وللعصافيرِ
أظافرُ تكتبُ الشِّعر
سعاد محمد الصباح
كلَّما شاهدتُ عُصْفُوراً بروما
أو بباريس.. يُغنّي
دون أن يشعرَ بالخوفِ.. بَكَيتْ
زوجي..
وصديق الزمن الجميل “عبدالله المبارك”
إنه الوضوء بمياه ضوئك..
إنها أجراس شوقي
التي تُقرع..
لو عَرَفَ النّاسُ كم أحبُك..
لاقترحت الأكاديميةُ السويدية إعطائي
جائزةَ نوبل للوفاء
عندما أسمعُ أو أقرأُ أيَّ قصيدة
أو ديوانٍ صودرَ،
أصرخ بأعلى صوتي: لا تذبحوا
العصافير..
صيحة:
هبَّ مع الأبطال في جمعِهم
يهتفُ بالعودة في كل وادْ
وخرّ في الساحة مستشهداً
يردّد الصيحة بين الوهاد:
لا تتركوا السيف على غمده
فتارك السيفِ عدوُّ الرشادْ
وقَبِّلوا المدفعَ يثأرْ لكم
ولا تُبالوا بالليالي الشِّدادْ
،،
الشعلة:
لا ترمُقيني بإنكارٍ وسخريةٍ
فثروةُ الحبّ أغلى ما ادّخرناهُ
وشُعلةُ الحبِّ كنزٌ في ضمائرِنا
ولا يُقاسُ بها مالٌ ولا جاهُ
،،
المعلّم:
أعرف بين رجال العالم رجلاً
قد علَّمني لغةَ العشبِ
ولغةَ الحبِّ
ولغة الماءِ
كسرَ الزمنَ اليابسَ حولي
غيّر ترتيبَ الأشياء!
،،
نوايا:
أريدُ أنْ أفجّرَ الوقتَ إلى شظايا
أريدُ أن أسترجعَ العمرَ الذي
خبّأتُه بداخلِ المرايا
أريدُ أنْ أصرخَ
أن أحتجَّ
أن أقتلَ تاريخاً من العطور
والبَخورِ
والسّبايا!
،،
الكويت:
أُحِبُّك كالشمسِ
تعطين ضوءَك للعالمين
أحبُّك كالأرض…
تُعطين قمحَك للجائعين
وتقتسمين الهمومَ
مع الخائفين
وتقتسمينَ الجراح
مع الثَّائرين..
،،
رحيل:
يا زماناً
ما له لونٌ ولا طعمٌ
ولا رائحةْ..
رحلَ الأعرابُ عنه..
وأتى المستعربونَ
واستقالَ السيفُ من أحلامِه
واستقالَ الفاتحون!
،،
تنويه:
هذه الأرضُ التي تُدعى الكويت
نحنُ معجونونَ في ذرّاتِها..
،،
صدمة:
لم نعدْ إلا غريباً يتأسّى بغريبْ
وأباً يسألُ: ما الخطبُ؟ وأمّاً لا تجيبْ!
،،
وطني:
لم يبْقَ لي وطنٌ أعودُ إليه
فاجعلْ من ذراعيكَ الوطنْ
هم صادروا زمني..
فأصبحتَ أنتَ الزمنْ
،،
مصدر السلطات:
بفضلِكم سنصنعُ الكويتَ من جديدْ
ونزرعُ النخيلَ في شطآنها..
ونزرعُ الريحانْ
إنَّ الشعوبَ دائماً
أقوى من الطوفانْ
،،
حرية:
رجعتُ يا حبيبتي الكويتُ
كما تعودُ للرُّبى شقائقُ النعمانْ
لا أحدٌ بوسعِه أن يمنعَ الأعشاب
من تسلُّقِ الحيطانْ
لا أحدٌ
يقدِرُ أن يحبسَ في قارورةٍ
حرية الإنسانْ
،،
مجنونة:
إني امرأةٌ مجنونةٌ جداً
ولا وصفَ لحالي..
إنَّ عشقي لكَ من باب الخرافاتِ،
فلا تكسرْ خيالي!
،،
صباح الخير:
نعمةٌ كبرى بأنْ أفتحَ عينيَّ صباحاً
فأرى في جانِبي مَن أناديهِ حَبيبي
،،
إبحار:
يا صديقي..
يا الذي أعشقُه حتى نُخاعي
كلُّ ما حولي..
فقاعاتٌ من الصابونِ والقشّ..!
فكنْ أنتَ شِراعي..
،،
بيروت:
بيروتُ
يا قصيدةَ القصائِد
يا عمريَ الجميل
مكتوباً على الرمالِ
والأصداف والغمامْ
ويا مكاتيبَ الفضا
ينقلُها الحمامْ
بيروتُ..
يا شَعريَ الطويل
منثوراً على الروشة
واليرزة والأشرعة البيضاءْ
يا فرحي
كطفلةٍ ضائعةٍ في شارعِ الحمراءْ
بيروتُ يا شفَّافةَ العينينِ
يا لؤلؤةً بَحْريَّةْ
يا مُهرةً تَصهلُ في ملاعبِ الحريَّة..
يا وردةً قد تركتْ أوراقَها وعِطرَها
وأصبَحتْ قضيَّةْ!
،،
قناديل الحرية:
كيفَ لا نشكرُ مَن ماتوا
ليبقى النخلُ والقمحُ وزهرُ الجُلّنار
والحروفُ الأبجديةْ
كيفَ لا نشكرُ مَن قد أشعلُوا أعينَهم
كالقناديلِ
لكي يأتيَ النهارْ؟
،،
تهنئة:
عامٌ سعيدْ..
عامٌ سعيدْ..
إنِّي أفضِّلُ أن نقول لبعضِنَا:
((حُبٌ سعيدْ))
ما أضيقَ الكلماتِ حينَ نقولُها كالآخَرينْ
أنا لا أريدُ بأن تكونَ عواطفي
منقولةً عن أمنياتِ الآخرينْ..
،،
احتجاج:
أنا أرفضُ الحُبَّ المعبَّأ في بطاقاتِ البريدْ..
،،
ثروتي:
ماذا سأفعلُ بالعُقُودِ.. وبالأساورْ؟
ماذا سأفعلُ بالجواهِرْ؟
يا أيُّها الرجُلُ المسافر في دمي
يا أيّها الرجُلُ المسافرْ
ماذا سأفعلُ في كنوزِ الأرضِ..
يا كنزي الوحيد؟..
،،
الكنز:
ما دُمْتَ موجوداً معي..
فالعامُ أسْعَدُ مِنْ سعيد…
،،
قتلة:
تتشابهُ كالرُّز الصينيّ تقاطيعُ القَتَلة..
مقتولٌ يبكي مقتولاً
جمجمةٌ ترثي جمجمةً
وحذاءٌ يُدفن قربَ حذاء..!
،،
كرامة:
تصرَّفْ كذئبٍ
يجيدُ ثلاثَ لغاتٍ
فلن تستطيعَ اختراق حصوني
ولن تستطيع احتواءَ جنوني
ولن يستطيعَ جنودُك
أن يشربوا قطرةً..
من سوادِ عيوني!
،،
حوار:
يا قلبي..
أيُّها المتمدِّد
كالميّتِ فوق الخشب..
طرّزتُ نخلَك بيديّ..
وبكتكَ عذوقُ الرّطب!
،،
العاصفة:
أريد أن أخبئك في صدري
عندما تشتد الريح
فإما أن أنجو معك
وإما أن أغرق معك
،،
قصيدة وسنبلة:
عيناه تيهٌ..
ووجههُ يسرِقُ البوصلة!
يا غيمةَ الفرح الشحيح..
وأمطار الربيع المقبِلةْ
انثُري عليَّ الحنينَ
والحنانَ
والأسئلةْ
واكتبيني:
قصيدةً.. وسنبلة!
،،
رحيل:
يا حبيبي
باردٌ من دونكَ البيتُ كثيرا
باردٌ من دونكَ العمرُ كثيرا
أنا إنْ لم أتكوَّمْ تحت كُرْسِيِّكَ..
لَنْ يُدْفِئَني أيُّ مكانْ..
،،
عطش:
إنَّني أحتاجُ كالأرضِ
إلى ماءِ الحوار..
فلماذا لا تَرى في مِعْصَمي
إلا السوار ؟
ولماذا فيكَ شيءٌ من بقايا شَهريار؟
،،
أمسية:
كم من مرةٍ نحنُ أتينا
وطرِبنا وأنتشينا
وأستدرنا كالدّراويش على أنفسنا
وضحكنا وبكينا
وقرأنا أسوأَ الشعر
إلى أن غضب الشعرُ علينا
وتسمّرنا على المنبرِ
حتى قطع الجمهورُ بالموسى يَدَيْنا!
،،
صمت:
وأنا متعبةٌ من ذلكَ العصرِ الذي
يعتبرُ المرأةَ تمثالَ رخامٍ
فتكلَّمْ حين تلقاني
لماذا الرجلُ الشرقيُّ ينسى
حين يلقى امرأةً نصفَ الكلام؟
ولماذا لا يَرى فيها سوى
قِطعةِ حلوى
وزغاليلِ حمام!
ولماذا يقطِفُ التُّفاحَ من أشجارِها..
ثم ينامُ؟!
،،
جريمة:
كيف تموتُ وردةٌ بلا سببْ؟
هل أجنبيٌّ -يا تُرى- قاتلُها
أم عربيٌّ جاءَ من أرضِ العَربْ؟!
،،
حضور:
شُكراً لك..
فأنتَ أوّلُ الحاضرينَ صباحاً
في مرايا عينيّ..
،،
من نحن:
أيُّها السادةُ..
ما الذي ينشدُهُ الشعرُ..
في عصرِ الخياناتِ
وفي عصرِ الجمود؟
أتُرى.. نحن نغنّي عصرَنا؟
أم نغنّي عصرَ عادٍ وثمود؟!
،،
المتآمر:
أيُّها المتحالفُ مع الوقتِ ضدّي…
والمتحَالفُ مع أساوِري ضدّي…
ومعَ أهدابي.. وأثوابي
وطلاءِ أظافري ضدّي..
أيُّها المتآمر مع كتبي وأوراقي..
ورائحة القهوة ضدّي..
ليتَكَ تأخُذُ إجازتكْ
،،
وتُقرع أجراس الشوق:
يا أكثرَ من حبيبي…
إنَّه الوضوءُ بمياهِ ضوئِك…
إنّه الدخولُ إلى معبَدِك والاحتراقُ بشموعك…
إنّه الإسراءُ في غمامةٍ من البَخور والصَّندل…
إنَّه أجراسُ شَوقي التي تُقرَع..
إنّه الجلوسُ تحت قِباب صمتِكَ..
وتقبيلِ أصابِعك…
،،
جنون الشعر:
جاءت الباصاتُ من كلِ الأقاليمِ
ولم تأتِ القصيدةْ
وأتى الفاعلُ والمفعولُ والناصبُ والمنصوبُ
والجازمُ والمجزومُ
والكهانُ والتجارُ المستعربونْ
وأتى العقلُ الحسابيُّ.. ولم يأتِ الجنونْ!
،،
المعلّم:
علِّمْني لُغةَ العشبِ.. ولُغةَ الحُبِّ.. ولُغةَ الماء
،،
انتحار:
إنّ قتلَ الكُحلِ في العينين.. لا يُدعى انتصارا..
إنّ ما سمَّيتَهُ ملحمةً كبرى.. أُسمِّيه انتحارا!!
،،
حوار.. مع شجرة:
أسألُ نفسي.. وأنا أمشي فوق نُثاراتِ الياقُوتِ: أهذا وَرَقٌ.. أم أفكارْ؟
وهل الغابةُ تحزنُ أيضاً؟
،،
نحن.. هو:
كنّا نُسمَّى باسمه
إذا نَسينا مَرَّةً أَسْماءَنا
كُنَّا نناديهِ جميعاً «يا أبي»
إذا أضعْنا مرَّةً آباءَنا
فهو الذي حَرَّرَنا من خوفِنا
وهو الذي أيقظَ في أعماقنا الإنسانا
،،
مكسور:
أنا في الهَوَى، لا حَوْلَ لي أو قُوَّةٌ
إنَّ المُحِبَّ بِطَبْعِهِ مَكْسورُ
،،
كبرياء:
أيها الشعرُ
الذي يَحرقُ بالكبريتِ
أشجارَ السماءْ
يالذي يأكلُ من قلبي صباحاً ومساءْ
يالذي يحفرُني حتى العياءْ
كيف ترضى موقفَ الذلِّ
أليس الشعرُ إبنَ الكبرياءْ!
،،
أمومة:
هذه الأرضُ هي الأمُّ التي تُرضِعُنا
وهي الخيمةُ، والمعطفُ، والملجأُ
والثوبُ الذي يسترُنا
،،
القناعة:
ليسَ السعيدُ من اغتنى
ليرى مَن حولَه يَقضون أنفاسا
إنَّ السعادةَ عندَ ذُروتِها
هي أنْ أعيشَ لأُسعدَ الناسا
،،
اكسروا الجدار..:
لماذا يقيمونَ هذا الجدارَ الخرافيّ..
بينَ الحقولِ وبينَ الشجر
وبينَ الغيومِ.. وبينَ المطر؟
وما بينَ أُنثى الغزالِ.. وبينَ الذَّكَر
،،
سؤال:
فلماذا تهتمُّ بِشكْلي.
ولا تُدْرِكُ عَقْلي!!
،،
إلى حيث لا أدري:
أَمشي معه، فوقَ الثَّلجِ وفوقَ النَّار..
أمشي معه..
رغمَ جُنونِ الريحِ
وقهقهةِ الإعصار..!!
،،
نسيان:
سلامٌ على شارعِ النهرِ
وللمئذنات تسلقنَ فوق ذراعِ الغمامْ
ولاتعذلوني إذا مانسيتُ
فصعبٌ على العاشقينَ الكلامْ
،،
أبو جهل:
أيا قادماً من كتاب الغُبارِ..
بعينيكَ ألمحُ سوقَ الجواري..
تصرَّفْ كما كانَ جدودُك..
يستملِكونَ النِّساءَ..
كأيّ عقارِ!
،،
التحدي:
ليسَ في إمكانِهم..
أنْ يقمَعُوا صَوتي..
ولا أنْ يقمعُوني..
ليسَ في إمكانِهم..
أنْ يُوقفوا بَرقي..
وإعصاري..
وأمطارَ جُنوني..!!
،،
بلا سواحل:
يا سيّدي.. لا تخشَ أمْواجي، ولا عواصِفي..
ألا تحِبُّ امرأةً ليس لها سواحل..!!
،،
خذني:
قلْ لي لغةً لم تسمعْها امرأةٌ قبلي،
خُذْني نحوَ جزيرةِ حبٍّ..
لم يسكنْها أحدٌ غيري..
خذْني نحوَ كلامٍ..
خلفَ حدودِ الشعرِ
،،
الرجل الأسطورة:
أيا سيّد الحبِّ ليسَ هناكَ بينَ الرِّجال سواكْ..
وليسَ هنالك شمسٌ تضيءُ..
وبحرٌ يفيضُ
وطيرٌ يطيرُ بغيرِ هواكْ
،،
منطق:
سلامٌ عليكُنَّ
أيتها الثائراتُ على منطقِ المُدُنِ الحجرية
سلامٌ عليكُنَّ في كتبِ الشعرِ أو في هديل الحمامْ
سلامٌ عليكنَّ في شجن المنشدينَ
وفي سَحَباتِ المقامْ
،،
حب..:
إذا ما ذكرتُك..
أوْرَقَ في شفتيَّ الشجر
فكيفَ سأُلغي شعوري؟
وحبُّك مثلُ القضاءِ ومثلُ القدَر..؟!
،،
حب = الدنيا:
ازرعْ قمراً..
في عينيَّ..
إنّ عبارة حبٍّ منك..
تساوي الدنيا
،،
خوف:
أخشى جداً
أن يتحوَّلَ هذا الحبُّ إلى عاداتْ!
أخشى جداً
أن يحترقَ الحُلم وتنفجِرَ اللحظاتْ
أخشى جداً
أن ينتهيَ الشِّعرُ وتختنقَ الرَّغباتْ!
،،
دراويش:
غسّلوا وجهَ الرمالِ الذهبيةْ
من دراويش العصور الحجريةْ
،،
وطن الأوطان:
يا وطني المولودُ من رمادِهِ نخلةُ عُنفوان..
يا أجملَ الحروفِ في قصائدي
يا وطنَ الأوطان..
،،
سؤال معلَّق:
ماذا تريدُ المدنُ النائمة..
الكسولةُ الغافلة
منيّ؟..
أنا الجارحةُ الكاسرةُ..
المقاتِلة!!
،،
نسخة حب:
قلْ لي.. قلْ لي.. كيفَ تصيرُ امرأةٌ عن عاشقِها..
نسخةَ حُبٍّ..
طِبْقَ الأصلِ!
،،
جائزة:
لو عَرَفَ الناسُ كم أحبّك..
لاقترحت الأكاديميةُ السويديةُ إعطائي جائزةَ نوبل للوفاء..
،،
خراب:
أحبُّك.. من دونِ أيِّ حسابٍ
وأعرف.. منذ البداية..
أنّي سألقى جَزائي!!
أحبّك جداً..
فهل يا تُراني..
أحبُّ خَرابي؟
،،
دبوس:
هذه الأرﺽُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ.. ﻟﻨﺎ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐِ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ.. ﻟﻨﺎ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻩِ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻩِ.. ﻟﻨﺎ،
ﻛﻞُّ ﺩﺑﻮﺱ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻣﻰ ﺑﻼﺩﻱ
هو ﻓﻲ ﻗَﻠﺒﻲ ﺃﻧﺎ
،،
تعريف:
هذه الأرضُ التي تُدعى الكويتُ هي منّا.. ولنا..
،،
مطر:
رائعٌ هذا المطر..
رائعٌ هذا المطر..
رائعٌ أن تنطِقَ الأرضُ..
وأن يمشي الشجَر..
،،
لوحة:
وجدتُ وجهَكَ.. مرسوماً على زُجاج نافذتي..!
،،
زواج:
أحبّك جداً..
وأعرفُ أنّ مِزاجَك
غيمٌ..
ورعدٌ..
وبرقٌ..
وأنّي تزوجتُ فصلَ الشتاء..! !
،،
ولادة:
استقالتْ من السماءِ بروقٌ واستقالتْ من البحار المنائرْ..
كيف تجري جداولُ الشِّعرِ فينا؟
كيف تجري؟ وهذه الأرضُ عاقِر!
،،
الكويت..:
نحنُ معجونونَ في ذراتها..
نحنُ هذا اللؤلؤُ المخبوءُ في أعماقِها
نحنُ هذا البلَحُ الأحمرُ في نخلاتِها
نحنُ هذا القمرُ الغافي على شُرُفاتِها
،،
وشم:
كويتُ كويتُ
أشيلُكِ حيثُ ذهبتُ حِجاباً بصدري..
أشيلُكِ بُرعمَ وردٍ بأعماقِ شَعري..
أشيلُكِ في القلب وَشماً عميقاً
لآخرِ آخرِ أيّام عُمري..
،،
طفولة حب:
يا أميري، إنَّ حبي لك طفلٌ في الصِّغر
كلّما أشبعتَه وصلاً
ترى الطفلُ كَبر..
،،
شاطئ:
تمدَّدْ على شواطئِ العُمر.. فبيني وبينك تاريخٌ لا يعرِف التكرار
،،
تخصص:
يا صديقي.. في الكويتياتِ شيءٌ من طِباعِ البحرِ
فادرسْ -قبلَ أن تدخلَ البحرَ-
طباعي!!
،،
ثورة:
حبٌّ يحاوِلُ أنْ يغيّر كلَّ شيء في قواميسِ الغرَام
،،
الخبير:
لا تنتقِدْ خجِلي الشديد.. فإنّني بسيطةٌ جداً وأنتَ خبير
،،
جرح ممتد:
جرحٌ نسائيٌّ أنا.. ليسَ له بَدْء.. ولا انتهاء
،،
بطاقة تهنئة:
يا صديقي.. إنّني اخترتُك من بينِ الملايين..
فهنّئْني على حُسنِ اختياري
،،
أمنية:
يا صديقي.. يا الذي يخرجُ من منديله ضوء النَّهارِ،
يا الذي أتبعُه حتّى انتحاري!!
كم تمنّيتُ بأنْ تصبحَ في يومٍ من الأيام قِرطي
أو سِواري..
،،
انتماء:
انتمائي هو للحبِّ.. وما لي لِسوى الحبِّ انتماء
،،
درجة حرارة الحب:
يا حبيبي.. أنتَ في القُطب الشماليِّ وأشواقي بخطِّ الاستواء!
،،
رحيل الزمن:
كيفَ سأمسحُ دمعَ الفساتينِ..
كيف سأهربُ من حلقاتِ الدخانْ..؟
وكيفَ أحدِّقُ في ساعة البيتِ.. بعدَ رحيلكَ..
يا من سرقتَ الزمانْ؟
،،
عصافيرُ لاتنام:
.. وأعينُ العشاقِ لا تنام..
والشعرُ حتى الفجرِ لا ينام..
يا ليتني مثل العصافيرِ التي..
تشتاقُ كلَّ لحظةٍ إلى بلادِ الشام..!
،،
طلاق:
أمشي.. على حقلٍ من الألغام..
هاربةً من مدنٍ قد أحرقتْ تاريخَها..
وطلّقتْ مبادئَ العروبة..
وطلّقت مبادئَ الإسلام!!
،،
لجوء:
ما دمتُ لاجئةً لصدركَ..
فما الذي من الدُّنيا أريد؟
،،
ماذا نريد:
ومَهري كان حِصاناً جَميلاً وخمسَ سنَابلْ
فماذا تريدُ النّساءُ من الحبِّ إلّا
قصيدة شعرٍ،
ووقفةَ عزٍ
وسيفاً يقاتل؟
وماذا تريدُ النساءِ مِنَ المجدِ..
أكثرَ مِنْ أَنْ يَكُنّ بريقاً جَميلاً
بِعَينيْ مُناضل..؟
،،
لحظة:
يا سيدَ الكلمات هَبْ لي فرصةً
حتى يُذاكرَ درسَهُ العُصفورُ..
،،
شهادة تخرُّج:
أنا.. لا أكتَملْ
إلا عندما أتخرّج من بين أصابعِك..
،،
وقت:
الوَقتُ معَك لا يُحْـتمل
والوقتُ بِدونك لا يُحتمَل!
،،
بطاقة مرور:
الثلجُ يُحرقني بنارِهْ..
وأنت تمرُّ في شراييني.
شرياناً.. شرياناً
شبْراً.. شبْراً
موقِعاً.. موقعاً
،،
قبيلتي أنت:
امنَحني بَركاتِ أبوَّتِكْ
فلا بيتَ إلاّ أنتْ
ولا قبيلةَ إلاّ أنتْ
ولا وطنَ أنتسِبُ إليْه..
إلاّ أنتْ.
،،
ارسمني:
أيا رجل الكبريتِ والنّار..
اعجنّي كقطعة صلصال..
ارسمْني
هضبةً من الفضَّة..
وهضبةً من الذّهب..
وحبّةً من اللوز
وحبَّةً من المانغو
،،
مملكة الهواء:
أحبُّكَ جداً..
وأعلَمُ علمَ اليقين
بأنّي أؤَسِّسُ مملكةً في الهواءِ!
،،
بدائيّة:
لا تؤاخِذ جُنوني
فإنّي بدائيَّة النزواتْ
وعشقيَ –مثلي- بِدائي!
،،
الرجل السوداوي:
يا هولاكُو هذا العصرْ..
ارفْع عنّي سيفَ القَهرْ
إنّكَ رَجُلٌ سوداويٌّ..
مأساويٌّ..
عدوانيٌّ..
لستَ تُفرّقُ بين دمايَ
وبين نِقاط الحِبرْ..
،،
رجل الثلج:
يا هولاكُو..
لا تتضايقْ من كَلِماتي
إن أفشيتُ أمامكَ هذا السِّرّ
إني في حال الغليانِ،
وإنّكَ رجُلٌ تحتَ الصِفرْ..
،،
الرجل الحر:
صَعْبٌ على الأحرارِ أن يَستسلمُوا
قَدَرُ الكبيرِ، بأن يَظَلَّ كبيرا
،،
القناديل:
كيف لانشكُرُ من قَدْ حرَّرونا؟
من غُلاةِ العُنصريِّينَ
وأفواج التتارْ.
كيفَ لانَشْكُرُ من ماتوا..
ليبقى النَخْلُ، والقمحُ، وزهرُ الجُلَّنارْ
والحُرُوفُ الأبجديَّةْ؟..
كيفَ لا نشكُرُ من قد أشْعَلُوا أعْيُنَهُمْ
كالقناديلِ، لكي يأتي النهارْ؟..
،،
عبدالله المبارك:
أأبا مُبارَكَ.. كُنْتَ أنتَ قبيلتي
وجزيرتي.. والشاطئَ المسحُورا
يا خَيمتي وَسطَ الرياح، من الذي
سَيَلُمُّ بعدَكَ دمعيَ المنثورا؟
يا مَنْ ذَهَبتَ، وما ذَهَبْتَ، كأنّني
في الليل أسمعُ صوتك البلَّورا
أنتَ الربيعُ.. فلو ذَكَرتُكَ مَرةً
صار الزمانُ حدائقاً.. وعبيرا
،،
توقيع:
يا أيُّها الذي علَّمني
أبجديةَ الحُبّ..
من الألفِ إلى الياء..
ورسمَني كقوسِ قُزَحْ
بين الأرضِ والسماءْ..
وعلَّمني لغةَ الشجَرْ..
ولغةَ المطر..
ولغةَ البحر الزرقاء..
أُحبّكْ..
أُحبّكْ..
أُحبّكْ..
،،
غزال جريح:
يقولون:
إني كسرتُ رُخَامَةَ قبري…
وهذا صحيحْ..
وإني ذبحتُ خفافيش عصري…
وهذا صحيحْ.
يقولون
إني اقتلعتُ جُذُورَ النفاقِ بشعري
وحطمتُ عصرَ الصفيحْ
فإن جرحوني..
فأجملُ ما في الوجودِ غَزَالٌ جريحْ
،،
الإعصار:
يا صديقي:
لا يغُرَّنْكَ هدوئي..
فلقد يولدُ الإعصارُ من تحتِ قِناعي..
إنّني مثلُ البحيراتِ صفاءً
وأنا النارُ.. بعَصْفي
واندلاعي..
،،
بنت الكويت:
إنني بنتُ الكويتِ
غُرفتي الشمسُ..
ومن بعضِ أسمائي الصَبَاحْ
وجُدُودي اخترعوا الأمواجَ.. والبحرَ..
وموسيقى الرياحْ..
صادقوا الموتَ
فلا الخيلُ استراحتْ من أمانيهم
ولا السَّيفُ استراحْ
،،
بانتظار الورد:
سوف أبقى دائماً..
أبحثُ عن صَفصافةٍ.. عن نجمةٍ..
عن جنَّةٍ خلفَ السرابْ..
سوفَ أبقى دائماً..
أنتظرُ الوردَ الذي
يطلعُ من تحت الخرَابْ…
،،
ابتهال:
كلماتي أحْرُفٌ من خيالْ
ونبضُ قلبٍ عاش يبغي الكمالْ
يقدِّسُ الحبَّ ويهوى الجمالْ
فإن أثارتْ فيك حبّ السؤالْ
فَسَلْ، تجِدْني ما عرفتُ المُحْالْ
الشِّعـرُ في روحي أعزُّ ابتهــالْ
،،
شاعرة:
أنا شاعرةٌ ذات خيالْ
يَنشُدُ الحُسنَ، ويستوحِي الجمال
أنا النجمةُ في أُفْقٍ سحيقْ
تَفتِنُ الكون بلأْلاء البريقْ
،،
أكبر.. وأرحب..:
الحُبُّ أكبرُ من جميعِ الأزمنةْ
والحُبُّ أرحَبُ من جميعِ الأمكِنَةْ
،،
وحيدة إلا منك:
يا أميري، أنتَ يا مَنْ كنتَ للرُّوح شقيقْ
أنتَ يا كنزي منَ الرحمةِ والحُبِّ الرقيقْ
قُم تأمَّلْ وحدتي اليومَ، وقُل كيف أطيقْ؟
،،
استسلام:
أيُّ نهرٍ في رُبى عينَيك يَجري؟ أيُّ كوثرْ؟
أيُّ نورٍ فيهما يبدُو لعينيَّ.. فأبهرْ؟
كُلّمَا قاومتُهُ.. ألفيتُ خطوِي يتَعَثَّرْ
،،
بطاقة شكر:
أقولُ لك
شكراً لحبِّك فهو مُعجِزتي الأخيرةْ..
بعدما ولّى زمانُ المعجزاتِ..
وأقولُ
شكراً لله
لأنَّك ما زلتَ القمرَ في سماءِ حَياتي.
،،
ضياع:
مِنْ دونِك.. مَنْ أنا؟؟
عينٌ ضاعتْ أهدابُها..
وقرنفلةٌ تبحثُ عن رائحتِها..
وغابةٌ احترقتْ أشجارُها..
وأُنثى تبحثُ عن كفِّ رَجلٍ تتّكِئُ عليها
،،
زمان الطيبين:
أضحتِ الأخلاقُ بَيْنَ النِّاسِ
عُملاتٍ قديمَةْ..
سُحُبُ الْحُبِّ طَوَتْها
عَبرةُ الجُرْح الأليمةْ
،،
جلسات سرية:
في بلادي، في مغاني أرْضِ أجدادي الجميلةْ
لي معَ الأيّامِ أخبارٌ.. وَأَسرارٌ طويلَةْ..
،،
ضيافة:
نحنُ الكويتيينَ.. من عاداتِنا
أن نستضيفَ الشمسَ في بيوتنا
وأن نُجيرَ الجارْ.
،،
حفل استقبال:
كمْ مرَّةٍ يا حبيبي تواعِدُني أنْ تزورا
فألبَسُ ثوبي ضياءً وأرسلُ شَعري حَريرا
وأملأُ يومي شُموساً وأزرعُ ليلي بُدورا
وأنظِمُ شِعري غناءً وأغمرُ جَوّي عبيرا
،،
كي أسلو:
آهٍ يا نفسُ لو ملكتُ مصيري،
وتحكَّمتُ في هَوَى وجداني
لتجمَّلْتُ بالسُّمُوِّ، وبالصَّبْرِ،
لأَلقَى سعادةَ النِّسْيَانِ..
،،
الموت:
كلماتي مُرَّةٌ كالصَّبْر،
حَـــــــــرَّى كدموعي..
منذُ أن جَارَتْ يَدُ الموْتِ
على أغلَى شُمُوعي
،،
غياب..:
يا إلهي.. اقْبَلْ صَلاتي، وامتثالي، وخُشوعي
فهيَ قُربْاني إلى ذاتكَ، في شَوْقِي وجُوعي
للقاءِ مَنْ راحوا إلى غيرِ رجوعِ..
،،
رسالة:
يا شَبابي.. إنَّ فيكمْ كلَّ آمالي الرَّفيعةْ
وبلادي بينَ أيديكُم، تراثٌ ووَديعةْ
،،
وصية:
اطْرحُوا كلَّ بريقٍ، وتناسَوا كلَّ زينة..
واجعلوا أيديَكم دِرعاً على الحقِّ أمينةْ
،،
عُمق:
كلُّ ما يُبنى على الرمْلِ.. هباءٌ في هَباءْ
فابتَنُوا في العمْقِ، ما يَرقى لأسْبَابِ السَّمَاءْ
،،
لماذا.. لماذا:
إنَّ كلَّ امرأةٍ في الأرضِ تحتاجُ إلى صوتٍ ذكيٍ..
وعميق.
وإلى النَّومِ على صدرِ بيانو أو كتابْ..
فلماذا تُهملُ البُعدَ الثقافيَّ..
وتُعنَى بتفاصيلِ الثيابْ؟
،،
المحترف.. والهاوية:
كلَّما قَبَّلتَ ثغري بجنونٍ
كلَّما لاحَتْ أمامي الهاويةْ
أنتَ تَبقَى في الهوى مُحتَرِفاً
وأنا دوماً سأبقى هاويَةْ..
،،
خيمتي..:
نعمةٌ أن تشعُرَ الأنثى بإنسانٍ يُغطّيها..
ويحميها.. ويُعطيها مفاتيحَ الغُيوبِ..
،،
قراءة:
يا صديقي..
الكويتيةُ تبقى دائماً صامِتَة
فمتى تقرأُ ما بينَ السُّطور؟
،،
خارطة:
كُوَيْتُ، كُوَيْتُ
لحرّيةِ الرأي فيكِ تراثٌ طويلْ
وطفلُ المحبة بين ذراعَيكِ طفلٌ جميلْ
وزَرْعُ العروبةِ فيك قديــمٌ قديـم
كهذا النخيلْ..
،،
بدوية:
بدويّةٌ أنا أختزنُ في ذاكرتي..
عصوراً من القهــرِ..
ويختبِئُ تحت جِلدي ملايينُ الشُّموس.
،،
صراخ:
أريدُ أن أقولَ ما أقولهُ..
من دونِ أن يَتبَعني السَّيّافْ
ودونَ أن أُدفنَ في قبرٍ من العاداتِ والأعْرافْ
،،
القَدَرْ:
أعرِفُ رجلاً
يعرِفُ ما في رحِمِ الوردةِ.. من أزرارْ
يعرفُ آلافَ الأسرارْ
يعرفُ تاريخَ الأنهارْ
أعرِفُ رجلاً.. حيثُ ذهبتُ
يلاحِقُني، مثلَ الأقدارْ..
،،
آخر خبر:
لا تسألْ ما هي أخباري
لا شيءَ مُهمٌّ إلا أنتَ..
فأنتَ أحْلى أخباري.
،،
صمود..:
سوفَ نظلُّ دائماً..
أهلَ النَّدى والعفوِ والسَّماح
لو جرحُونا مرةً
نطلُعُ كالأزهارِ من ذاكرةِ الجِراح
،،
تحوّلات:
أنا قبلَ حُبِّكَ، ما كنتُ شيئاً..
وأصبحتُ بعد هواكَ الكبيرِ، كبيرَةْ.
،،
عطش:
أنا مُدجَّجةٌ بالعشقِ حتى أسناني
فيا أيُّها المختبئُ في أهدابِ غمامةْ
فلتهمرْ روعةَ أمطارِكْ
فأيامي تتشقَّقُ عطشاً..
،،
بطاقة اعتذار:
أعتذرُ لك يا سيّدي..
أعتذرُ لكَ.. من أعماقِ القلبِ،
ومِنْ تشقُّقاتِ الفِكر،
عن الزمنِ الضائعِ..
الذي لم تكنْ فيه حَبيبي
،،
خذني:
قُلْ لي لغةً..
لم تسمَعْها امرأةٌ غيري..
خُذْني.. نحو جزيرة حُبٍّ..
لم يسكُنْها أحدٌ غيري..
خُذْني نحو كلامٍ خلفَ حدودِ الشِّعْرِ
،،
بطاقة عبور..:
لا أحد يقدِرُ أنْ يغيِّرَ التاريخ..
أو يستعمرَ الأرواحْ
لا أحد يقدِرُ أن يُطفئَ نورَ الشمسِ
أو يصادرَ الصَّباحْ..
،،
حمائم الكويت:
يا أُمَّنا الكويت
نحنُ من دونِك يا حبيبتي
لا نعرفُ الحبَّ، ولا الدفءَ، ولا السّلامْ
ونحن من دونِك يا حبيبتي
حمائمُ قد نسيتْ مبادئ الكلامْ.
،،
اعتراف:
أحِبُّكَ حباً كثيراً،
قوياً،
عتيّاً،
مثيراً
أحِبُّكَ يا روحَ روحي..
وباسمِكَ أشدو كثيراً
،،
رحلة إلى النور:
ادْفعي زَورقي إلى النُّور يا نفسي،
وسِيري به لبرِّ الأمانِ
فيكفي ما احتملتُ من شجنِ الليلِ،
وَعَصفِ النّوى،
وظلمِ الزمانِ..
،،
نموّ..:
تمدّدْ تحت أشجار حنانِي
وتعطّرْ ببخُوري…
فعلى أرضِكَ ألقيتُ بُذُوري
وعلى صدرِكَ
تمتدُّ جُذُوري…
،،
بُشرى:
سوفَ أبقى دائماً..
أنتظرُ المهديَّ يأتينا
وفي عينيهِ عصفورٌ يغنّي..
وقمــرْ..
وتباشيرُ مَطَرْ..
،،
لا ألين:
أنا امرأةٌ من فضاءٍ بعيدٍ
ونجمٍ بعيدْ
فلا بالوعودُ ألينُ..
ولا بالوَعيدْ..
،،
تحديات..:
هل تستطيعُ امرأةٌ مقيمةٌ في مُدنِ الغُبارْ
أن تتحدّى مرّةً واحدةً سُلطةَ شهريَارْ
وتكتبَ الشعرَ على دفاترٍ من نارْ؟
،،
بكاء..:
إنّني بنتُ الكويت
كلّما مر ببالي، عربُ اليوم، بَكَيتْ..
كلّما فكّرتُ في حالِ قُريشٍ،
بعدَ أن ماتَ رسولُ اللهِ،
خانتْني دُموعي، فَبَكيتْ..
،،
توازن:
اتركْني نائمةً خمسَ دقائقْ
على كتفَيكْ
حتى تتوازنَ الكرةُ الأرضيَّةْ.
،،
لكن..:
قد كانَ بوُسْعي،
أن أبتلعَ الدمْعَ
وأن أبتلعَ القَمْعَ
وأن أتأقلمَ مثلَ جميعِ المَسجُوناتْ
،،
ضوء..:
حين أكونُ بحالةِ عشقٍ
أشعرُ أنّي صرتُ بوزن الريشَةِ
أنّي أمشي فوق الغَيْمِ..
وأسرقُ ضَوْءَ الشمسِ..
وأصْطَادُ الأقمارْ.
،،
إحساس قديم..:
كنتُ أدري -قبل أن أُولدَ- أنِّي سأُحِبُّكْ..
بعد أن جئتُ إلى العالم.. ما زلت أحبُّكْ..
إنَّ من أعظم أعمالي التي حقَّقتُها كامرأةٍ..
أنّي أُحبُّكْ..
،،
لا يوجد..:
نَبشْتُ جميعَ القواميس..
حتى تعبتُ..
فهل تتذكَّرُ اسْماً..
جديداً..
غريباً..
مُثيراً..
يليقُ بِحُبِّي الجنونيِّ
غيرَ (حبيبي)؟
،،
قَدَرْ:
وَشَمَتْكَ أُمّي على ذاكرتي
قبلَ أن أولَدْ
وتنَّبأتْ بأن تكونَ لي..
فاسْتَعْجَلتُ الولادَةْ..
،،
أنت أدرى..:
مرْ.. تجدْني أجعلُ الليل إذا ما شئتَ فجرا
والخريفَ الجهم، نَيساناً، وألواناً، وبُشرى
يا حبيبي، لا تسلْ ما لون حُبّي.. أنتَ أدرى
،،
مبارك:
مبارك كانَ لي دُنيا مِنَ الحُبِّ أُناجِيها
وآمالاً أعيشُ بها، أحلاماً أُغنّيها
،،
مبارك.. أيضاً..:
كان نُوري، وعَزائِي، مِن دُجَى لَيلي الغَبينِ
كانَ مالي وثَرائي كانَ أحلامَ السِّنينِ..
،،
كيف:
كيفَ يا قلبي
تفرّدتَ بألوانِ العذابْ؟
واحتملتُ العيشَ مُرّاً،
وشربتَ الكأسَ صابْ
ولماذا أَوصدَ الغيبُ
بوجهي كلَّ بابْ؟
وسقاني الهمَّ
واللوعةَ من غَيرِ حِسابْ!
،،
اغتيال..:
ما لها الأيامُ تبكي.. ما لَها؟
أهيَ مثلي ضيَّعتْ آمالَها؟
عاشَ قلبي في سُويعاتِ المُنى
ثم غشّاها أسىً فاغتالَها
،،
قراءة:
مَولاي، إنْ جاءَك هذا الخطابْ
أوراقُه من شوقِ رُوحي لُباب
حروفُه من ذوبِ قلبي المُذاب
مدادُه من أدمعٍ وانتحابْ
وعطرُه من كأسِ حُبّي رِضاب
مُقبِّلاً عينَيك بعد الغيابْ
،،
شواهد:
جاءتْ تطالِعُني بشَكواها
والحزنُ يصرُخ في مُحيّاها
والماءُ يقطُر من أنامِلِها
وتكادُ منه تذوبُ كفَّاها
غسّالةٌ، والفجرُ شاهدُها
والماءُ والصابونُ خِدْناها
،،
ماذا يحبّ:
يحبُّ أن يلمحَ شِعري كالربيعِ مزهرا
وكالصباحِ مشرقاً.. وكالرياضِ أخضرا
وكالغناءِ مُسعداً.. وكالسُّلاف مُسْكِرا
وكالشُّعاعِ ضاحكاً.. وكالنجومِ نيّرا
لا يطبعُ الحزنُ عليه سمةً أو أثرا
يحبُّه مدلّلاً.. منمّقاً.. معطّرا
،،
استدعاء..:
ثم نامَ الكونُ، فاستدعتْك أشواقي كثيرا
وأنا أبذلُ للُّقيا منَ الدَّمعِ بُحورا..
وأمدّ السهدَ، والآهاتِ، والنّجوى، جسورا
علّها تُدنيك يا روحي، إذا شئتَ العبورا
وملأتُ الغرفةَ الورديّةَ الظلِّ، عبيرا
ومنَ الخافقِ في الأضلعِ هيّأتُ السريرا..
،،
المَهر:
لو جعلتَ الليلَ ظُهرا..
وعرضتَ الشمس مَهْرا
وملأتَ الجوَّ والأبحرَ والأنهارَ عِطرا
وفرشتَ الدّربَ ألواناً
وأضواءً وزهْرا
ونظمتَ الكونَ لي ماسا
وياقوتاً ودُرّا
ستَراني لستُ بالمالِ..
ولا بالجاهِ أُشرى
،،
الأصل والظل:
أنتَ حبيبي.. لا تترُكْنِي
أشربُ صبري مثلَ النَّخْلِ..
إنّي أَنتَ..
فكيْفَ أُفرِّقُ.. بينَ الأصلِ، وبينَ الظِّلِّ؟
،،
لا تستحق:
أُحبُّكَ..
رَغْمَ ألوفِ العُيوُبِ الصغيرةِ فيكَ
وأعرفُ أَنَّكَ لا تستحقُّ عطائي.
وأرمي بنفسي على ساعِديْكَ
ولا أتذكّرُ أينَ أمامي..
وأينَ ورائي..
،،
رجعيّة..:
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً رافضةً..
ولا تريدُ امرأة غاضبةً
ولا تريدُ امرأة خارجةً
على طقوُسِ العائلةْ
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً..
تمشي أمامَ.. القافلَةْ..
،،
سكتة قلبية:
يا أحبابي..
كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ
شيئاً من موسيقى القلبْ
لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ
فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ..
،،
بيت الزجاج:
فافْرشُوا السّجَّادَ.. والوَرْدَ..
لأطفالِ الحِجارَةْ
واغْمُرُوهُم بالزَّهَرْ..
إنَّ إسرَائيلَ بيتٌ من زجاجٍ..
وانْكَسَرْ..
،،
أصالة:
يا صديقي..
إنَّ عصرَ النفطِ ما لوّثَني
لا ولا زعزعَ باللهِ اقتناعي
أنتَ لو فتَّشتَ في أعماقِ روحي
لوجدتَ اللؤلؤَ الأسودَ..
مَزروعاً بِقاعي..
،،
عين لا تنام:
أفتّش عن أيامي التي ليس لها أيام..
أسألُهم عن أمّي التي ذابتْ في عالم الأحلام..
أكتبُ على مخدّتي قصصاً في الأوهام..
عُودي لي يا حبيبتي، فالعينُ بعدَك لا تنام.
أرانب:
في زمنِ الساديّة العمياء واللصوص والحُكّام،
والتجّار، والصيارفة
لا توجد المصادفةُ في زمنٍ صارت به شعوبنا أرانبَ مذعورةً وخائفة
شعراء..:
وصلَ السيفُ إلى الحَلْق..
وما زال لدينا شعراءٌ يكتبونْ
وصلَ السِّلُّ إلى العظْمِ،
وما زال لدينا شعراءٌ يكذِبونْ
ويقولون على الأوراقِ.. ما لا يفعلونْ
،،
يا زمان..:
يا زمانَ العربِ الرُحّل..
يا عصرَ المنافي والشتاتْ
يا زماناً عربياً..
لم تعدْ تنفعُ فيه الكلماتْ..
،،
حزنُ المراكب:
سلامٌ على نخلة الدارِ..
تطرحُ أشهى الثمرْ
سلامٌ على قهقهاتِ الرُعودْ
سلامٌ على قطرات المطرْ
سلامٌ على شَهَقات الصواري
وحُزْنِ المراكب قبلَ السَفَرْ