كُوَيْتيَّةٌ أَنا بِنْتُ الخَلِيجِ
وَصاحِبَةُ الهامَةِ العاليَةْ
وَمِلْءُ دَمِي مَجْدُ آلِ الصَّباح
وَمِنْهُمْ بَنَاتِي وَأَبْنائِيَهْ..
فَكَيْفَ تَحَكَّمَ فِينا الطُّغاةُ
وَعَاثُوا بِأَعْراقِنا الغَالِيَةْ..
بِأَيِّ الشَّرائِعِ هُمْ يَحْكُمونَ
وَيَلْهُونَ بِالقِيَمِ الرّاسيَةْ؟
أَما وَحَّدَتْنا دِماءُ العُروبَةِ
وَالمِلَّةُ السَّمْحَةُ الهاديَةْ؟
فَكَيْفَ يَعُودُونَ لِلمَذْهَبِيَّةِ
وَهيَ الوَقيعَةُ وَالدَّاهِيَةْ..؟
صَغارٌ يُمَزِّقُ شَمْلَ الكوَيتْ
وَيَمْضِي بِقَومي إِلَى الهَاوِيَةْ..
أُناشِدُ قَوْمي، أَلا يَذْكُرونَ
لَياليَنا الحُلْوَةَ الصَّافيَةْ..؟
وَسامِرُنا العَذْبُ حَوْلَ المَواقِدِ
يَجْمَعُنا أُسْرَةً هانيَةْ
تَدُورُ الأَحاديثُ فِيه ثَناءً
وَتَنْبِضُ بِالخَيْرِ والعافيَةْ
أَعيدوا لَنَا ذَكْرَ تِلْكَ اللَّيَالِي
وَكُفُّوا عَنِ اللَّهْجَةِ الجَافِيَةْ
فَنَحْنُ رَضَعْنا لِبانَ الخَلِيجِ
وَعِشْنَا عَلَى هَذِهِ البَادِيَةْ..
وَأَجْدادُنا مَنْ أَقَامُوا الشِّراعَ
وَسَارُوا عَلَى المَوْجَةِ العاتيَةْ
فَلا تَجْعَلُوا فِي مَهَبِّ الرّياحِ
صَحائِفَ أَمْجادِنا الماضيَةْ
وَلَا تَقْطَعوا الرَّحِمَ المُرْتَجَى
لِمُسْتَقْبَلِ الأُمَّةِ الغَالِيَةْ
وَلَا تَخْفِضُوا هامَكُمْ كالنَّعامِ
تُدَارُونَ عاقِبَةَ الغَاشِيَةْ
فَهَذا الحِمَى دُرَّةٌ للخَلِيجِ
وَتاجٌ عَلى رَأْسِهِ العاليَةْ
فَصُونُوهُ مِنْ عَثَراتِ النُّفوسِ
وَمِنْ طَمَعِ الفِئَةِ الباغيَةْ..
أَيا وَطَني.. أَنَا فِي غُرْبَتِي
أَحِنُّ إِلَى أَرْضِكَ النَّائِيَةْ
أَرَاها عَلَى البُعْدِ طَيَّ الفُؤادِ
كَأَنَّكَ مَا بَيْنَ أَحْضانِيَهْ..
وَأَبْكي.. وَأَجْزَعُ.. خَوْفاً عَلَيْكَ
مِنَ الفِتْنَةِ المُرَّةِ الطّاغيَةْ
فَمَأْساةُ لُبْنانَ لمّا تَزَلْ
تَلوحُ بِألوَانِهَا القانيَةْ
فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ يَخْدَعُوكَ
وَأَنْ يَدْفَعُوكَ إِلَى الهَاوِيَةْ..