شَاي السَّاعةِ الخَامِسة
1
أصبحَ شايُ السَّاعةِ الخَامسةِ معَكْ
قَدراً مكتُوباً على جَبيني
يُلاحِقُني حيثُما كُنتْ
في بِريطانيا.. أو في مَاليزيا
في أميركا.. أو في جُزُر الكاريبي
في الأَرضِ، أو في السَّماءْ
في هذا العالَم..
أو في العالَم الافتراضيّ الذي أَخترِعُهُ على دَفاتري
عندما أكونُ وحيدَةْ..
2
ليسَتْ عِندي عُقْدةُ النِّساءِ البِريطانيّاتْ
فأنا خَليجيّةٌ حتّى النُّخاعْ
وأُحِبُّكَ.. حتّى النُّخاعْ
ولكنَّ شَايَ السَّاعةِ الخَامسةْ
صارَ جُزءاً منْ تُراثي معَكْ
صَارَ عَادةً ثانيَةْ
مِنْ بَينِ أُلوفِ العَاداتِ التي اكتسبْتُها مِنكْ
وأَسعدَتْني كَثيراً
وعذَّبَتْني كَثيراً
وجَعلَتْني.. كالطِّفلِ الذي يُجهِشُ بالبُكاءْ
كُلَّما جاءَ وقْتُ رضاعَتِهْ..
3
أصبَحَ شَايُ السَّاعةِ الخَامسةْ
نَاقوساً يضرِبُ في ضُلُوعي
ومنارة شرقية أُثابِرُ علَيها
يومَ لا يَبْقى منَ المناراتِسِوى أنتْ..
ولا يَبْقى منَ الشواطئ سِوى صدرِكْ..
4
أصبحَ شايُ السَّاعةِ الخَامسَةْ
الدَّواءَ الّذي أشربُهُ لأشْفَى
والدَّواءَ الّذي أشربُهُ..
لأموتْ..
5
أصبحَ شَايُ السَّاعةِ الخامسَةْ
نِعْمتي.. ونقمتي..
بَسْمتي.. ودَمْعَتي..
وَاحَتي.. ووَرْطَتي..
أصْبحَ البساطَ الّذي أنْزِفُ عليهْ
والكرْباجَ الذي يلسَعُني على ظَهْري
كُلَّما جلسْتُ على طاولةٍ تتَّسِعُ لشخصَينْ..
وطلبْتُ فِنجانَيْنِ منَ الشَّايْ
واحِداً لي..
وواحداً لرجُلٍ لا أعرِفُ متى سَيأتي..