للمرأة الكويتية في عيدها
أريد أن أعيش تحت معطف المنونِ..
أريد أن أعيش في دائرة الزلزالِ
لا دائرة السكوِنِ..
أريد أن أعيش في عيون الناسِ
لا عيوني..
أريد أن ألبس في تنقلي
قبعة الرعودْ
أريد أن أدخل في شريان من أوّده
يوماً.. ولا أعودْ
أريد أن أهرب بعض الوقتِ
من بلادة الصيف،
ومن عفونة الكهف،
ومن وصاية الجدودْ..
أريد أن أخترع الوقت الذي يعجبني
أريد أن أزرع فكري
خارج التاريخ والجغرافيا
وخارج الحدودْ..
أريد أن أصادق الريح..
وأن أعانق الغيومْ
أريد أن أقتحم الشمس
وأن أسرق آلافاً من النجومْ.
أريد أن أحرّض الأشجار كي تمشي
والغابات كي تركض
والجبال كي تقوم.
أريد أن أقول كل لحظة
فمنْ فمي-حين أقول-
تطلعُ الكرومْ..
أريد من يفهمني..
لتطلع الأزهار من أنوثتي
ويكثر الحمامْ..
فحين يأتي الحب، يأتي الخير والسلامْ
أريد من يفهمني..
لأقلب العالم من أساسه
وأقلب الشهور والساعات.. والأيامْ
أريد من يفهمني..
كي أكتب الشعر، وكي أخترع الأشياء في الكلامْ
وكي أرى -حين أنام- أجمل الأحلامْ
أريد من يشدّني من يدي..
يوماً..
ويرميني على ضفائر الغمامْ..
أريد أن أقول ما أقوله..
من دون أن يتبعني السيّافْ
ودون أن أدفن في قبر من العادات، والأعرافْ
أريد أن أهرب من بشاعة التجار في البازارْ
ومن مزاد اللون، والأجناس،
والخصور، والأردافْ
أريد أن أهرب من جلدي..
ومن جلد بني منافْ..
أريد أن أفجّر الوقت إلى شظايا
أريد أن أسترجع العمر الذي
خبأته في داخل المرايا..
أريد أن أصرخ..
أن ألعن..
أن أحتج
أن أقتل تاريخاً من العطور، والبخور، والسبايا..
أريد أن أهرب من رطوبة الحريم، والتكايا..
أريد أن أهرب ممنْ حلّلوا دمايا..