كَيْفَ يَا قَلْبِي تَفَرَّدْتَ بِألوانِ العَذابْ؟
وَاحْتَمَلْتَ العَيْشَ مُرّاً، وَشَرِبْتَ الكَأْسَ صَابْ
وَلِماذا أَوْصَدَ الغَيْبُ بِوَجْهِي كُلَّ بَابْ؟
وَسَقاني الهَمَّ واللَّوْعَةَ مِنْ غَيْرِ حِسابْ
رَبِّ.. غُفْرانَكَ إِنْ كُنْتُ تَجَاوَزْتُ الصَّوابْ
وَأَسَأْتُ الظَّنَّ بِالغَيْبِ، وَأَخْطَأْتُ الخِطابْ
رَغْمَ أَنَّ النُّورَ فِي أَعْماقِ أَعْمَاقِي مُذابْ
لَمْ يُحَرِّضْنِي ضَلالٌ، أَوْ يُسَاوِرْني ارْتيابْ
أَوْ يُحَرِّكْنِي إِلَى ذاتِكَ لَوْمٌ أَوْ عِتابْ
فَأَنا مِنْ حَرَمِ الإِيمَانِ فِي أَعْلى رِحابْ
بيْدَ أَنِّي تُهْتُ يَا رَبِّيَ فِي دَرْبِ الشَّبابْ
وَاكْتَسَتْ أَجْمَلُ أَحْلامِي بِمُسْوَدِّ الضَّبابْ
وَذَوَتْ بِي زَهْرَةُ العُمْرِ، شُجوناً واضْطِرابْ
يَا إِلهي.. هَلْ قَضَى أَمْرُكَ فِي أُمِّ الكِتابْ
أَنْ أَرى أَحْلامَ عُمْري فِي رُؤى الوَهْمِ سَرابْ
وَأَمانيَّ نُجُوماً تَائِهاتٍ فِي السَّحابْ
أَكَذا يَنْتَحِرُ العُمْرُ، وَيَنْفَضُّ الشَّبابْ؟
وَأَرى قَلْبِي الَّذِي مَا زَالَ كَالبُرْعُمِ.. شابْ
وَخَيالاتي عَلى الأَيّامِ تَهْوِي كَالشِّهابْ
يَا إِلهي.. كَمْ أُنادِيكَ فَهَلْ لِي مِنْ جَوابْ؟