ازْرَعْني بينَ الكَلِمات..
1
أخشى جدّاً..
أنْ يتحوَّلَ هذا الحُبُّ إلى عاداتْ
أخشى جدّاً..
أنْ يحترقَ الحُلْمُ، وتَنْفَجِرَ اللحَظَاتْ
أخشى جدّاً..
أنْ ينتهيَ الشِّعرُ، وتختنقَ الرَّغَباتْ
2
أخشى جدّاً..
ألّا يَبقى غيمٌ..
ألّا يَبقى مطرٌ
ألّا تَبقى أشجارُ الغاباتْ
ولذا.. أرجو أنْ تَزْرَعَني
ما بينَ الكَلِمَاتْ..
التَّوقيتُ النِّسائيّ
لا يُوجدُ توقيتٌ شَتَويٌّ لمشَاعري
ولا توقيتٌ صيفيُّ لأشْواقي
إنَّ ساعاتِ العالمِ كلَّها
تضربُ في وقتٍ واحدْ
عندما يحينُ موعدي مَعَكْ
وتسكتُ في وقتٍ واحدْ
عندما
تأخذُ مِعْطفَكَ.. وتنصرفْ
المُتَفوِّقة
كنتُ أدري -قبلَ أنْ أُولدَ- أنِّي سأُحِبُّكْ..
بعدَ أنْ جئتُ إلى العالَمِ.. ما زلتُ أحبُّكْ..
إنَّ مِنْ أعظمِ أعمالي التي حقَّقْتُها كامرأةٍ..
أنّي أُحِبُّكْ..
الحَمْلُ الأبديّ
أحمِلُكَ كأنثى الكانغارو
في بَطْني..
وأقْفِزُ بكَ من شَجَرةٍ إلى شَجَرةْ..
من رابيةٍ إلى رابيةْ..
من قارَّةٍ.. إلى قارّةْ..
أحْمِلُكَ تسعةَ أشهُرْ..
تسعينَ شهراً
تسعينَ عاماً
وأخافُ أنْ ألِدَكْ
حتّى لا تضيعَ منّي في الغَابةْ..
شَقاوَةُ أَطْفال
لا أغضبُ من غَضَبِكْ
ولا أتضايقُ من بَرْقِكْ
ورعدِكْ
وجنونِ عواصِفكْ..
إنَّني أعرفُ أنَّ كلَّ الأواني التي تكسرُها
وكلَّ الحماقاتِ التي ترتكِبُها
ليستْ سوى مقدّماتْ
لولادة القصيدةْ..
كَهْرباء
في عزِّ الصّيفْ..
تصطدمُ أُنوثتي
بقطرَةِ عَرَقٍ صغيرَةْ
تكرِجُ على صدرِكْ..
وأنتَ قادمٌ من جِهةِ البحرْ
فيتكهرَبُ العالَمْ..
وتهطِلُ الأمطارْ..
قِراءةٌ غيرُ تقْليدية
لا تقرَأْني
منَ اليمينِ إلى اليسارْ
على الطريقةِ العربيَّةْ
ولا منَ اليسارِ إلى اليمينْ
على الطّريقةِ اللاتينيَّةْ
ولا مِنْ فوقٍ.. إلى تحتْ
على الطريقةِ الصِّينيَّةْ
اِقْرَأْني ببساطَةْ
كما تقرأُ الشمسُ أوراقَ العشبْ
وكما يقرأُ العصفورُ كتابَ الوردةْ..
الديمقراطية
ليستِ الدّيمقراطيةُ
أنْ يقولَ الرّجلُ رأيَه في السّياسةْ
دونَ أنْ يعترضَهُ أحَدْ
الدِّيمقراطيةُ أنْ تقولَ المرأةُ
رأيَها في الحُبِّ..
دونَ أنْ يقتُلَها أَحَدْ!!
أَعلى شَجرةٍ في العالَم
عندما كنتُ طِفلةْ..
كنتُ أتصوّرُ أنَّ الشَجرةْ
هيَ أعلى مكانٍ في العالمْ..
وعندما أصبحْتُ امرأةْ
وتسلَّقتُ على كتفَيكْ
عرفتُ أنَّكَ أكثرُ ارتفاعاً من كلِّ الشَجَرْ..
وأنَّ النومَ بين ذراعَيكْ..
لذيذٌ.. لذيذْ
كالنَّومِ تحتَ ضوءِ القَمَرْ..
لا أَسْمحُ
لا أسْمحُ للقبيلةْ..
أنْ تتدخَّلَ بيني وبينَكْ
أنْتَ قَبيلتي..!!!
إذا
إذا قرَّرتَ يوماً
أنْ تكرَهَني..
فاستعمِلْ مُسدَّساً
كاتِماً للألَمْ..
رَائحة
عندَما أُودِّعُكَ في المطارْ..
ويغيبُ وجهُكَ في المجْهولْ..
تنتشِرُ رائحةُ حَنيني إليكْ
ويَشُمُّ الناسُ في قاعةِ المسافرينْ
رائحةً غريبَةْ..
رائحةَ امرأةٍ تحترِقْ..
لِماذا فَمي؟
إذا كنْتُ لا أستطيعُ أنْ أشربَ
القهوةَ معَكْ..
فلماذا وُجدَتِ المقَاهي؟..
وإذا كنْتُ لا أستطيعُ أنْ أتسكَّعَ
معكَ بغيرِ هَدَفْ
فلماذا وُجدتِ الشّوارعْ؟..
وإذا كنْتُ لا أستطيعُ أنْ أتغرْغَرَ
باسْمِكَ بلا خوفْ..
فلماذا كانتِ الُّلغَاتْ؟..
وإذا كنتُ لا أستطيعُ أنْ أصرخَ: (أُحِبُّكْ)..
فما جَدوى فَمي؟
شَرعيّة
لا أطلُبُ مِن هذا العَصرْ
أنْ يعترِفَ بشرعَّيةِ حُبِّنا
فأنا.. وأنتْ..
نمنحُ هذا العَصرَ شَرعيّتَهْ
تعريفٌ جديدٌ للعالَم الثالِث
لأنَّ الحُبَّ عندَنا
انفعالٌ من الدرجة الثالثَةْ..
والمرأةَ مواطنةٌ من الدرجةِ الثالثةْ..
وكُتُبَ الشعرِ كُتُبٌ من الدرجة الثالثةْ..
يُسمُّونَنا شعوبَ العالمِ الثالثْ..
كِيمياء
الحُبُّ هو انقلابٌ في كِيمياءِ الجَسَدْ
ورَفْضٌ شجاعْ
لِروتين الأشياءْ
وسُلطةِ البيولوجيا..
والشّوقُ إليكَ عادةٌ ضارَّة
لا أعرفُ كيف أتخلَّصُ منها..
وحُبُّكَ مأساة كُبرى
لا أتمنّى أن تنسى..
المِيناء الحُرّ
طَلَبتْ سفنٌ كثيرةْ
اللجوءَ إلى مرافئ عينيَّ
فرفضتُها جميعاً
مراكبُكَ وحدَها..
هي التي تملِكُ حقَّ اللُّجوءْ
إلى مياهي الإقليميّةْ..
مراكبُكَ وحدَها..
هي التي تسافِرُ في دَمي..
دونَ استئذانْ..
إلا مَدينةً واحِدة
كُلُّ مدائنِ العالمِ تبدو لي على الخَارطةْ
نِقاطاً وهميَّةْ..
إلا مَدينةً واحدةْ..
أحببْتُكَ فيها..
وأصبَحَتْ فيما بعدُ..
وَطني..
أُمُومَة
فَرَحي بِلقائكْ
كالضَرْبَةِ الأولى للجَنينِ على جُدران الرَّحِمْ..
كالحركةِ الأولى من سيمفونيةِ بيتهوفن الخَامسةْ
فيا أيُّها الرجلُ الطالعُ من تشقُّقاتِ فِكري
حيثما تكونُ على خَريطةِ هذا العالمْ
تذكَّرْ أُمُومَتي..
نُبُوءة
وَشَمَتْكَ أُمّي على ذَاكِرتي
قبلَ أنْ أولَدْ
وتنَّبأتْ بأنْ تكونَ لي..
فاسْتَعْجَلتُ الوِلادَةْ..
أَطْولُ نهرٍ في العَالم
عندما أرقصُ مَعَكْ
يُصبِحُ خَصْري سُنْبُلَةَ قمحْ
ويُصبحُ شَعْري
أطولَ نهرٍ في العَالَمْ..
امتيازات العشَّاق
وجهُكَ جوازُ سَفري
أجوبُ به العالمْ
وأدخلُ به جميعَ الموانئِ والمطاراتْ..
وعندما يراكَ رجالُ الأمنْ..
مخبوءاً في عَيْنيَّ
يَفتحونَ صالةَ الشَّرَفِ لي
ويُقدِّمونَ المرطِّباتِ والأزهارْ
ويُعطونَني أفضليّةَ المرورْ
لأنَّني عاشِقَةْ..
آَخِرُ المَرافئ
أعِدُكَ أنْ أكونَ وطنَكْ
فعِدْني أنْ تكونَ عاصِمَتي
أعِدُكَ أنْ أكونَ سفينةَ أحلامِكْ..
فَعِدْني أنْ أكونَ آخِرَ مرافِئكْ..
وعَدْتُكَ أنْ أكونَ غَيْمتَكْ
فعِدْني أنْ تكونَ مَطَري..
هوِيَّة
يَعرِفُني النَّاسُ بِكْ
فأنتَ عِطريَ الخُصُوصيّ..
السَّفَرُ المُستَحيل
أصبحْتُ أخافُ فَتْحَ حَقائبي
عِندما أعودُ منَ السَّفَرْ
فكُلَّما أردتُ تعليقَ ثِيابي
خرجْتَ لي كالسَّمكةِ منْ جوفِ الحَقيبةْ
وعلَّقْتَني على حِبالِ دُمُوعي..
حَبَّةُ كَرَز
مُوسيقى صوتِكْ
وبيانو كليدرمانْ..
جَناحانِ أطيرُ بِهما نحوَكْ
فافْتَحْ شَفتَيكْ..
لأَسْقُطَ كَحَبَّةِ كَرَزٍ بينَهما..
المُصلّية
أصابِعُكَ تَشتعِلُ فوقَ الطَّاوِلةْ
كشَمْعِ الكَنَائِسْ
وأنا..
أريدُ أنْ أُصلِّي..
هِيستيريا
يَا أيُّها الرَّجلُ الذي أدْخلَني عالَمَ الجُنونْ..
وأقفَلَ البابَ عليّ
اترُكْني كَما أَنا..
فأنا سَعيدةٌ بالاسْتلقاءْ
تحتَ شَمْسِ جُنُونِكْ..
الدَّانةُ الأَغلى
عندما كنْتُ طِفلَةْ..
كنْتُ أستمعُ مأخوذةً
إلى حَكايا صيدِ اللُّؤلؤِ في بِلادي
وكيفَ كانَ الغوَّاصونَ الشُّجعانْ..
يُعطونَ حياتَهم للفوزِ بدانةٍ جميلَةْ..
وعندَما أصبحْتُ امرأةْ
ودخلْتُ بحْرَ حُبِّكْ
عرفتُ لذَّةَ الغَوْصِ في المجهولْ
لأحصُلَ عليكْ
يا أَغلى دَانةٍ في حَياتي..
ضَرْبةُ حُبّ
يَقُولونَ لي في سويسرا
الْبِسي ثياباً صُوفيَّةً سميكةْ
كي لا تُصَابي بضَرْبَة بَرْد
أطعْتُهُمْ..
وتدثَّرْتُ بألفِ قُبَّعَةْ..
وألفِ كَنْزَةِ صُوفْ..
ولكنَّني رَغْمَ كل ما حصَّنْتُ به جَسَدِي..
نسيتُ أنْ أُحَصِّنَ قَلبي..
فأُصِبْتُ بضَرْبَةِ حُبّ..
إسبرسُّو
لا أَتصوَّرْ
أنَّ الذي صَنَعَ قهوةَ (الإسبرسُّو)
صنَعها لشَخْصٍ واحدْ..
وإلاّ كان رجلاً غبيّاً
لا يعرفُ شيئاً عن صِناعةِ القَهْوَةْ
ولا يعرف شيئاً عن صِناعةِ العِشقْ..
فُضُول
في المَقاهي الأُوروبيَّةْ
أَقرأُ جَريدَتي وحْدي..
وفي المَقاهي العَربيّةْ
يقرأُ كلُّ الجَالسينَ جَريدَتي مَعي..
دُعاء
دَعوتُ اللهَ ذاتَ ليلةْ..
أنْ يُحرِّرَني مِن حُبّكْ
فاستجابَ اللهُ لدُعائي
وحَوَّلني إلى حَجَرْ..
حَمَاقة
نَجيءُ بِمِقصّ..
ونقطعُ بهِ شَريطَ علاقتِنا
في احتفالٍ مَسرحيّ
ثمَّ نكتشِفُ أنَّنا لمْ نقطعِ الشَّريطْ..
وإنَّما قَطعْنا أصابِعَنَا..
سِرٌّ نِسائيّ
قل لي: أُحِبُّكِ
قل لي: أُحِبُّكِ
أعرفُ أنَّكَ تكرَهُ التَّكْرارْ
وأعرفُ رأيَكَ في الكلامِ الصّامتْ..
وفي الصّمتِ الذي يتكلَّمْ
ولكنَّني كامرأةْ..
أُحِبُّ مَن يحُكُّ لي جِلْدَ أُنوثتي..
ثَمَنُ الأُمومة
لا أستطيعُ أنْ أقولَ لكَ: لا..
ولا أستطيعُ أنْ أقِفَ في وجْهِ
نَزَواتِكَ الصَّغيرَةْ..
فأنتَ تستغِلُّ طُفولَتَكَ بذَكَاءْ..
وأنا أدْفعُ ثمَنَ أُمومتي..
لو رميَتُ نفْسي..
لو رميَتُ نَفْسي مِن قِمَّةِ هذا العالَمْ
لأتخلَّصَ منْ أفْيُونِ حُبِّكْ..
لَوجَدني النَّاسْ
مُمَدَّدَةً بينَ ذِرَاعَيكْ..
عَصافير
لا تُضايِقُني الإشاعَاتْ
التي يَرْوُوْنَها عنْكَ وعَنّي..
بلْ على العَكسْ..
إنَّني أفْتحُ لها نَوافذَ بَيتي
وأقدِّمُ لها القَمحَ على راحَتي..
وأتركُها تلعَبُ في خِزانةِ ثِيابي.
إنَّ إشاعاتِ الحُبِّ في بَلَدي..
عَصافيرُ جَميلةْ..
وأنا أرفُضُ قَتْلَ العَصَافيرْ..
المعْركةُ الأخِيرة
رجُلٌ أنتَ مُكتظٌّ بالنِّساءِ حتى التُّخْمَةْ..
وحينَ تَأتيني مساءً
مُثْخَناً بالكُحْلِ، والعِطْر، والأظافرْ..
أَمْسَحُ جراحَكَ بماءِ الوَردْ..
وأتوسَّلُ إليكَ، أنْ تَخْلَعَ خُوذتَكْ
وترمي سَيْفَكَ على الأرضْ..
وتجعَلَني..
معركتَكَ الأخيرَةْ..
ثَقافَة
أنتَ أوَّلُ مثقَّفٍ عرَفْتُهْ
لا يَعتبِرُ الجِنْسَ مطلباً قومياً
ولا يَتَّخِذُ منَ السَّريرْ
مِنْبَراً للخطابَةْ..
الحُبُّ والمُعتقَل
هذه الدَّائرةُ التي رسمْتَها بالحِبرِ الصِّينيّ
حوْلَ فِكري.. وذَوقي.. وعَاداتي
حولَ كلِّ بوصَةٍ منْ جَسَدي
وكلِّ مَوجةٍ من تموّجاتِ نفْسي
وكلِّ صَغيرةٍ.. وكبيرةٍ في حياتي..
هذه الدَّائرةْ..
بدأتْ تأخُذُ شكْلَ المُعْتَقَلْ
فلا تُضيِّقِ الدَّائرةَ عليَّ كثيراً
لأنّني أُريدُكَ حَبيبي..
لا سَجّاني..
بينَ ذِراعَيكْ
بينَ ذِراعَيكْ
يتحوَّلُ المنفى..
إلى وَطَنْ..
عِندما
عِندما تكونُ المرأةُ في حالةِ عِشقْ
يَصيرُ لونُ دمِها..
بَنَفسجّياً..
النُّسْخةُ الثَّانِية
لا تَمْشِ إلى جَانبي..
على ضِفافِ بُحيرةِ اللّيمانْ..
حتّى لا تَظُنَّ البُحيرَةْ
أنَّني نُسْخَتُكَ الثَّانيةْ..
في بَيتِ موزارت
عِندما دخَلْنا مَنزلَ موزارت في سالزبورغ..
وَرآني مَعَكْ..
ورأى الكُحْلَ العَربيَّ في عَينيّ
جلَسَ على البيانو القديمْ..
وعزفَ لنا مَقطوعةَ (زواج فيغارو)..
ونسِيَ جميعَ السَّائحينْ..
أَسْئِلة
يَسألونَني: ما لونُ السَّماءْ؟
هل هيَ زرقاءْ؟
أمْ حمراءْ؟
أمْ بنفسجيَّةْ؟..
فأطلُبُ منهم أَنْ يتوجهَّوُا بالسُّؤالِ إليكْ..
لأنّكَ سَمَائي..
حُكْمٌ ذَاتيّ
أنْتَ كالاستعمارِ القَديمْ
تضَعُ يَدَكَ على مَناجِمي
وقَمحي، وفَاكِهتي.. ومَعَادِني..
وثَرواتي الطّبيعيّة..
وتتشبَّثُ بالأرضْ..
وصَاحبةِ الأرضْ..
وأنا لا أُريدُ أنْ أطرُدَكْ
وأُغْرِقَ سُفنَكَ الرَّاسيةَ في مياهِ عينيّ..
ولكنّني أريدُ أنْ تَمْنَحَني
-ولَو على سَبيلِ التَّجْربةْ-
نوعاً منْ أنواعِ الحُكْمِ الذَّاتي!!
فُضُول
أعْرِفُ أنَّني المرأةُ الأُولى في حَياتكْ
ولكنَّ الشَّيطانَ الذي يشرَبُ القَهوةَ
مَعنا كُلَّ صَباحْ
يظَلُّ دائماً يُحرِّضُني كي أسألَكْ:
“ومَنْ هي الثَّانِيةْ؟؟..”.
قَمْعٌ سِياسيّ
قبْلَ أنْ أعرفَكْ..
كنْتُ أظنُّ أنَّ عمليَّاتِ غسيلِ الدِّماغْ
هيَ من طبيعةِ الدُّولِ الاستبداديَّةْ
بعدَ أنْ عرفتُكْ..
وغسلْتَ دِماغي..
مِن كلِّ المقاهي التي دخلْتُ إليها قبلَكْ..
وكلِّ الشَّواطئِ التي كنْتُ أستحمُّ في مياهِها قبلَكْ..
وكلِّ الرِّجالِ الذين دَعَوني إلى العَشاءِ قبلَكْ
بدأتُ أفهمْ
أنَّ القمعَ السياسيّ..
والقمعَ العَاطفيّ
هُما مؤسَّسَةٌ واحدةْ..
هل هَذا هوَ الحُبّ؟
أسمَعُ في دَمي ضجَّةً غيرَ اعتياديّةْ
هل هذا هوَ الحُبّ؟؟
لو كُنْتُ أَعْرِف..
لو كنْتُ أعرِفُ أنَّكَ تهوَى الكُتُبَ
إلى هذا الحَدّ
لاشْتَرَيْتُ أثْوابي منَ المكْتَبَاتْ..
رَصاصَة..
أطلَقْتُ الرَّصاصَ على رائِحتَكْ
على صَوتِكْ..
على المقعدِ الذي تجلِسُ عليهْ..
والجريدةِ التي تقرؤُها..
والسِّلسَالِ الذَّهبيِّ الذي تضعُهُ في صدرِكْ
أطلقْتُ عليكَ خَمْسَ رَصاصاتْ
وبعدَ الرَّصاصةِ السَّادسَةْ..
سقطْتُ أنا..
مُعادلات
قَمْحةٌ + قَمْحةٍ = سُنبلةً
حَمامةٌ + حَمامةٍ = صَيفاً
شَفَةٌ + شَفَةٍ = بُستانَ كَرز
عُصفورٌ + جناحَين = حُرّية
حبرٌ + ورقٍ = ثورةً ثقافيّة
يَدي + يدِكَ = سوقَ صاغَة
رجلٌ + امرأةٍ = سِلْكَينِ كهربائيَّينِ مكشوفَينِ
أنتَ + أنا = قشعريرةً تحتَ جلدِ الكرةِ الأرضيّة.
القَمرُ الهَارِب
أصرخُ: أُحِبُّكْ
فيتركُ القمرُ بيتَهُ.. وزوجتَهُ.. وأولادَهْ..
ويندسُّ تحتَ شَراشِفي..
يا أجملَ المُستعمِرين
إنَّني إحدى الأعضاءِ القَديماتْ
في منظَّمةِ الدِّفاعِ عن حُقوقِ الإنْسَانْ
ومنذُ أنْ كنْتُ طالبةْ
وأنا أَمْشي في كلِّ المسيراتْ
التي تُطالِبُ برَحيلِ الاستعمارْ
ولكنّني منْذُ عرفْتُكْ
نسيتُ حُقوقي
ولم أعُدْ مُتحمِّسةً لرَحيلِكَ عنّي..
يا أجْملَ المُستعمِرينْ!!
بَعْدَ الزّلْزال
بعدَ كلِّ زيارةٍ مِن زِياراتِكْ
أجلسُ -كضحايا الزّلازلْ-
على طَرَفِ مَقْعدي
أُحْصي قَتلايَ..
وأجمَعُ فَتافِيتي..
ازْدواجيّة
كمْ أنتَ بليغٌ ومتدفّقْ
عندَما تتحدّثُ
عنْ مأزقِ المرأةِ العربيّةْ
وضرورةِ فكِّ الحصارِ التاريخيّ
عن فمِها..
وعقْلِها..
وجسدِها المطمُورِ تحتَ الرَّملْ
ولكنَّ ما يُدهِشُني
أنّكَ عندَما تكتُبْ
تضعُ المرأةَ دائماً
“بين قوسَينْ”..
لُجوءٌ غيرُ سِياسيّ
أصرخُ: أُحِبُّكْ
فتترُكُ الحمائِمُ سقوفَ الكنائسْ
لتُعمّرَ أعشاشَها
في طيّاتِ شَعْري..
العَودةُ إلى الزّنْزانة..
عندَما تسافِرُ امرأةٌ عربيَّةْ
إلى باريسَ.. أو لندنَ.. أو رُوما..
تأخُذُ على الفورِ شكلَ حَمامةْ
ترفْرِفُ فوقَ التّماثيلْ
وتَحسو الماءَ من النَّوافيرْ
وتُطعِمُ بيدِها بطَّ البحيراتْ
.. وفي طريقِ العَودة..
عندما يطلُبُ قائدُ الطائرةِ ربطَ الأحزمةْ
والامتناعَ عنِ التّدخينْ
يتبدَّدُ الحلُمْ..
وتجِفُّ مُوسيقى النّوافيرْ
ويتناثرُ ريشُ البَطِّ الأبيضْ
وتدخُلُ مع بقيَّةِ الدَّجاجاتْ..
إلى قُنِّها..
الخَاتـم
أصرُخُ: أُحِبُّكْ
فيستديرُ فَمي
كخاتَمِ اليَاقُوتْ..
حَضارةُ القَهوة
علَّمْتَني..
مِنْ بينِ ما علَّمتَني
أنْ أشربَ قهوةَ الإسبرسو
في المقاهي الإيطاليّةِ الصّغيرَةْ
على شَواطئِ كومو،
وفينيسيا..
وسان ريمو..
وبعدَما رحلْتَ
رحلَتِ الحَضارةُ الرومانيّةُ معَكْ
وقُتِلَ يوليوس قيصرْ..
وصارتْ رائحةُ الإسبرسو
تدخُلُ كالسكّينِ في خَاصِرتي..
ملحوظةٌ لُغويّة
ليسَ مُهمَّاً أنْ تقول
إنَّكَ تُحِبُّني..
المهمُّ أنْ أعرِفَ
كيف تُحِبُّني.
حَاوِلْ أنْ تختَرِعَني
تعبْتُ منَ الكَلامِ التَّقليديِّ
عنِ الحُبّ
تعبْتُ منْ غَزَلِ الموتى..
وأزهارِ الموتى..
والجُلوسِ على طاولةِ العَشاءْ..
كلَّ ليلَةْ
معَ قيسِ بنِ الملوَّحْ
وجميلِ بُثَيْنَةْ
وبقيّةِ الأعضاءِ الدَّائمينْ
في نادي الحُبِّ العذريّ
حاولْ أنْ تخرجَ عنِ النَّصِّ قليلاً..
حاولْ أنْ تخترِعَني..
وَطَني أنْت
لمْ يبقَ لي وطنٌ أعودُ إليهِ..
فاجْعَلْ منْ ذراعَيكَ الوَطَنْ
هُمْ صادَرُوا زَمَني
فأصْبَحْتَ الزَّمَنْ.
عُقُوق
يرضَعُ الطِّفلُ منْ ثَدْيَيْ أُمِّهْ
حتَّى يَشبَعْ..
ويقرأُ على ضَوءِ عَينَيْها
حتّى يتعلَّمَ القراءةَ والكتابَةْ..
ويَسرِقُ مِنْ كيسِ نُقودِها
ليشتريَ عُلبةَ سجائرْ
ويمْشي فوقَ عظامِها النَّحيلَةْ
حتّى يتخرَّجَ في الجامعَةْ
وَعندما يُصبِحُ رُجلاً
يضعُ ساقاً فوقَ ساقْ
في أحدِ مَقاهي المُثقَّفينْ
ويعقِدُ مؤتمراً صَحَفيّاً يقولُ فيه:
إنّ المرأةَ بنصفِ عقلْ..
وبنصْفِ دِين..
فيُصفِّقُ لهُ الذُّبابْ
وغرسوناتُ المَقهى..
الحُبُّ على مُستوى الكَون
عِندما أُحِبُّكْ
أتجاوزُ حدودَ العلاقةِ الخاصَّةْ
لأدخُلَ في علاقةِ حُبٍّ
معَ العالَمِ كلِّهْ..
إِجْازة
أتمنّى أنْ تُعطيَني إجازةْ
ولو لِبضعةِ أيّامْ
أُرمّمُ فيها كُلَّ هذا الخَرابْ
الذي تركْتَهُ على شفتيّ
وأعيدُ النَّظَرَ في هذِه الفَوضى
التي تركْتَها في كلِّ مكانْ
على جُدرانِ غُرفتي
وعلى جُدرانِ قَلبي
أتمنّى أنْ تبتعِدَ قليلاً
حتّى أكتشِفَ الفارقْ
بينَ رائحةِ قهوتي
ورائحةِ دَمي..
حُلْمٌ صَغِير
اتركْني نائمةً خمْسَ دقائقْ
على كتفَيكْ
حتّى تتوازنَ الكُرةُ الأرضيَّةْ.
السَّفَر على الأهْداب
مشيْتُ إليكَ على أهْدابي
ولم أصِلْ..
ومشيتُ على دُموعي
ولم أصِلْ
ومشيتُ على كِبريائي
ولم أصِلْ
فيا مَنْ تسدُّ مفارقَ الدُّروبْ
وتلعَبُ بإشاراتِ المرورْ
هل يُمكِنُكَ أنْ تدُلّني على طريقْ
لا يُوصلني إلى ذراعَيكْ..
لا يُوصلني إلى الهَاويةْ..؟
أُمومــة
أحياناً
يَخطُرُ لي أنْ ألِدَكْ
لأُحَمِّمَكْ..
وأُنَشِّفَ قَدَمَيكْ
وأُمشِّطَ شَعْرَكَ النَّاعِمْ
وأغنَّيَ لكَ قبلَ أنْ تنامْ..
المَلِك
أصرُخُ: أُحِبُّكْ
فتخرُجُ المدينةُ برِجالِها ونسائِها..
وشيوخِها وأطفالِها..
لاستقبالِكْ
وتنطلَقُ الحَمائمْ
وتُعزَفُ مُوسيقى الجيشْ
وتَمتلئُ راحاتُ الأولادِ
بأكياسِ الحَلوى..
وتُضيءُ المآذنْ
وتُقرَعُ أجراسُ الكنائسْ
مُعلنةً تتويجَكَ
مَلِكاً على قَلْبي..
النَّصُّ المفتُوح
أهمُّ ما فيكْ
أنَّكَ لا تتعامَلُ مَعي
كقَصيدةٍ مُنتهيةْ..
وإنما تتعامَلُ مَعي
كنصٍّ مفتوحٍ على الحُرّيَّةْ..
النِّقاطُ على الحُروف
أقولُ بالفَمِ الملآنِ:
“أحِبُّكْ”
أقولُ باللُّغاتِ التي أعرِفُها
وباللُّغاتِ التي لا أعرِفُها
“أحِبُّكْ”
أقولُ في اجتماعٍ عَامٍّ
تحضرُه الشَّمسُ.. والقمرُ.. وبقيَّةُ الكواكبْ
“أحِبُّكْ”
فأنا لا أحترِمُ حُبّاً
يلبِسُ الأقنعةْ
ويتحرَّكُ خلفَ الكواليسْ
ويسكنُ في (حيِّ الباطنيّةْ).
المعلِّم
أيُّ رجلٍ أنتَ يا سيّدي؟
أيّةَ بَصَماتٍ تركتَها على أفكاري..؟
أيّةَ أسماكٍ متوحِّشة..
أطلقْتَها في شَراييني؟
أيّةَ أمصالٍ ثوريّةٍ حقنْتَها في دَمي؟
فبعْدَ كلِّ يومٍ أقضيهِ معكْ
أعودُ.. وأنا مُمتلئةٌ بالشَّمسْ
ومضرَّجةٌ بالبُروقْ
وفي عينيَّ تركضُ خيولُ الحُريَّةْ..
دراكيولا العَربيّ
يا سَيِّدي:
يا مَلِكَ الحُبِّ.. ويا مُحرِّرَ النِّسَاءْ!!
إليكَ قدْ لجأتُ كي تلُمَّني
من قَسْوَةِ الأنواءْ
وعندَما رأيتَني
مكسُورةً.. مَقْهُورَةً
حوَّلتَ أجزائي إلى أجزاءْ
وبَعْدَها.. تركتْني ضائعةً
كذرَّةِ الغُبارِ..
بينَ الأرضِ والسَّماءْ..
الحبُّ.. على نَار الفحْم
الفَرقُ بين العاشقةِ الأوروبيَّةْ
والعاشقةِ العربيَّةْ
أنَّ الأولى تتناولُ الوجباتِ السريعَةْ
والأطعمةَ المثلّجةْ..
والحبَّ المثلَّجْ..
في حين إنَّ العاشقةَ العربيَّةْ..
تُشوى..
على نارِ الفحْم..
تَحليل
جاءتِ الممرّضةُ هذا الصَّباحْ
سَحَبَتْ نُقطةً منْ دمي..
ونُقْطةً منْ دَمك..
وأخذَتْهُما إلى مختبَرِ المدينةْ
لماذا يُتْعِبون أنفسَهُم؟..
ألا يعرفونَ أنَّ الحُبَّ العظيمْ
يُلغي كلَّ فصائلِ الدَّمْ؟
كمَا
كمَا تدخُلُ الطائرةُ في مَطَبٍّ هَوائيّ
لا تعرِفُ الخُروجَ منهْ..
دخلْتُ في مطبِّكَ العاطفيّ
أيُها الرّجُلْ..
ولم أعد أعرفُ بابَ الدُّخولْ
مِن بابِ الخُروجْ..
ابْتِزاز
كلَّما جرحْتَني بسكاكينِ كلماتِكْ
تقولُ لي: اغفِري لي طُفولَتي
فإلى مَتى تستغِلُّ أُمومتي؟
يا سيّدي..
إلى مَتى؟؟
حُلُم 1
حلمْتُ ليلةَ أمسْ
بأنَّني أصبحْتُ سُنبُلةْ
في بَراري صدْرِكْ..
خِفْتُ أنْ أقُصَّ عليكَ الحُلُمْ
حتّى لا تأخُذَني إلى خبَّازِ المدينةْ
فيُحوِّلَني إلى رغيفٍ ساخِنْ..
وتأكُلَني..
حُلُم 2
حلمْتُ ليلةَ أمسْ
بأنَّني أصبحْتُ سَمَكةْ
تسبَحُ في مياهِ عيْنَيْكَ الصافَيتينْ
خِفْتُ أنْ أقصَّ عليكَ الحُلُمْ
حتى لا تُغْلِقَ أهدابَ عينَيكَ علَيَّ
وتخْنُقَني..
حُلُم 3
حلمْتُ ليلةَ أمسْ
بأنَّني قصيدةٌ سِرِّيّةْ
مَخبوءةٌ في أحَدِ جواريرِكْ
خِفْتُ أنْ أقصَّ عليكَ الحُلُمْ
حتّى لا تعطيَها إلى أحَدِ النَّاشِرينْ
فتفْضَحَني..
حُلُم 4
حلمْتُ ليلةَ أمسْ
بأنّكَ اشتريتَ لي يخْتاً خُرافياً
يتنَقَّلُ بي مِنْ شفتِكَ العُليا
إلى شَفتِكَ السُّفلى..
مِنْ ذراعِكَ اليُمنى..
إلى ذِراعِكَ اليُسْرى..
خِفْتُ أنْ أقصَّ عليكَ الحُلُمْ
حتّى لا تبيعَ يختَ أَحلامي
وتبيعَني..
حُلُم 5
حلمْتُ ليلةَ أمسْ
بأنَّني مُستلقيَةٌ تحتَ أشجارِ حنانِكْ
وأنّكَ تسْقِيني حليبَ العَصافيرْ
وتُطعِمُني فاكهةَ القَمرْ..
خِفْتُ أنْ أقصَّ عليكَ ما رأيتْ
حتّى لا تضْحكَ مِن تخيُّلَاتي
وتكسرَ صُندوقَ أحْلامي.