كُنْ صَديقي..
1
كُنْ صَديقي..
كُنْ صَديقي..
كم جميلٌ لو بقِينا أصدقاءْ
إنَّ كلَّ امرأةٍ تحتاجُ أحياناً إلى كفِّ صديقْ..
وكلامٍ طيّبٍ تسمعُهُ..
وإلى خيمةِ دِفءٍ صُنعَتْ مِنْ كلماتْ
لا إلى عاصفةٍمن قُبُلاتْ
فلِماذا يا صَديقي..
لسْتَ تهتمُّ بأشيائي الصّغيرةْ؟
ولماذا.. لسْتَ تهتمُّ بما يُرضي النِّساءْ؟..
2
كُنْ صديقي..
كُنْ صديقي..
إنّني أَحتاجُ أحياناً لأنْ أمشي على العُشْبِ مَعَكْ..
وأنا أحتاجُ أحياناً لأنْ أقرأَ ديواناً من الشِّعرِ مَعَكْ..
وأنا -كامرأةٍ- يُسْعِدُني أنْ أسْمعَكْ..
فلماذا -أيُّها الشرقيُّ- تَهتمُّ بشَكْلي؟
ولماذا تُبصِرُ الكُحْلَ بِعينيَّ..
ولا تُبصِرُ عَقْلي؟
إنّني أحتاجُ كالأرضِ إلى ماءِ الحِوارْ
فلماذا لا تَرى في مِعْصمي إلا السِّوارْ؟
ولماذا فيكَ شيءٌ مِن بقايا شَهريارْ؟
3
كُنْ صَديقي..
كُنْ صَديقي..
ليسَ في الأمرِ انتقاصٌ للرجولَةْ
غيرَ أنَّ الرجلَ الشرقيَّ لا يرضى بدورٍ
غيرِ أدوارِ البطولَةْ..
فلماذا تخلِطُ الأشياءَ خلطاً ساذجاً؟
ولماذا تدّعي العِشقَ وما أنتَ العشيقْ..
إنَّ كلَّ امرأةٍ في الأرضِ تحتاجُ إلى صوتٍ ذكيٍّ..
وعميقْ..
وإلى النَّومِ على صَدرِ بيانو أو كتابْ..
فلماذا تُهْمِلُ البُعْدَ الثقافيَّ..
وتُعْنىَ بتفاصيلِ الثّيابْ؟
4
كُنْ صَديقي..
كُنْ صَديقي..
أنا لا أطلبُ أنْ تعشقَني العِشقَ الكبيرا..
لا ولا أطلبُ أنْ تبتاعَ لي يختاً..
وتُهْديني قُصورا..
لا ولا أطْلبُ أنْ تُمطِرَني عِطراً فَرَنسياً..
وتعطيَني مفاتيحَ القَمَرْ
هذهِ الأشياءُ لا تُسعِدُني..
فاهتِماماتي صَغيرَةْ
وهِواياتي صَغيرَةْ
وطُموحي.. هو أنْ أمشيَ ساعاتٍ.. وساعاتٍ معكْ..
تحتَ مُوسيقى المَطَرْ..
وطُموحي.. هو أنْ أسمعَ في الهاتفِ صوتَكْ..
عِندما يسْكُنُني الحزنُ..
وَيُبْكِيني الضَجَرْ..
5
كُنْ صديقي..
كُنْ صديقي..
فأنا مُحتاجةٌ جدّاً لميناءِ سَلامْ
وأنا مُتْعَبَةٌ منْ قِصَصِ العِشْقِ وأخبارِ الغرامْ
وأنا مُتْعَبَةٌ من ذلك العصرِ الذي
يعتَبِرُ المرأةَ تِمْثالَ رُخَامْ.
فتكلَّمْ حينَ تلقاني..
لماذا الرّجلُ الشَّرقيُّ ينْسى،
حينَ يَلقى امرأةً، نِصفَ الكَلامْ؟
ولماذا لا يَرى فيها سِوى قِطعةِ حَلوى
وزغاليلِ حَمَامْ..
ولماذا يقطِفُ التُّفَّاحَ منْ أشجارِها..
ثم يَنامْ..؟