القَصيدَةُ أُنْثى والأُنثى قَصيدَة
مختارات شعرية
ألم تعلمي يا (فوز) أني معذب بحبكم والخير للمرء يجلبُ
وقد كنت أبكيكم بيثربَ مرة وكالغيث من نفسي من الأرض يثرب
أؤمِّلكم حتى إذا ما رجعتمُ أتاني صدود منكمُ وتجنّبُ
العباس بن الأحنف
ألا ليت ريعانَ الشبابِ جديدُ ودهراً تولى يا بثينُ يعودُ
فنبقى كما كنا نكون وأنتمُ قريبٌ وإذ ما تبذلين زهيدُ
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً بوادي القُرى إني إذاً لسعيدُ
وهل ألقيَنْ فرداً بثينةَ مرَّةً تجود لنا من وُدِّها ونَجودُ
جميل بثينة
أغائبة عني وحاضرة معي أناديك لما عيل صبريَ فاسمعي
أفي الحق أن أشقى بحبّك أو أُرى حريقاً بأنفاسي غريقاً بأدمعي
ألا عطفةٌ تحيا بها نفس عاشق جعلت الردى منه بمرأىً ومسمعِ
صلينيَ بعض الوصل حتى تبيَّني حقيقة حالي، ثم ما شئتِ فاصنعي
ابن زيدون
مقدمة
يقولونَ:
إنَّ
الكتابةَ إثمٌ عظيمٌ..
فلا تكتُبي.
وإنَّ
الصلاةَ أمامَ الحروفِ.. حرامٌ
فلا تَقْربي..
وإنَّ
مدادَ القصائدِ سُمٌّ..
فإيّاكِ
أنْ تشرَبي.
خطاب
مَولايَ، إنْ جاءكَ هذا الخِطابْ
أوراقُهُ
من شوق رُوحي لُبابْ
حروفُهُ
من ذَوبِ قلبي المُذابْ
مِدادُهُ
من أدمُعٍ وانتِحابْ
وعِطرُه
من كأسِ حُبّي رُضابْ
مُقبِّلاً
عينيكَ بعد الغِيابْ
بلا حدود
أنا أرفضُ الحُبَّ المعبَّأَ في بطاقاتِ البريدْ..
إنّي
أحبُّكَ في بداياتِ السَّنةْ..
وأنا
أحِبُّكَ في نهاياتِ السَّنةْ..
فالحبُّ
أكبرُ من جميعِ الأزمنَةْ
والحُبُّ
أرحبُ من جميعِ الأمكِنَةْ
ولذا
أفضِّلُ أن نقولَ لبعضِنا:
“حُبٌّ سعيدْ”..
حُبٌّ
يثورُ على الطقوسِ المسرحيَّةِ في
الكلامْ.
حُبٌّ
يثورُ على الأصولِ..
على
الجذورِ..
على النِّظامْ..
حُبٌّ
يحاولُ أن يُغَيِّرَ كلَّ شيءٍ
في
قواميسِ الغَرَامْ!!
سراب
مَرَّ يَومِي مُسرِفاً في الطُّول، مَوصولَ العَذابْ
كُلَّما
أقبلتُ ظَمأى.. لم أجِدْ غيرَ السَّرابْ
وإذا
قلتُ متى ألقاك.. فالصمتُ جوابْ
الرَّبيعُ
الآنَ في نفسي شُجونٌ واكتئابْ
يضحكُ
الموسمُ للناسِ، وينهلُّ السحابْ
ورَبيعي
دونَ لُقياك ظلامٌ وضَبابْ
وكأنَّ
الأرضَ ماتتْ.. وكأنَّ العُمرَ ذابْ
وكأنَّ
الريحَ ولَّتْ.. بأمانيَّ الكِذابْ
أُحِبُّكَ..
أُحِبُّكَ..
رغمَ ألوفِ العيوبِ الصغيرةِ فيكَ
وأعرفُ أنَّك لا تستحقُّ عَطائي
وأرمي بنفسي على ساعديكَ
ولا أتذكَّر أينَ أمامي..
وأينَ ورائي..
لون عينيك
أيُّ نهرٍ في رُبى عَينيكَ يَجْري؟
أيُّ كوثرْ؟
أيُّ
نورٍ فيهما يبدو لِعينيَّ.. فأُبْهَرْ؟
أيُّ نارٍ فيهما تجعلُ قَلبي
يتبخَّرْ؟
أيُّ كأسٍ فيهما تنسابُ في رُوحي
فأَسكَرْ؟
أيُّ
سهمٍ فِيهما يجعَلُ كِبْرِي يتكسَّرْ؟
أيُّ لونٍ يتجلَّى فيهما؟..
اللهُ أكبرْ!!
أيُّ
فكرٍ فيهما غامَ على الفِكْرِ وحيَّرْ؟
كُلَّما قاومتُهُ.. ألفيتُ
خَطوي يتعَثَّرْ
ما اسمك
نَبشْتُ جَميعَ القَواميسِ..
حتّى تَعبْتُ..
فهلْ تتذكَّرُ اسْماً..
جَديداً..
غَريباً..
مُثيراً..
يَليقُ بِحُبِّي الجُنونيِّ
غيرَ (حَبيبي)؟
وطني أنت
أنا التي..
كنتَ
تناديني، إذا أرَدْتني:
يا قمرَ
الزَّمانْ..
يا مَنْ
على يدَيه قد تشكَّلتْ أُنوثتي
يا
أيّها المسؤولُ عن هَنْدَسةِ الخَصْرِ..
وعن
تموُّجِ الشَّعْرِ..
وعن
مواسمِ المُشمُشِ، والرُّمّانْ..
يا
رجلاً عوَّضني بحُبِّهِ..
عن
أجملِ الأوطانْ..
ربيع متجدد
أيَّ مُنىً من زَمني أَنتظِرْ
وأنتَ
في عَينيَّ أحلى الصُّوَرْ؟
أنتَ
الخيالُ الطَّلْقُ في أَوْجِهِ
أنتَ
الرَّبيعُ الشاعريُّ النَّضِرْ
لولاكَ،
ما غنَّتْ طيورُ الرُّبى
ولا حَلا
في الليلِ طُولُ السَّهَرْ
امرأة لا تخاف المجهول
أيُّها السيِّدُ.. إني امرأةٌ نفطِيّةٌ
تطلُعُ
كالخنجرِ من تحتِ الرِّمالِ..
تتحدَّى
كُتبَ التنجيمِ،
والسِّحْرِ..
وإرهابَ
المماليكِ..
وأشباهَ
الرِّجالِ..
ڤيتو
يقولونَ:
إنَّ
الكلامَ امتيازُ الرجال..
فلا
تنطقي!!
وإنَّ
التغزلَ فنُّ الرجالِ..
فلا تعشَقي!!
وإنَّ
الكتابةَ بحرٌ عميقُ المياهِ
فلا تغرَقي..
وها أنَذا
قد سبَحتُ كثيراً..
وقاومتُ
كلَّ البحارِ ولم أغرَقِ..
اعتذار
يا مُنى القلبِ، مِن القلبِ اعتِذارا
إنْ طَغى
الشَّوقُ بجنبيَّ وثارا
فهُيامي
بكَ ما كانَ اختِيارا
أنتَ من
تجعلُ لَيلاتي نَهارا
أنتَ مَنْ
تملأُ أيَّامي اخضِرارا
أنتَ مَنْ
تُسعِد أَحلامي العَذارى
مجنونة جداً
إنَّني مجنونةٌ جداً..
وأنتمْ
عُقلاءْ
وأنا
هاربةٌ من جنّةِ العقلِ،
وأنتمْ
حُكماءْ
أشهرُ
الصّيفِ لكمْ
فاتركُوا
لي انقلاباتِ الشتاءْ..
للأنثى طباع البحر
يا صديقي:
في الكُويتيّات
شيءٌ من طباع البحر،
فادرُسْ
-قبلَ أن
تدخلَ في البحرِ- طِباعي..
يا
صديقي:
لا يغُرَّنْكَ
هُدوئي..
فلقد
يولدُ الإعصارُ من تحتِ قِناعي..
إنّني
مثلُ البحيراتِ صفاءً
وأنا
النّارُ.. بعَصْفي
واندِلاعي..
جِيشا
ليتَني غانيةُ “الجِيشا” التي تَهوى العَطاءْ
ليتَني.. كي أهَبَ العُمْرَ لعينَيكَ فِداءْ
أملأُ الدُّنيا حَواليكَ عبيراً وضِياء
وأُحيلُ الجوَّ إيناساً وبِشْراً وهناءْ
وأُذيبُ الثلجَ من حولِكَ في بردِ الشِّتاءْ
وتراني ظِلَّكَ الحاني إذا ما الصَّيفُ جاءْ
رمالٌ.. ودماء
يا حبيبي:
إنني دائخةٌ عِشقاً
فلملمْني بحقِّ الأنبياءْ
أنتَ في القطبِ الشماليِّ..
وأشواقي بخطِّ الإستواءْ
يا حبيبي:
إنني ضدّ الوصايا العشرِ..
والتاريخُ مِن خَلفي رمالٌ ودماءْ
أهواك
أنا أهواكَ.. وأهواكَ.. جِهارا
وأُغنّي
بكَ زهواً وافتِخارا
أيُّها
التائهُ كِبْراً واقتِدارا
أيُّها
الشاهقُ كالشمسِ مَدارا
قُلْ..
ولا تُشفِقْ، ولا تخشَ اعتِبارا
أتُرى
تذكُرُ أيّامي الحَيارى
كُلّما
شطَّ بك الدهرُ مَزارا
أنثى تسافر ببحر الجنون
إذا ما افتَرضْنَا..
إذا ما افتَرضْنَا..
بأنَّك
لستَ حبيبي
فماذا
أكونُ؟
وماذا
تكونْ؟
وكيفَ
أقولُ بأنَّيَ أُنثىَ؟
إذا لم
أخبِّئك تحتَ الجُفُونْ
وما
قيمةُ العشقِ، يا سيِّدي
إذا لم
يُسافِرْ ببحرِ الجُنُونْ؟؟
الشراع
يا صديقي:
إنَّ
عصرَ النَّفطِ ما لوَّثَني
لا ولا
زَعزعَ باللهِ اقتِناعي
أنتَ لو
فتَّشْتَ في أعماقِ رُوحي
لوجدتَ
اللؤلؤَ الأسودَ..
مزروعاً
بِقاعي..
يا صَديقي:
يا الذي
أعشقُهُ حتى نُخاعي
كلُّ ما
حَولي..
فُقاعاتٌ
من الصَّابونِ والقشِّ،
فكُنْ
أنتَ شِراعي
اسمك
قال لي: ما اسمُكِ في سَمعي، سِوى أحْلى الأَغاني
قال إنَّ
اسمي صدى النَّايِ.. وإيقاعُ الكَمانِ
ودَعاني
لِذراعَيهِ بلُطفٍ.. واحتواني
وكأنَّا
في خَميلات الهوى عُصفورتانِ..
ثُمَّ غِبْنا
في زمانٍ.. ليس من عُمْر الزَّمانِ..
وعِناقٍ..
مرَّتِ الساعاتُ فيه كالثَّواني
مثالية
لو جَعلتَ الليلَ ظُهراً.. وعرضْتَ الشَّمسَ مَهْرا
وملأتَ
الجوَّ والأبحُرَ والأنهارَ عِطرا
وفرشْتَ
الدربَ ألواناً وأضواءً وزَهْرا
ونظمتَ
الكونَ لي ماساً وياقوتاً ودُرّا
سَتراني
لستُ بالمالِ.. ولا بالجاهِ أُشْرى
كُلُّ
ما أرجوهُ أنْ تجعلَ لي قلبَكَ جِسْرا
طبق الأصل
قُلْ لي.. قُلْ لي
كيفَ
تصيرُ المرأةُ حينَ تُحِبُّ
شُجيرةَ
فُلٍّ؟
قُلْ لي
كيفَ
يكونُ الشَّبهُ الصَّارخُ
بينَ
الأصلِ، وبينَ الظلِّ
بينَ
العينِ، وبينَ الكحلِ؟
كيف
تصيرُ امرأةٌ عن عاشِقِها
نُسخةَ
حُبٍّ.. طِبقَ الأصلِ؟..
سؤالُ طفلٍ
ماذا أريدُ إذا أتى العامُ الجديدْ..؟
كم أنت
طفلٌ في سؤالِكَ..
كيف
تجهلُ، يا حبيبي، ما أريدْ؟
إني
أريدُكَ أنتَ وحدَكَ..
أيُّها
المربوطُ في حَبْلِ الوريدْ
كلُّ
الهدايا لا تثيرُ أنوثتي
لا العطرُ
يُدْهِشُني..
ولا
الأثوابُ تُدهِشُني..
ولا
القَمَرُ البعيدْ..
ماذا
سأفعلُ بالعُقُودِ.. وبالأساورْ؟
ماذا
سأفعلُ بالجواهِرْ؟
يا أيُّها
الرجُلُ المسافرُ في دَمِي
يا أيّها
الرجُلُ المسافرْ
ماذا
سأفعلُ في كنوزِ الأرضِ..
يا كنزي
الوحيد؟..
جواد
إنَّ في قلبي جَواداً عربيّا
عاشَ طُولَ
العمرِ في الحُبِّ أبيّا
فإذا
عاندْتَه، ألفيتَهُ
ثارَ
كالماردِ جبّاراً عتيّا
وإذا
لاينتَهُ، ألفيتَهُ
باتَ
كالطّفلِ رقيقاً، وحييَّا..
لمسةٌ
تجرَحُ من عِزَّتِهِ
يستحيلُ
الطفلُ وحشاً بَربرياً
همسةٌ
تأتيهِ عن غيرِ رِضى
يملأُ
الكونَ ضَجيجاً ودَويّا
أنوثة الورد
ما لِجُنوني أبداً حُدودْ..
ولا لِعقلي
أبداً حُدود..
ولا حَماقاتي
على كثرتِها
تحدُّها
حُدودْ..
يا
رجلاً يُغْضِبُهُ تطَرُّفي
مَنْ
الذي يغضَبُ من تطرُّفِ الوُرودْ؟
هذا
أنا.. من يومِ أنْ خُلِقتْ
أُنوثتي
ساحِقةٌ..
شواطئي
تضرِبُها البروقُ والرّعودْ..
إعصار الكحل
يا صديقي:
الكُويتيّةُ
-لو تفهمُها-
نهرٌ من
الحبِّ الكبيرِ..
والكُويتيّةُ
إعصارٌ من الكُحلِ،
-حماكَ
اللهُ من أمطارِ كُحلي وعُطوري-
والكُويتيّةُ
تهواكَ بلا عقلٍ..
فهل
تعرفُ شيئاً عن شُعوري؟
فأنا في
غَضبي عودُ ثقابٍ
وأنا في
طَربي غَزْلُ الحريرِ..
جنتي
جنّتي كوخٌ، وصحراءٌ، ووردُ
وحبيبٌ هو لي، جَزْرٌ ومدُّ
وصباحٌ شاعريٌّ حالمٌ
أتغنّى فيه بالحبِّ وأشدو
وأردُّ القيدَ عن حُرّيتي
كاذبٌ منْ قالَ إنَّ الحُبّ قيدُ!..
وأرى الصحراءَ مُلْكي.. وأنا
وحبيبي بالأماني نَستبِدُّ
الوعد الأول
قُلْ لي لغةً..
لم تسمعْها
امرأةٌ غيري..
خُذْني..
نحو جزيرةِ حُبٍّ..
لم يسكُنْها
أحدٌ غيري..
خُذْني
نحو كلامٍ خلفَ حدودِ الشِّعرِ
قلْ لي:
إنّي الحبُّ الأوَّلْ
قلْ لي:
إنّي الوعدُ الأوَّلْ
قطِّرْ
ماءَ حنانِكَ في أُذنيّا
ازرعْ
قمراً في عَينَيّا
إنَّ
عبارةَ حُبٍّ منكَ..
تُساوي
الدُّنيا.
إيمان
يُحِبُّ أنْ يلمحَ شِعْري كالرَّبيعِ مُزهِرا
وكالصَّباحِ
مُشرقاً.. وكالرِّياضِ أخضَرا
وكالغِناءِ
مُسعداً.. وكالسُّلافِ مُسكِرا
وكالشُّعاعِ
ضاحِكاً.. وكالنُّجومِ نيِّرا
لا يطبعُ
الحُزنُ عليهِ سِمةً أو أثَرا
يُحِبُّه
مُدلَّلاً.. مُنمَّقاً.. مُعطَّرا
يُريدُه
مُزغرِداً.. مُهلِّلاً.. مُستبشِرا
يقولُ
لي: أنتِ من الضِّياءِ أصْفى جَوهرا
وأنتِ
أنْقى من فَلائِك السَّماءِ عُنْصرا
مغرور
يا واضعَ التّاريخِ.. تحتَ سريرهِ
يا أيُّها
المتشاوِفُ، المغرورُ
يا هادئَ
الأعصابِ.. إنَّكَ ثابتٌ
وأنا.. على
ذاتي أدورُ.. أدورُ..
الأرضُ
تحتي، دائماً محروقةٌ
والأرضُ
تحتَكَ مُخمَلٌ وحريرُ..
فرقٌ
كبيرٌ بينَنا، يا سيِّدي
فأنا
محافِظةٌ.. وأنت جَسُورُ
بدر الدجى
هُو نَيسانٌ لِعمري وربيعٌ يزدَهيني
هو بدرٌ
في دُجى ليلي، وتاجٌ في جَبيني
فإذا
غابَ حبيبي، أيُّ ظلٍّ يحتويني؟
مَنْ سيُرسي دُرَرَ التاجِ على
هذا الجَبين؟
مَن سيمحو لهبَ الحُرقةِ من
دَمعي السَّخينِ؟
مَن سيهديني إلى المرفأِ إنْ
ضلَّ سفيني؟
مَن على الأيامِ ذُخري، ونَصري،
ومُعيني؟
مَن أراني حينما ألقَاهُ في
حِصْنٍ حَصينِ؟
هولاكو
يا هوﻻﻛﻮ هذا ﺍﻟﻌَﺼﺮْ
اﺭﻓﻊْ ﻋﻨّﻲ ﺳيفَ ﺍﻟﻘَﻬﺮْ
ﺇنَّك ﺭﺟﻞٌ سَوداويٌّ
ﻣﺄﺳﺎﻭﻱٌّ
عُدوانيٌّ
ﻟستَ ﺗُﻔﺮِّﻕُ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﺎﻱَ
ﻭﺑﻴﻦَ ﻧُﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤِﺒﺮْ
وحدي
أنا وَحدي أتردَّى في متاهاتِ الطَّريقْ
أثقلتْني قسوةُ الأيامِ بالقيدِ العتيقْ
ورَمتْني وسْطَ أتونٍ من النّارِ سحيقْ
ثم ألقتْ بي إلى بحرٍ من اليأسِ عميقْ
لأُقاسي نهَمَ الضِّدينِ: بَحرٍ وحريقْ
في وُجودٍ ليسَ في جَوِّه البَاكي صَديقْ
صَديقي
كُنْ صديقي..
كُنْ صديقي..
إنّني أحتاجُ أحياناً لأنْ
أمشي على العُشْبِ مَعَكْ..
و أنا أحتاجُ أحياناً لأنْ
أقرأَ ديواناً من الشِّعرِ مَعَكْ..
و أنا – كامرأةٍ – يُسْعِدُني
أن أسْمعَكْ..
فلماذا -أيُّها الشرقيُّ –
تَهتمُّ بشَكْلي؟
ولماذا تُبصِرُ الكُحْلَ
بعينيَّ..
ولا تُبصِرُ عَقْلي؟
إنَّني أحتاجُ كالأرضِ إلى ماءِ الحِوارْ.
فلماذا لا ترى في مِعْصمي إلّا
السِّوارْ؟
ولماذا فيكَ شيءٌ من بقايا شَهريارْ؟
مطرُ الأحزان
قد كسَرَتْني الحربُ يا صديقي
ولخبطَتْ
خرائطَ الوجدانْ
وحطَّمتْ
بوصلةَ القلبِ،
فلا
زَرْعٌ..
ولا
ضَرْعٌ..
ولا
عُشبٌ..
ولا
ماءٌ..
ولا
دفءٌ..
ولا
حنانْ..
قد شوَّهتْني
الحربُ يا صديقي
والحربُ
كم تُشَوِّهُ الإنسانْ..
فهلْ
هناك فرصةٌ أخرى.. لكي تُحبَّني؟
وليس في
عَينيَّ إلا مَطَرُ الأحزانْ..
العيد
عِيدي غداً، وأميري ليس يَنساهُ
ما أسعدَ
العيدَ باللُّقيا وأَحلاهْ
هل تُشرقُ
الشمسُ إلّا من مطالعِهِ
أو يجمُلُ
العيدُ إلا عِنْد مرآهُ؟
وقفتُ في وجهِ مِرآتي أُسائِلُها
بأيِّ
ثوبٍ غداةَ العيدِ ألقاهُ؟
بستانُ طيب
أنا في حالة عشْقٍ.. يا حبيبي
نِعْمةٌ كُبرى بأنْ أفتحَ عينيَّ صباحاً
فأرى في جانبي من أناديهِ “حبيبي”
نِعمةٌ أن أشربَ القهوةَ ما بين ذراعَيْكَ..
وأن أسكُنَ طُول الليلِ في بُستْانِ طيبِ..
نعْمةٌ أن تشعُرَ الأنثى بإنسانٍ يُغطّيها..
ويحميها.. ويُعطيها مفاتيحَ الغُيوبِ..
أنا في كلِّ لغاتِ الأرضِ أهواكَ..
فهل عندكَ اسْمٌ آخرٌ..
غيرُ حبيبي؟؟
وداع
أنتَ أدرى بالذي هزَّ كياني.. أنتَ أدرى
عندما حانَ الوداعُ المرُّ.. والنظرةُ حَيرى
طالتِ الساعةُ حتى أوشكتْ تصبِحُ دهرا
وصحا الشوقُ فلم أملِكْ على بُعدِك صبْرا
وتوسلتُ إلى روحِك، والأدمعُ تَتْرى
أتمنّى نسمةً تبعثُ أنفاسَك عِطرا..
ولو انَّ السِّحرَ يُجدي، لسألتُ اللهَ سحراً
يجعلُ الفرقةَ لُقيا، ويحيلُ اليأسَ بُشرى..
تحت الصفر
يا هُولاكُو..
لا تَتضايقْ من كَلِماتي
إنْ أفشيتُ أمامَكَ هذا السِّرْ
إِنيّ في حالِ الغَليانِ،
وإنّكَ رجُلٌ تحْتَ الصِّفرْ..
عودة
آهِ لو كانَ إلى العودةِ يا مَولاي مَسرى
لفرشْتُ الهُدْبَ فوقَ الدربِ للعودة جِسرا
وملأتُ الجوَّ نِسريناً، وريحاناً، وزهْرا
لِهوىً يبقى مدى العُمر، ولا يعرِفُ هجْرا
كُلّما ألقاكَ جنْبي أجدُ الأيّامَ نُضرا
وأرى الظُّلمةَ نوراً.. وأرى الصّحراءَ خَضرا..
بدائية
أيا سيِّدي..
لا تؤاخِذْ جُنوني
فإنّي بدائيَّةُ النزواتْ
وعشقيَ – مثلي – بِدائي
سأبقى أحبُّكَ
مهما ضجرْتَ
مهما صرخْتَ
ومهما احْتَجَجْتَ
ومهما أردْتَ التحرُّرَ من كُحْليَ العربيِّ،
ومن شَعرِيَ الكستنائيِّ
سأبقى أحِبّك
حتى تسيلَ دماكَ
وحتّى تسيلَ دمائي..
سِرّ
يا حَبيبي أنا لا أرجُو على حُبِّك أَجْرا
أنا لا أطلُبُ أنْ تجعلَ لي قلبَك قَصْرا
أنا لا أطمعُ في بابلَ أو إيوانِ كسرى
كُلُّ ما أرجُوهُ أنْ تحنُو على الأحلامِ صَدْرا
وتُحيلُ الجوَّ تَحناناً، وإحساناً، وبِرّا
غيرَ أنّي يا حبيبي لستُ أخفي عنكَ سِرّا
انتماء
انْتمائي هو للحُبّ..
وما لي لِسوى الحبِّ انتماءْ
وَطني
مجموعةٌ من شجَر الليمونِ في صدرِكَ..
والباقي هُراءٌ بهُراء..
شَلّالُ الألوان
كلُّ شيءٍ فيكَ.. حتّى النارُ.. حلوٌ في
السِّيَرْ
أشعلِ السّيجارةَ الحسناءَ، يُلهبْني الشَّررْ..
واملأِ الجوَّ دُخاناً، ثم دعْه ينتشِرْ
إنّه يملأُ إحساسي بإنصافِ القَدَرْ
إنّه يلمسُ أعصابي بتيّارِ الخدَرْ
إنه خمري.. وكاساتي إذا القلبُ سكِر
إنّه يكتبُ لي في حُبِّنا أحلى السُّوَرْ
إنه شلّالُ ألوانٍ وأضواءٍ عَطِرْ
إنه في جدْبِ أيامي كرشَّاتِ المطَرْ..
وجعُ الأنثى
يا صَديقي..
أنا
ألْفُ امرأةٍ في امْرأةٍ
وأنا
الأَمْطارُ
والبَرْقُ
ومُوسيقى
اليَنابيعِ
ونَعْناعُ
البَراري..
وأنا
النَّخْلةُ في وَحْدَتِها
وأنا
دَمْعُ الرَّباباتِ،
وأحزانُ
الصَّحَارِي..
شَعْري
شَعري الذي تعشُقُه.. مهدَّلاً وثيراً..
عاندْتُ نفسي، وغزوتُ ليلَه الأثيرا
قصفْتُ أمسياتِه.. جعلتُهُ قَصيرا
غدرتُ بالنبْتِ الذي ربَّيتُه صَغيرا
وكان ظِلّاً وارفاً، يُبدِّدُ الهَجيرا
وكانَ لي خميلةً، تُبعثِرُ العَبيرا..
رجلٌ منَ العُصورِ الوُسطى
لو كُنْتَ تعرِفُ كمْ أحبُّكَ..
لمْ
تعامِلْني ككُرسيٍّ قَديمٍ..
أو كنَصٍّ في تُراثِ الأَقْدَمينْ..
لو
كُنْتَ تعرِفُ كمْ أحبّكَ..
ما
قَمعْتَ..
ولا
بَطشْتَ
ولا
لجأْتَ لحدِّ سَيفِكَ..
مِثلَ
كُلِّ الحَاكِمينْ..
ما لون الحب؟
مُرْ.. تجدْني أجعلُ الليلَ إذا ما شئتَ فجرا
والخريفَ الجهمَ، نَيساناً، وألواناً، وبُشرى
يا حبيبي، لا تسلْ ما لونُ حُبّي..
أنتَ أَدرى..
طفلة
أنا لا أفرِّقُ بينَ أنفي أو فمي
في
حينِ أنتَ، على النساءِ قديرُ..
من أين تأتي بالفصاحَةِ كُلِّها
وأنا.. يموتُ على فمي التَّعبيرُ؟
أنا في الهوى، لا حولَ لي أو قُوَّةٌ
إنّ
الُمحِبَّ بِطَبْعِه مكْسورُ
إني نسيتُ جميعَ ما علَّمْتَني
في
الُحبَّ، فاغفِرْ لي، وأنتَ غفورُ
مسافر
لا.. لا تقُلْ لي أبداً: إنّي مُسافرٌ غدا
أتهجُرُ القلبَ الذي غيرَك ما تعوّدا؟
أتترُكُ العُصفُور في وَحدتِه مُقيَّدا؟
وأنتَ من كُنتَ لهُ على الزّمانِ مُسعِدا
وأنتَ من كُنتَ لهُ من الحنانِ مَورِدا
فرشتَ في دُرُوبه لآلئاً وعَسجدا
سيدي
يا سَيِّدي..
مشاعري نحوَكَ بحرٌ ما لهُ سواحِلْ..
ومَوقفي في الحُبِّ لا تقبلُهُ القبائلْ..
يا سيِّدي..
أنتَ الذي أريدْ..
لا ما تريدُ تغِلبٌ ووائِلْ..
أنتَ الذي أحبُّهْ..
ولا يُهمُّ مُطلقاً
إنْ حلَّلوا سفْكَ دَمي..
واعتبرُوني امرأةً..
خارجةً عنْ
سُنَّةِ الأوائلْ..
عناد
كيفَ نسيتَ حُبَّنا، وعهْدَنا النَّضيرا؟
ألم أكنْ أميرةً.. وكنتَ لي أميرا؟
ألم أكنْ غرامَك الأوّلَ والأخيرا؟
وهل تُحبُّ أنْ أقولَ نبأً خطيرا؟
قصصْتُ شَعري إذ عرفْتُ غدرَك الكبيرَا
قصصتُهُ.. إذْ لم أجدْ حُبّاً به جَديرا..
إقطاع
لو كُنتَ تعرِفُ كمْ أُحِبُّكَ
لمْ
تُعامِلْني كفرعَونٍ..
ولمْ
تفرِضْ شُروطَكَ مثْلَ كُلِّ الفَاتحينْ..
لو
كُنْتَ تعرِفُ كمْ أُحبُّكَ..
لمْ
تُكرِّسْني كَأرضٍ للفِلاحةِ..
شأنَ
كُلِّ المالِكينْ..
فراشة
حين أكونُ بحالةِ عشقٍ..
أشعرُ أنَّ العالمَ أضْحى وَطَني
وبإمكاني أنْ أجتازَ البحرَ
وأعبرَ آلافَ الأنهارْ
وبإمكاني..
أنْ أتنقَّلَ دُونَ جَوازٍ
كالكَلِماتِ.. وكالأفكارْ..
قُبْلة
قالَ لي.. وهو بطَعْمِ القُبلةِ الحسناءِ
أخبَرْ:
إنّ في ثغرِك نافورةَ ياقوتٍ وعنبرْ
لو رَنا الوردُ إلى أنفاسِها الحَرَّى تبخَّرْ
أو دَنا الرَّاهبُ منها.. نسيَ الدَّيرَ ليسكَرْ..
كلُّ حرفٍ مِنْ جَنى ثغرِكِ مقطوعةُ سُكَّرْ
فاحذَري إنْ لامَسَتْها نسمةٌ أنْ تتكسَّرْ..
أنتِ يا فاتِنتي، أحلى من الدُّنيا وأنضرْ
وابتساماتُكِ تجلو الكونَ كالفِردوسِ أخضرْ
أنتِ لي أمنيَّةٌ أحلى من الحُبِّ، وأكبرْ..
استعمار
لم يعُدْ عِندي مكانٌ
بعدما استعمرتَ كلَّ الأمكنةْ
لم يعُدْ عِندي زَمانٌ
بعدَما صادرْتَ كلَّ الأزمِنةْ
أنتَ سَقْفي.. وغِطائي.. والسَّندْ
لم يعُدْ عِندي بِلادٌ..
بعدَما صِرْتَ البَلَدْ..
أيُّها المُحْتَلُّني شِبْراً فشِبْرا
أنتَ ألغيتَ عَناويني جميعاً
فإذا ما هتَفُوا باسْميَ
فالمقصُودُ أنتْ..
القَوميَّة
أيُّها السَّيدُ: مَاذا بمَقادِيري فعَلتْ؟
لمْ يعدْ عِندي انتماءٌ غيرُ أنتْ..
إنَّكَ القوميّةُ الكُبرى التي تربِطُني.
وتَعاليمُكَ -يا مَولايَ- أحْلى ما قرَأتْ
كلُّ أوْراقي التي أحْمِلُها في سَفَري
فوقَها، رسْمُكَ أنتْ..
والمرايا.. لا أَرى وَجْهي بها
بلْ أرى وجهَكَ أنتْ..
(والكاسيتاتُ) التي أسمَعُها في خَلْوتي
عكسَتْ ذوقَكَ أنتْ..
المرآة
أأتركُ الشَّعرَ منثوراً على كَتفي
سنابلاً في مهبِّ الريحِ تغشاهُ؟
أم هلْ أُسوّي شريطاً في جَدائلهِ
يُلوّنُ الليلَ في شَعري ويَرعاهُ؟
وأيُّ قِرطٍ على أُذْنيَّ يُؤثِرهُ؟
وأيُّ عطرٍ على خدّيَّ يَهواهُ؟
وهل أكحِّلُ عيني، أم تُرى سَهري
قد أودعَ الكُحلَ في عَيني وخلَّاهُ؟
لاجئة
يا سيَّدي:
يا أيُّها المخبوءُ من عشرينَ عاماً.. في الوريدْ
يا مَنْ يُغَطِّيني بمعْطَفهِ
إذا سِرْنا معاً فوق الجليدْ..
ما دُمْتُ لاجئةً لصدرِكَ..
ما الذي مِن هذه الدُّنيا أُريدْ؟
حُلم
ثمَّ نامَ الكونُ، فاستدعتْك أشْواقي كَثيرا
وأنا أبذلُ للُّقيا من الدَّمعِ بُحورا..
وأمدُّ السُّهدَ، والآهاتِ، والنَّجْوى، جُسورا
علّها تُدنيك يا رُوحي، إذا شِئتَ العُبورا
وملأتُ الغرفةَ الورديّةَ الظلِّ، عبيرا
ومن الخافقِ في الأضلعِ هيّأتُ السّريرا..
ضعف
أحبُّكَ جداً..
وكمْ كنتُ أرغبُ ألّا أُحبَّك
لكنّها نُقطةُ الضَّعفِ عندَ جميِعِ النّساءِ
فَفِي حالةِ العشْقِ..
لسنا نفرِّق بينَ السُّفوحِ
وبينَ الهضابِ
وبينَ السُّطورِ وبينَ الكتابِ
وبينَ الثوابِ وبينَ العقَابِ
وفي حالة الشَّوْقِ..
لسنَا نُفرِّقُ بين الشَّريفِ وبينَ المُرابي
أحبُّكَ جداً..
فهَل يا تُرانِي،
أُحبُّ خَرابي.
بورتريه
أنتَ نقاءُ الفجرِ في طُهرهِ
وبهجةُ العطرِ، ونفحُ الزَّهرْ
أنتَ انطلاقُ النَّفْسِ من قيدِها
أنتَ النَّدى.. أنتَ عطاءُ المطرْ
أنتَ شُعاعُ الشمسِ في دفئِهِ
أنتَ المُنى.. أنتَ ابتسامُ القَدرْ
مخرج
يا سيِّدي:
يا مَنْ يُغَيِّرُ في أصابعهِ حَياتي
يا مَنْ يؤلِّفُني.. ويُخْرِجُني..
ويكسِرُني.. ويجمَعُني..
ويُشْعِلُ ثورتي.. وتحوُّلاتي..
أجْراسُ نصفِ اللّيلِ رائعةٌ
وهذا الثلجُ موسيقى تُكلِّمُنا
وأنا أُصلِّي كي تظلَّ تُحِبُّني
فاسمعْ نِدائي..
غَباء
أُحبُّكَ..
حتّى حدودِ السذاجةِ
حتى حدوُدِ الغباءِ..
وأعرفُ أنّي سأغرقُ في آخرِ الأمر،
في شِبْرِ ماءِ..
فسامِحْ غبَائي..
هَذيان
قلْ لي.. قلْ لي
هل أحببتَ امرأةً قَبْلي؟
تفقِدُ حينَ تكونُ بحالةِ حُبٍّ
نورَ العقلِ
لن أتَنازل
أنا امْرأةٌ من فَضاءٍ بعيدٍ
ونجمٍ بَعيدْ
فلا بالوُعودِ ألينُ..
ولا بالوَعيدْ
أنا لستُ أُنْثاكَ.. يا سيّدي
فنحنُ نقيضانِ في كُلِّ شيءٍ..
ونحنُ غَريبانِ في كلِّ شيءٍ..
فماذا لديَّ تُريدْ..؟
سأنسِفُ..
هذي السّماواتِ..
نجماً.. فنجما..
ولن أتنازلَ عمّا أريدْ..
عصفور
لا تنتقدْ خَجلي الشّديدَ.. فإنَّني
درويشةٌ جدّاً.. وأنتَ خبيرُ
يا سيِّدَ الكلِماتِ.. هبْني فُرْصةً
حتى
يذاكِرَ دَرْسَهُ العُصفُورُ..
خذني بكُلِّ بَساطتي.. وطُفولَتي
أنا
لم أزلْ أحبُو.. وأنتَ كبيرُ
شكراً
يَقولونَ:
إِنّي
كَسرْتُ رُخامَةَ قَبْري..
وهَذا
صَحيحْ..
وإِنّي
ذَبَحْتُ خَفافيشَ عَصْري..
وهذا
صَحيحْ..
وإِنّي
اقتلعْتُ جُذورَ النِّفاقِ بشِعْري
وحَطَّمْتُ
عَصْرَ الصَّفيحْ.
فإنْ
جَرَّحُوني..
فأجْملُ
ما في الوُجودِ غَزالٌ جَريحْ
أَمان
يا رجُلاً حرَّرَني
مِنْ سُلطةِ الزمانِ والمكانْ
لو كنتَ تدري كمْ أنا مبهورةٌ..
وكم أنا سعيدةٌ..
وكم أنا أشعرُ بالأمانْ.
سيمفونية
يا سيِّدي:
لستُ أنا جزيرةَ السَّلامْ
ولا أنا الأنثى التي كان على أجْفانِها
يستوطِنُ الحَمَامْ..
ولا أنا..
نافورةُ الماءِ..
وسيمفونيَّةُ الرُّخامْ..
نضال
يا سيِّدي:
سوف أظلُّ دائماً أُقاتِلْ
من أجلِ أنْ تنتصِرَ الحياةْ
وتورِقَ الأشجارُ في الغاباتْ
ويدخلَ الحبُّ إلى منازلِ الأمواتْ
لا شيءَ غير
الحُبِّ..
يستطيعُ أن يحرِّكَ الأمواتْ..
نحْتٌ على حجارةِ القمر
يا سيدي..&&
الجالسَ في نهايةِ الدُّنيا..
ألا تذكُرني؟
أنا التي شكَّلْتَني
منْ رَغوةِ البحرِ
ومن حجارةِ الياقوتِ
والمرجانْ..
هاوية
كُلَّما قبَّلتَ ثغري بجنونٍ
كلَّما لاحَتْ أَمامي الهاويةْ
أنتَ تبقى في الهوى مُحترفاً
وأنا دوماً سأبقى هاويَةْ..
تعريف
فرقٌ كبيرٌ بينَنا.. يا سيِّدي
فأنا الحضارةُ
والطُّغاةُ ذُكورُ..
تعريف – شهوة القتل
سيظلُّونَ وَرائي
بالبواريدِ وَرائي
والسّكاكينِ وَرائي
والمجلَّاتِ الرّخيصاتِ ورائي..
فأنا أعرفُ ما عُقْدَتُهُمْ
وأنا أعرفُ ما مَوْقفُهُمْ
من كتاباتِ النِّساءِ..
مُقاتِلة
ماذا تريدُ المدنُ النائمةُ.. الكسولةُ.. الغافلةْ
منّي، أنا الجارحةُ.. الكاسرةُ.. المقاتلَةْ؟
إنْ كانَ عقلي ما يريدونَ،
فلا يُسعدُني بأن أكونَ عاقلةْ..
ما تفعلُ المرأةُ في أمطارِها؟
ما تفعلُ المرأةُ في أنهارِها؟
كيفَ تُرى يمكنُها أن تزرعَ الوردَ
على هَذي الجرودِ
القاحلَةْ؟
مُواجهةُ الكلمات
قدْ كانَ بِوُسْعي أنْ أتجمَّلَ..
أنْ أتكحَّلَ..
أنْ أتدلَّلَ
أنْ أتحمَّصَ تحتَ الشَّمسِ..
وأرقُصَ فوقَ الموجِ ككُلِّ الحُوريّاتْ
قدْ كانَ بِوُسْعي
أنْ أتجنَّبَ أسئلةَ التاريخِ
وأهرُبَ من تعذيبِ الذَّاتْ
لكنّي خُنْتُ قوانينَ الأُنثى
واخترْتُ مُواجَهةَ الكَلِماتْ..
رافضة
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً رافضةً..
ولا تريدُ امرأة غاضبةً
ولا تريدُ امرأة خارجةً
على طقوُسِ العائلةْ
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً..
تمشي أمامَ..
القافلَةْ..
مقتولة أو قاتلة
معذرةً.. معذرةً..
لن أتخلَّى قطُّ عن أظافري
فسوفَ أبقى دائماً
أمشي أمامَ القافلَةْ
وسوف أبقى دائماً..
مقتولةً.. أو قاتِلَةْ..