سيرحل المغــول
سيرحلُ المغولْ
عن كلِّ شبرٍ طاهرٍ من أرضنا
سيرحلُ المغولْ
ويرجعُ البحرُ إلى مكانهِ
ويرجعُ النخلُ إلى مكانهِ
ويرجعُ الشعبُ الكويتيُّ إلى عنوانهِ
وترجعُ الشطآنُ، والأمواجُ، والحقولْ
وتشرقُ الشمسُ بكلِّ بيتْ
وترجعُ الكويتُ للكويتْ..
سنغرقُ التتارَ في بحارنا
سنغرقُ التتارْ
ونستردُّ حقنا بالسيفِ، والصمودِ، والإصرارْ
إن الشعوبَ وحدها تُقْدَرُ الأقدارْ
لن يستطيعوا أبداً..
أن يرجعوا عقاربَ الساعةِ للوراءْ
ويقلبوا ملامحَ الأرضِ، وجغرافية السماء
ويقتلوا الأشجار، والأمطار، والحياة، والأحياء
لن يستطيعوا أبداً
أن يغسلوا سيوفهمْ بالنفط والدعاءْ..
سيطردُ الذبابُ عن أجفاننا
سنطردُ الذبابْ
لن يستطيعوا أبداً أن يكسروا إباءنا
لن يستطيعوا أبداً أن يشطبوا أسماءنا
لن يستطيعوا أبداً..
أن يسرقوا الدماء من عروقنا..
ويجهضوا نساءنا.
ويمنعوا تفتّحَ الأزهار
أو تجددَ الفصولْ
سنطردُ المغولْ..
سنرجعُ الكويتَ، مهما امتدتِ الأيامْ
ونرجعُ البحرَ إلى زرقتهِ
ونرجعُ الفجرَ إلى حمرتهِ
ونرجعُ الطفلَ إلى لعبتهِ
ونرجعُ الأبراجَ في الكويتِ مستقيمة..
سنرجعُ الكويتَ.. مهما أطبق الظلامْ
ونرجعُ الديرةَ.. والأخوالَ.. والأعمامْ
وننقذُ الرسولَ من آثامهم
وننقذُ الإسلامْ..
سنرفعُ المصحف في يميننا
ونرفع السيوف في شمالنا
ونهزمُ الغزاةَ مهما عربدوا، واستكبروا
وأحرقوا.. ودمروا
لا يعرفُ التاريخُ في مسارهِ
طاغيةً لا يقهرُ..
سيرحلُ المغولْ
عن كل شبرٍ طاهرٍ من أرضنا
سيرحلُ المغولْ
سوف نظلُّ دائماً وراءهمْ
نقذفهمْ بالنارِ، والبروقِ، والزوابعِ
سوف نظلُّ دائماً وراءهمْ
نضربهمْ بالغضبِ الكبيرِ
بالقضبانِ، بالأمواسِ، بالفؤوسِ، بالكؤوسِ
بالكعوبِ، بالبراقعِ..
سوف نظلُّ دائماً وراءهمْ
نتبعهمْ من منزلٍ لمنزلٍ..
من شارعٍ لشارعٍ
حتى تعودَ الشمسُ والحبُّ لكلِّ بيتْ
وترجعَ الكويتُ للكويتْ..
لن تنتهي المقاومةْ
لن تنتهي المقاومةْ
حتى يعودَ موطني جزيرةً للحبِّ والسلامْ
ونرجعَ الكويتُ مثلَ دانةٍ جميلةٍ
في شاطئِ.. الأحلامْ..
سيرحلُ المغولْ
عن كلِّ شبرٍ طاهرٍ من أرضنا
سيرحلُ المغولْ..
لندن 18/9/1990