ليلةُ القبض على فاطمة..
1
هذي بلادٌ.. تَخْتِنُ القصيدةَ الأُنثَى..
وتشنُقُ الشمسَ لدى طُلوِعِها
حفظاً لأمنِ العائلةْ
وتذبَحُ المرأَةَ إن تكلَّمَتْ
أو فكَّرَتْ
أو كتَبَتْ
أو عشقَتْ
غَسلاً لعارِ العائلةْ..
2
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً رافضةً..
ولا تريدُ امرأة غاضبةً
ولا تريدُ امرأة خارجةً
على طقوُسِ العائلةْ
هذي بلادٌ لا تريدُ امرأةً..
تمشي أمامَ.. القافلَةْ..
3
هذي بلادٌ أكلتْ نساءها..
واضطجعتْ سعيدةً..
تحت سياطِ الشمسِ والهجيرْ
هذي بلادُ الواق والواقِ.. التي تصادرُ التفكيرْ
وتذبحُ المرأةَ في فراشِ العُرْسِ.. كالبعيرْ..
وتمنعُ الأسماكَ أن تسبحَ
والطيورَ أن تطيرْ..
هذي بلادٌ تكرهُ الوردةَ إن تفتَّحتْ
وتكرهُ العبيرْ
ولا ترى في الحُلْمِ إلا الجِنْسَ.. والسريرْ..
4
هذي بلادٌ أغلقتْ سماءَها..
وحنَّطَتْ نساءَها..
فالوجهُ فيها عَوْرَةٌ
والصوتُ فيها عَوْرَةٌ
والفكرُ فيها عَوْرَةٌ
والشِّعْرُ فيها عَوْرَةً
والحُبُّ فيها عَوْرَةٌ
والقَمَرُ الأخضرُ، والرسائلُ الزرقاءْ
5
هذه بلادٌ ألغتِ الربيعَ من حسابِها
وألغتِ الشتاءْ
وألغتِ العيونَ.. والبُكاءْ..
هذي بلادٌ هَربتْ من عقلِها
واختارتِ الإغماءْ..
6
ماذا تريدُ المدنُ النائمةُ.. الكسولةُ.. الغافلة منّي،
أنا الجارحةُ.. الكاسرةُ.. المقاتلَةْ؟
إن كان عقلي ما يريدونَ،
فلا يُسعدُني بأن أكونَ عاقلةْ..
ما تفعلُ المرأةُ في أمطارِها؟
ما تفعلُ المرأةُ في أنهارِها؟
كيفَ تُرى يمكنُها أن تزرعَ الوردَ
على هذي الجرودِ القاحلَةْ؟
7
ماذا من المرأة يبتغونَ في بلادنا؟
يبغونَها مَسْلوقةً..
يبغونَها مَشويَّةً..
يبغونَها معجونةً بشَحْمِها ولحمِها
يبغونَها عَروسةً من سُكّرٍ
جاهزةً للوصلِ كلَّ لحظةٍ
يبغونَها صغيرةً.. وجاهلَةْ
هذي هي الوصايا العَشْر..
في حفظِ تراثِ العائلةْ
8
معذرةً.. معذرةً..
لن أتخلَّى قطُّ عن أظافري
فسوف أبقى دائماً
أمشي أمامَ القافلَة
وسوف أبقى دائماً..
مقتولةً.. أو قاتلَةْ..