يحيى الفلسطيني
حين دقت قبضات أطفال الحجارة باب أهل الكهف
كانوا تحت أغطيتهم الصوفية، يحلمون..
وكانوا فوق وسائدهم يشخرون
كان هذا قبل سنتين، وكان العالم العربي، أشبه
بدجاجة محفوظة في ثلاجة..
كل شيء كان بارداً كالموت.. وصامتاً كالمقابر..
لم يكن هناك زرع.. ولا ضرع.. ولا شجر..
ولا قمر.. ولا مطر
كان هناك مشروع أمة عربية.. تنتظر ولادتها.
ومنذ سنتين.. حصل المخاض..
وبشر الله هذه الأمة العربية الصابرة
بغلام اسمه يحيى..
الانتفاضة الفلسطينية
هي “يحيى” الذي طالما انتظرناه.
بعدما كدنا نشك في قدرتنا على الإنجاب
يحيى هذا، لم يولد وفي فمه ملعقة ذهب
ولم يولد على سرير من الحرير..
ولم يستحم بماء الورد والياسمين..
يحيى الفلسطيني..
ولد من تراب الشوارع في غزة وفي نابلس،
ورام الله، وفي البيرة..
ودُفن في تراب الشوارع.
يحيى الفلسطيني.. هو ابني..
كما هو ابن كل امرأة عربية..
فتأملوا كيف تخلق البطولة ملايين الأمهات..
ماذا أحدثكم عن يحيى الفلسطيني؟
إنه سيد كل الأطفال، وسيدنا..
فقد منَّ الله على الشعوب العربية
الصابرة بغلام اسمه يحيى..
ماذا أحدثكم عن يحيى الفلسطيني؟
إنه سيد كل الأطفال، وسيدنا..
إنه الفتى الجميل، الذكي، الشجاع
الملهم، اللماح، الذي أرسله الله إلينا هادياً
ومعلماً، وبشيراً.
يحيى الفلسطيني أنهى شيخوختنا الجسدية،
والعقلية، وأوقف حالة الترهل القومي التي أصابتنا..
يحيى الفلسطيني أنهى مواسم القحط والجفاف
والتصحر في الروح العربية، وحمل إلينا رائحة
المطر.. ورائحة الربيع
حفظ الله يحيى الفلسطيني من كل مكروه
فهو قرة أعيننا وهو ولدنا البكر بعدما وهن
العظم منا، واشتعل الرأس شيبا..
حفظ الله هذا الولد الجميل من كيد الكائدين.
ومن حسد الحاسدين.
إن يدي دائماً على قلبي..
فأنا خائفة على يحيى..
لا من عيون الدول الأجنبية فقط
ولكنني خائفة عليه حتى من عيون بعض
الأنظمة العربية.