ليلةٌ مع رسائلي إليك..
– 1 –
خَطَر ببالي هذه اللَيلةْ
أن أفَتَح رسائلَي القديمةَ، وأقرأَها..
لم أكُنْ أعرفُ أنني ألْعَبُ بالنارْ..
وأنني أفتحُ قَبْري بِيَدي..
– 2 –
بعد دقيقةٍ من القراءَةْ
احتَرَقْت أصابعي
بعد دقيقتينْ..
احْترَقَ المصباحُ الذي كنتُ أقرأُ على ضوئِهْ
بعد ثلاثِ دقائقْ..
احترق غطاءُ سريري
بعد خَمْسِ دقائق..
احْترقَ ثوبُ نومي..
ولم يَبْقَ منّي سوى كَوْم ٍمن الرَمَادْ
– 3 –
لم أكُنْ أعرفُ أن رسائلَ الحُبِّ
يمكن أن تتحوّلَ إلى ألغام ٍموقُوتَةْ..
تنفجرُ بي إذا لَمَسْتُها..
لم أكُنْ أعرفُ أن عبارات العِشقْ
يمكنُ أن تأخَذ شكلَ المِقْصَلَةْ..
لم أكُنْ أعرف أن الإنسان
يُمكنُ أن يعيشَ إذا قرأ رسالةَ حُبْ..
ويُمكنُ أن يموتَ إذا أعادَ قراءَتَها!!..
– 4 –
أيّة حماقةٍ ارتكَبْتُها؟
حين فتحتُ غطاءَ بُرْكَانٍ
هَمَدَ منذُ أعوامْ..
وأيَّةُ مغامرةٍ دَخلتُ فيها؟
حين أطلقتُ المارد من قُمْقُمهِ
فحطَّم أثاثَ غرفتي..
وبعثرَ أساوري، وأوراقي، وكُتبي،
وأدواتِ زينتي..
والْتهَمني، بلُقْمَةٍ واحدةٍ، كالتّفاحَةْ..
– 5 –
هلُ يمكنُ لامرأةٍ أن تنتحرَ برسائل حُبّها؟..
هل يمكنُها أن ترميَ بنفْسِها تحت عَجَلات
الأحرُفِ الساحِرَةْ
والكلماتِ المجنونَةْ؟..
هل يمكنُها بكُلِّ بُرودُة أعصابْ
أن تقتلَ نفسَها غَرَقاً..
في بحرٍ من المداد الأزرقْ؟
هذا ما فعلتُهُ هذه الليلَةْ..
حين فتحتُ جواريري..
وفتحتُ النار على ذاكرتي
وأيقظتُ الشيطانَ من نومِهْ..
– 6 –
أيُّها الغائبُ.. الحاضر في الزمان.. والمكان..
قراءةُ رسائلي إليك بعد أعوامٍ من رحيلكْ..
مذبحةٌ حقيقيّةْ..
وها أنذا أخرج من تجربتي الداميَةْ..
كدَجَاجَةٍ لا رأس لها!!..