كُوَيْتِيّة
يا صَديقي..
في الكُويتيَّاتِ شَيءٌ مِنْ طِباعِ البَحْرِ، فادرُسْ
–قبْلَ أنْ تدخُلَ في البَحرِ- طِبَاعي..
يا صَدِيقي..
لا يَغُرَّنْكَ هُدُوئي..
فلَقدْ يُولَدُ الإِعصارُ مِنْ تحْتِ قِنَاعي..
إِنَّني مثلُ البُحيراتِ صَفاءً
وأنا النَّارُ.. بعَصْفي
وانْدِلاعي..
2
يا صَديقي..
إنَّ عصْرَ النِّفطِ ما لوَّثَني
لا ولا زَعْزعَ باللهِ اقْتِناعي
أنتَ لو فَتَّشْتَ في أعْماقِ رُوحي
لوجدْتَ اللُّؤلؤَ الأسْودَ..
مَزرُوعاً بِقَاعي..
يا صَديقي..
يا الّذي أعْشقُهُ حتّى نُخَاعي
كلُّ ما حَولي..
فُقاعاتٌ مِنَ الصّابونِ والقَشِّ،
فكُنْ أنْتَ شِراعي..
3
يا صَديقي..
الكُويتيَّةُ -لو تَفهَمُها–
نهرٌ مِنَ الحُبِّ الكبيرِ..
والكويتيَّةُ إعْصارٌ منَ الكُحْلِ،
–حَماكَ اللهُ مِنْ أمطارِ كُحْلي وعُطُوري–
والكُويتيّةُ تَهواكَ بلا عَقلٍ..
فهلْ تعرِفُ شيئاً عن شُعُوري؟
فأنا في غَضَبي عُودُ ثِقابٍ
وأنا في طَرَبي غَزْلُ الحَريرِ..
يا صَدِيقي..
الكُويتيَّةُ تبْقى دَائماً صامِتةً
فمتى تَقْرأُ ما بينَ السُّطورِ؟
فتَمدَّدْ تحتَ أشْجارِ حَناني
وتعطَّرْ ببَخُوري..
فعلى أرْضِكَ ألقَيْتُ بُذُوري
وعلى صَدْرِكَ
تَمتَدُّ جُذوري.
يا صَديقي..
الكُويتيّةُ أرْخَتْ شَعْرها اللَّيْليَّ كالجِسْرِ..
فلا تَعبَأْ بحُرَّاسي..
وجُنْدي..
وسُتُوري..
والكُويتيّةُ ملَّتْ منْ غُبارِ (الطُّوزْ)
واشتاقَتْ إلى ظِلِّ البَساتينِ،
وإيقاعِ النَّوافيرِ،
وأصْواتِ الطُّيورِ..
والكُويتيّةُ..
في مَعْركَةٍ كُبرى معَ التَّاريخِ -لم تُحْسَمْ–
فهلْ أنْتَ نَصِيري؟
الكُويتيّةُ..
سمَّتْكَ أميراً يا أَميري..
فتصرَّفْ بِمقاديرِ العُصُورِ..
وتصرَّفْ بمَصِيري..
4
يا صَديقي..
أنا ألْفُ امرأةٍ في امْرأةٍ
وأنا الأَمْطارُ
والبَرْقُ
ومُوسيقى اليَنابيعِ
ونَعْناعُ البَراري..
وأنا النَّخْلةُ في وَحْدَتِها
وأنا دَمْعُ الرَّباباتِ،
وأحزانُ الصَّحَارِي..
5
يا صَدِيقي..
يا الّذي يُخْرِجُ مِنْ مِنْديلِهِ ضَوءَ النَّهارِ
يا الّذي أتْبَعُهُ حتّى انْتِحاري
كمْ تمنَّيْتُ بأنْ تُصبِحَ في يومٍ مِنَ الأيّامِ،
قُرْطي.. أو سِواري..
6
يا صَديقي..
إنّني اخْترتُكَ مِنْ بينِ الملايينِ،
فهَنِّئْني.. على حُسْنِ اخْتِيارِي