عَزْفٌ مُنْفَرِدٌ على رَبابَةٍ كُويتيَّة أنا مِنَ الخَلِيجْ اسْمٌ مِنَ الأسْماءْ.. جُرْحٌ نِسائيُّ أنا.. ليسَ له بَدْءٌ.. ولا انْتِهاءْ.. قَصيدَةٌ مَمْنوعَةٌ.. وَوردةٌ سَوداءْ.. امْرأةٌ مَجهولةٌ تلتَفُّ في رِداءْ.. ذَرَّةُ رَمْلٍ.. طحَنَتْها الشَّمْسُ، والرِّياحُ، والأنْواءْ.. أنا مِنَ الخَليجْ.. غَزالةٌ بينَ الغَزالاتِ التي تُولَدُ في الصَّحراء.. تَعشَقُ في الصَّحراء.. تَموتُ في الصَّحراء.. أَسيرُ طُولَ الصَّيفِ والشِّتاءِ حافيةْ.. باحِثةً.. عن نَخْلةٍ.. عن ثَمَرةْ عن عُشْبةٍ خَضراءْ.. عن أضْلُعٍ رَحيمةٍ تَرشُّني بالماءْ.. فلا أَرى حَوْلي سِوى قَبائلٍ تَعوّدَتْ أنْ تَئِدَ النِّساءْ.. أنْ تأكُلَ النِّساءْ!!.. أنا مِنَ الخَليجْ.. امرأَةُ مَقْهورةٌ.. رَبابةٌ مَكسُورةٌ شَيءٌ مِنَ الأشياءْ.. أُنُوثَتي فَضِيحةٌ قَصائِدي فَضيحةٌ.. ثَقافتي فَضيحةٌ.. امْرأةٌ واثِقةٌ من نَفْسِها مُؤْمِنةٌ بعَقْلِها.. تَرفُضُها الأرْضُ.. كما تَرْفُضها السَّماءْ!!.. يُقالُ في بِلادي بأنَّني ذَكِيّةٌ كَظبيةٍ فكيفَ يَمْنعونَ أنْ تُفكِّرَ الظِّباءْ؟؟ أنا مِنَ الخَليجْ حيثُ الكِتاباتُ على أنْواعِها صِناعَةُ الرِّجالْ.. وكُلُّ ما تكتُبُهُ الأُنثى هُو استِثْناءْ!!.. هَلُ كُلُّ ما يبدِعُهُ رجاُلنا مُقدَّسٌ؟ وكُلُّ ما تُبْدِعُهُ نِساؤُنا يُجانِبُ الحَياءْ؟؟.. أنا مِن الخَليجْ لُؤلؤةٌ تَنامُ في غِلافِها.. عَروسةٌ تُذْبَحُ في زِفافِها.. مَنْ يا تُرى يُنْقِذُني مِنَ الخُرافاتِ التي تَسكُنُني.. مِنَ السَّكاكينِ التي تَتْبَعُني.. مِنَ الكَوابيسِ التي تُرْعِبُني..؟ مَنْ يا تُرى يَزْرَعُني كَنَجْمةٍ زَرقاءَ في السَّماءْ..؟ مَنْ يا تُرى يُطْلِقُني عُصفورةً.. فطالما حلُمْتُ أنْ أطيرَ في الفَضاءْ..؟ فما أنا شَريحةٌ.. ولا أنا ذَبيحةٌ.. ولا أنا شَيءٌ مِنَ الأشياءْ!! أنا مِنَ الخَليجْ.. أُنوثتي تَخْجلُ مِنْ أُنوثتي.. طُفولتي تَخافُ مِنْ طُفولتي.. عَباءَتي تَضْجَرُ مِن عَباءَتي.. وأعْيُني تَخافُ مِنْ أهدابِها السَّوداءْ.. حُرّيّتي.. اسْمٌ بلا مُسَمّى.. وخَيمَتي مَختومَةٌ بالشَّمْعِ.. لا يَدْخُلها الحُبُّ ولا يَدْخلُها الهَواءْ.. فما الذي أكْتُبُهُ في وَطَنٍ.. يَخافُ مِنْ قَصيدةِ الشِّعْرِ.. ومِنْ رائِحةِ الوَردِ.. ومِنْ ثَقافَةِ النِّساءْ؟.. (وأُجْهِضَ قانون حقوقِ المرأة الكويتية في مجلس الأمة في نوفمبر / تشرين الثاني 1999)