً
فوقَ الجَبينِ،
فمَا الذي أبقيتَ للمُتحجِّرينْ؟
يا أيُّها الرَّجلُ الذي احتكَرَ الذَّكاءْ
يا أيُّها القَمرُ الأنانيُّ
الذي اغتصَبَ السّيادةَ والضياء
يا مَنْ تُعقِّدُكَ انتصَارَاتي..
وتكْرَهُ أنْ تَرى حَولي،
أُلوفَ المُعجَبينْ..
يا مَنْ تخافُ تَفوُّقي..
وتألُّقي..
وتخافُ عِطْرَ اليَاسَمينْ
هلْ مُمْكنٌ..
أنْ يكرَهَ الإنسانُ عِطرَ اليَاسمينْ؟
3
أَمُثقَّفٌ
ويقولُ في وأدِ النِّساءِ..؟؟
فأيُّ ثَقافةٍ هَذي.. وأيُّ مُثقَّفِينْ؟
أمُثقَّفٌ
ويُريدُ أنْ يُبقي حَبيبَتهُ بِسردابِ السِّنينْ؟
أَتقدُمِيٌّ في كِتابتِهِ
ورَجْعيٌّ بنظرَتِهِ إلى الأُنثى؟؟
فإنْ ضحِكَتْ لهُ امرَأةٌ
يخافُ عَذابَ ربِّ العَالمينْ!
يا مَنْ يُنادي بالتَّسامُحِ، والعَدالةِ،
والتَّحرُّرِ في الهَوى.
آمنْتُ أنَّكَ سيِّدُ المتعصِّبينْ..
ما كانَ يخطُرُ لي بأنَّكَ جاهلِيٌّ..
من غُلاةِ الجَاهلِينْ
فكَّرْتُ أنّكَ طَبْعةٌ أُخرى
ولكنِّي وَجدْتُكَ..
طَبْعةً عاديّةً كالآخَرينْ!!..